في عدد من الرياضات منها رمي القرص والرمح ودفع الجلة.. عماني من ذوي الإعاقة يحقق 21 ميدالية محلية وإقليمية ودولية

بلادنا الاثنين ٢٧/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
في عدد من الرياضات منها رمي القرص والرمح ودفع الجلة..  

عماني من ذوي الإعاقة يحقق

21 ميدالية محلية وإقليمية ودولية

مسقط - خالد عرابي

هو واحد من ذوي الإعاقة.. آمن بأن الإعاقة في التفكير وليست في الجسد، ولذا آمن بقيمة العمل والجد والاجتهاد مبكراً وتحدى إعاقته فعمل في مجموعة شركات كيمجي رامداس وهو الآن مستمر في العمل بها لقرابة 22 عاماً.. ولم يكتفِ بهذا فحسب بل اهتم بالأنشطة بخاصة الرياضية، فمارس رياضاته المفضّلة، ومنها توجه للمشاركة في البطولات، وأثبت ذاته فحقق العديد من الميداليات الملونة بلغت 21 ميدالية محلية وإقليمية ودولية في عدد من اللعبات منها رمي القرص ودفع الجلة ورمي الرمح وغيرها، وكانت آخر مشاركاته في بطولة غرب آسيا البارو أولمبية التي أقيمت في دبي مؤخراً بمشاركة 12 دولة عربية، منها دول الخليج العربي والدول الآسيوية وذلك تمهيداً لبطولة لندن البارو أولمبية التي ستُقام في لندن في يوليو المقبل.. إنه طالب بن عبدالله البلوشي البالغ من العمر 41 عاماً والذي حدّثنا عن كيفية تحديه للإعاقة وتفوقه على ذاته وكيف حقق ذلك، فقال: للأسف في بعض الأحيان ينظر البعض لذوي الاعاقة نظرة مختلفة أو تقلل من قيمتهم أو أهميتهم أو على أنهم لا يمكن أن يضيفوا أو ينجحوا، وهذه واحدة من الأخطاء الكبيرة بخاصة في مجتمعاتنا العربية حيث نظرة التقليل من شأن الآخرين، وهــذا ما لاحظته بل وعانيت منه في فترات بعيدة، ولكن ربما كان هذا هو الدافع الذي دفعنا دائماً للسعي والجد والاجتهاد وإثبات أن الإعاقة ليست في علة الجسد مثل الابتلاء بشيء في اليد أو القدم ولكن الإعاقة في العقل وهنا لا أقصد الإعاقة الذهنية ولكن أقصد نمط التفكير، فكم من أناس أصحاء كاملي الأبدان والأجساد والعقـــول ولكن محـــدودية تفكيرهم أو نمـــط تفكيرهم يجعلهـــم معوقين، والدليل أنه كم من كثر من ذوي الاعاقة حققوا نجاحـــات كبيرة لـــم يســتطع الأصحاء تحقيقها.

وعن عمله في شركة في القطاع الخاص واستمراره به على مدى 22 عاماً، قال: حدث هذا لأنني بفضل الله سعيت للاعتماد على ذاتي وأن أثبت نفسي كأي شخص آخر لا أن أركن على الأسرة أو الدولة كما يفكر البعض، ولذا ورغم عدم إكمالي لتعليمي الجامعي إلا أنني تقدمت لأكثر من مكان للعمل وحينما وجدوا فيّ التحدي والإصرار أعطوني الفرصة وعملت في قسم توريدات المكاتب بالشركة، وقد حرصت على أن أقدم عملي على أكمل وجه ولذا فأنا مستمر في العمل طوال تلك الفترة.

تفوق رياضي

أما عن مشاركاته الرياضية وتفوقه فيها، فقال: كل ذلك يتأتى في إطار ما أردت أن أثبته للمجتمع ولذاتي وهو أنه لا يوجد شخص معوق تماماً بل يبقى هناك تفاوت في القدرات التي تختلف من شخص إلى آخر، وأن كل شخص عنده نقص في قدرات ما فإن الله سبحانه وتعالى عوضه بقدرات أخرى في شيء آخر ولكن الشيء المهم بل الأهم هو كيف يفتش الإنسان في ذاته ويكتشف قدراته، ولذا فقد كان تفكيري طوال الوقت هو كيف أعيش حياتي الطبيعية وأمارس كل ما أحبه كأي شخص آخر، ولذا توجهت لممارسة الرياضة وبدأت التمارين الشخصية منذ العام 2002م وفي يوم ما وبينما كنت أمارس رياضتي في مجمع السلطان قابوس الرياضي شاهدني المدرّب وكانوا يستعدون لإحدى البطولات الخارجية في الشارقة وعرض علي المشاركة، وأنا قبلت بدون تردد، ومنها بدأت مشاركاتي الخارجية إلى الآن، إذ شاركت في العديد من البطولات الدولية المختلفة وبلغ ما حققت من ميداليات 21 ميدالية تقريباً ما بين برونزية وذهبية وفضية. أما عن مشاركته في البطولة الأخيرة لغرب آسيا بدبي فقال: شاركت فيها السلطنة بصفة عامة بتسعة لاعبين، اثنتين من البنات وسبعة من الشباب، وأنا شاركت في لعبتي رمي القرص ودفع الجلة، وحققنا كفريق عماني 15 ميدالية 5 ذهبيات و6 فضيات و4 برونزيات، وأنا شخصياً حققت 3 ميداليات منها: ذهبيتان وبرونزية فقد حققت ذهبية في دفع الجلة ومثلها في رمي القرص وبرونزية في رمي الرمح، وذلك رغم أنني لم أمارس اللعبة الأخيرة منذ العام 2008م.
وعن مدى الدعم الذي يجده من شركته للمشاركة في هذه البطولات قال: أجد من الشركة كل الدعم طوال الوقت والدليل على ذلك أنني مستمر بها منذ 22 عاماً وفي الوقت نفسه أشارك في العديد من البطولات المحلية والدولية، وفي كل مرة أجد أن الشركة تفرغني للتدريب تماماً وذلك مع استمرار الراتب، وفي البطولة الأخيرة مثلاً تم تفريغي للتدريب لمدة شهر كامل وهو مدة المعسكر ومدفوع الأجر ولدرجة أنه في بعض الأحيان تكون هناك مكافآت مادية عند الفوز، لذا أتمنى من شركات ومؤسسات القطاع الخاص أن تفعل ما تفعله معي مجموعة شركات كيمجي رامداس من دعم للموهوبين في شتى المجالات.