مركز الدراسات بوزارة الصحة: المسـح الصحي للأمراض غيـر المعـدية يهــدف لإنشــاء قـاعــدة بيــانــات وطنية

بلادنا الاثنين ٢٧/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٣٠ ص
مركز الدراسات بوزارة الصحة: 

المسـح الصحي للأمراض غيـر المعـدية يهــدف لإنشــاء قـاعــدة بيــانــات وطنية

مسقط - سعيد الهاشمي

قال متخصص الإحصاء بمركز الدراسات والبحوث التابع لوزارة الصحة مجدي محمود مرسي إن إنشاء قاعدة بيانات وطنية عن الأمراض غير المعدية يعدُّ واحداً من أهم أهداف المسح الصحي الوطني للأمراض غير المعدية وعوامل خطورتها والذي يُجرى حالياً، وذلك بقصد وضع منصة لرصد ومتابعة الأمراض غير المعدية وعوامل الخطر المصاحبة لها في السلطنة.

وأشار مرسي إلى أن المسح يهدف كذلك إلى أن يكون اتخاذ القرارات مبنياً على أدلة وبراهين، وكذلك تقديم تقارير بانتظام للوزارات المختلفة والجهات الصحية وغير الصحية والمنظمات الدولية بشأن الأمراض غير المعدية أو الأمراض السارية.

وأضاف أن من أهداف هذا المسح أيضاً محاربة ومكافحة الأمراض غير المعدية لكونها أكبر مسبب للوفاة في السلطنة إذ إنها تمثل ما نسبته 63% من أسباب الوفاة. والأمراض غير المعدية هي أمراض القلب الوعائية والسرطانات والأمراض التنفسية المزمنة مثل الربو ومرض السكري.

وأوضح مرسي أنه لكي نكافح ونحارب الأمراض غير المعدية يجب علينا أن نحارب أو نكافح عوامل الخطورة المسببة للأمراض وأهمها العادات الغذائية غير الصحية، ومنها أيضاً قلة النشاط البدني «الخمول البدني»، وكذلك التدخين إلى جانب السمنة المفرطة وتعاطي المشروبات الكحولية.
وعما إذا كان المسح سيؤدي إلى وضع خريطة طريق لعلاج جذري لمشكلة انتشار الأمراض غير المعدية قال: إننا من خلال هذا المسح نأخذ آراء الناس حول بعض الأساليب الصحية التي يمكن تطبيقها في مجتمعهم بهدف مشاركتهم في إيجاد الحلول، وبعض التوصيات تحتاج إلى صناع قرار وتدخلات من الجهات المعنية، ومثلاً لو كان من ضمن التوصيات المستنبطة من المسح عمل ممرات لممارسة رياضة المشي فنحتاج إلى الجهات ذات الاختصاص لأجل هذا الجانب. وأضاف: إننا بحاجة إلى ما نسميه بالمسوحات الطولية أي تواصل الدراسة في المجتمع لمدة طويلة كأن تكون 20 سنة مثلاً، فمن خلال هذه الدراسات نستطيع معرفة ما إذا كانت هذه التوصيات وجدت حلولاً لهذه الأمراض، فيجب أن يتلو هذا المسح دراسات ومسوحات أخرى تعطي نتائج وتقارير مختلفة، فهذه الدراسة ستفتح المجال للدراسات الأخرى.
وأوضح مرسي أن انتشار الأمراض غير المعدية سببها تغير أنماط الحياة ومنها الانتشار الواسع لوسائل الراحة فأصبحت حركة الإنسان قليلة جداً، لافتا إلى أنه ينبغي ألا تقل ممارسة رياضة المشي عن عشر دقائق بحيث تحدث تعرقاً في الجسم، فبدون إحداث تعرق في الجسم يكون المشي عديم الفائدة فالهدف من المشي الصحي هو حرق السعرات الحرارية.
وحول أحدث الأرقام المتوفرة قال: أحدثها نتائج المسح الوطني الصحي في 2008 الذي أوضح أن 40% من العمانيين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، و12.3% يعانون من مرض السكري و29.5% يعانون من الوزن الزائد، وقرابة 34% يعانون من ارتفاع الكولسترول و37% من العمانيين يعانون من الخمول البدني أو لا يمارسون أي نشاط بدني، كما أنه بحسب السجل الوطني للسرطان فإن 1600 حالة سرطان جديدة تُسجل سنوياً، وهذه مؤشرات تستدعي مكافحة هذه الأمراض والحد من انتشارها.
وحول ما إذا كان ضغط العمل يؤدي إلى حدوث أمراض غير معدية قال: هذه النتائج تأتي في مرحلة التحليل المعمق والتي تعقب مرحلة المسح بحيث نستطيع معرفة إن كانت هناك علاقة بين طبيعة العمل والأمراض غير المعدية. مستدركاً أن المرحلة الأولى تكون لجمع البيانات والمرحلة الثانية للمسح وتحليل البيانات والتي يجري خلالها: تبيان النتائج الوصفية، وبعد ذلك تحليل علاقة الأمراض بعوامل الخطورة، وفي كل مرحلة من هذه المراحل يتم عمل تقارير ونشرها وتوزيعها لجميع الجهات الحكومية والخاصة في السلطنة وخارجها، كما يقوم مركز الدراسات والبحوث بعمل توصيات تُرفع لأصحاب القرار.
وحث متخصص الإحصاء بمركز الدراسات والبحوث المواطنين والمقيمين في ختام حديثه على المشاركة في المسح والإدلاء بمعلومات صحيحة، وبيَّن أن هذه المعلومات سرية ولن يطلع عليها أحد.