الأمن في عدن يمثل تحديًا للتحالف العربي

الحدث الخميس ١١/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:١٠ ص
الأمن في عدن يمثل تحديًا للتحالف العربي

القاهرة – دبي – – وكالات

لم يسفر استرداد قوات التحالف العربي لمدينة عدن في الصيف الفائت عن فترة راحة لالتقاط الأنفاس في الحرب الأهلية اليمنية إذ يواجه سكانها موجة من التفجيرات والهجمات بالأسلحة النارية تعوق الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في المدينة. وتقع يوميا تقريبا حوادث اغتيالات ضحاياها من القضاة ومسؤولي الأمن والشرطة وذلك بعد سبعة أشهر من طرد مقاتلي الحوثي من عدن التي يوجد فيها ميناء استراتيجي في جنوب البلاد.

ومنذ يوليو واجهت قوات التحالف العربي وقوات الأمن المحلية صعوبات في فرض النظام في عدن الأمر الذي فتح الباب أمام تنظيم داعش وتنظيم القاعدة وجماعات مسلحة أخرى للظهور علانية دون رادع.

التحديات في عدن

وتبين التحديات في عدن مدى صعوبة استعادة النظام في اليمن الذي يعيش منذ شهور صراعا سقط فيه 6000 قتيل واستغل المتشددون نقاط الضعف الأمنية المنتشرة في بلد تعتبره السعودية فناء خلفيا لها. وفي حي المنصورة في عدن خاض تنظيم القاعدة اشتباكات في الشوارع مع قوى الأمن المحلية. وقال مسؤول محلي أمس الثلاثاء إن 4 جنود يمنيين وثلاثة مدنيين قتلوا في اشتباكات عنيفة خلال الليل بين قوات الأمن ومقاتلين يشتبه أنهم من المتشددين في حي المنصورة القديم.
وقال سكان في الحي إن المنطقة هزتها انفجارات بعد أن حلقت فوقها طائرات يعتقد أنها تنتمي للتحالف العربي وإن الاشتباكات أدت إلى اشتعال النار في مول تجاري بني حديثا.

بين القاعدة وداعش

وقال المسؤول المحلي إن عشرات المسلحين الذين ينتمون إما لتنظيم داعش أو تنظيم القاعدة متحصنون فيما يعتقد في الحي بين مئات المدنيين. ووصف شاهد من رويترز الوضع في الحي بأنه متوتر وقال إن السكان لزموا بيوتهم طلبا للأمان بينما كان المسلحون يتجولون في الشوارع.
وقال سكان إن أسرة من 4 أفراد من بينهم فتاتان قتلت عندما أصابت قذيفة صاروخية شقتهم وهم نيام. وكان التحالف قد بدأ عملياته العسكرية بقيادة السعودية لمنع الحوثيين الذين تعتبرهم الرياض وجها آخر لخصمها الإقليمي إيران من السيطرة على اليمن بعد أن استولوا على جانب كبير من شماله وإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي.

استمرار العنف

وينفي الحوثيون من جانبهم أنهم يتلقون دعما من طهران ويتهمون التحالف بشن حرب عدوانية عليهم. وينذر استمرار العنف في عدن - أهم المدن التي استردتها قوات التحالف حتى الآن في الحرب الأهلية الدائرة منذ عشرة أشهر - بتقويض الحملة التي يشنها التحالف على الحوثيين ووحدات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وقال العميد أحمد العسيري المتحدث باسم التحالف مشيرا للوضع في اليمن عموما «إذا تركنا الوضع على ما هو عليه فسيصبح (مثل) الوضع القائم في ليبيا.» وأضاف أن أطرافا كثيرة تعارض الحوثيين ستشكل ميليشيات خاصة بها كما أن تنظيم داعش سيجد في ذلك فرصة سانحة. وقال العسيري لرويترز «ستكون هناك حالة من الفوضى. لذلك أعتقد أن علينا إتمام ما بدأناه بإعادة الأمن والاستقرار لليمن.»
وبسبب الوضع الأمني؛ اضطر فهمي الناشط في الحراك الجنوبي إلى الانتقال إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين خوفا من الاغتيالات التي تشهدها عدن وتستهدف في الأساس النشطاء الجنوبيين ومؤيدي الرئيس هادي. يقول فهمي طالبا عدم نشر اسمه كاملا خشية الانتقام «إن غادرت منزلك فإنك لا تضمن أن تعود إليه سالما. بإمكان أي متطرف أن يطلق النار عليك في الدكان أو في سوق القات أو وأنت مار في السيارة.»
وإلى الشرق من عدن سيطر مقاتلو تنظيم القاعدة على مدن بأكملها دون أن يلقوا مقاومة تذكر لرفع أعلامهم السوداء وإقامة حواجز التفتيش. حتى هادي نفسه الذي هرب من عدن العام الفائت عندما اجتاحها الحوثيون لا يغامر بالابتعاد كثيرا عن مقر إقامته منذ عاد إلى عاصمته المؤقتة في نوفمبر.