خاص -
حصل الطالب صالح بن راشد الهيملي على جائزة أفضل مشروع تخرج على مستوى التخصص، بالإضافة إلى درجة امتياز في ماجستير إدارة أمن المعلومات بجامعة بدفوردشير البريطانية.
لدى الهيملي اهتمام كبير في أبحاث أمن المعلومات بشكل عام، ويركز بشكل خاص على القضايا الأمنية لتكنولوجيا إنترنت الأشياء بالإضافة إلى شغفه الكبير بالعمل الأكاديمي، وتطوير قطاع أبحاث أمن المعلومات.
وحول فكرة المشروع يقول: جاءت الفكرة بعد قراءة متأنية في القضايا الأمنية والاقتصادية التي حدثت مؤخرا باستخدام تقنية العملة الرقمية.
علما بأن «البتكوين» تعتبر أول عملة رقمية، وهي عبارة عن قيمة تختلف كثيرا عن طبيعة العملة النقدية. وتتميز العملة الرقمية بأنها عملة إلكترونية يتم التداول بها بشكل كامل عبر شبكة الإنترنت.
ولا توجد أي سلطة مركزية تديرها، كما أنها تحفظ هوية المستخدمين؛ أي أنه لا يمكن تعقب مستخدميها وتسمح لمستخدميها بتحويل المبالغ، أو شراء البضائع عبر شبكة الإنترنت دون الحاجة لمعرفة هوية البائع والمشتري.
وتتمثل فكرة المشروع في تعقب استخدام العملة الرقمية «البتكوين» باستخدام أدوات جمع الأدلة الرقمية، لمساعدة جهات إنفاذ القانون على تعقب من يسيء استخدام هذه التقنية، وللوصول إلى طريقة لتحديد هوية مستخدم العملة الرقمية؛ للحد من ظاهرة استخدامها للأغراض غير المشروعة.
وأشار الهيملي إلى الهدف من المشروع قائلا: الأهداف الرئيسية للمشروع هي استطلاع الحالات المسجلة التي تؤكد وجود إساءة لاستخدام العملة الرقمية لأغراض غير مشروعة، كتجارة المخدرات، وتجارة الأسلحة، وغسيل الأموال، وتمويل الأنشطة الإرهابية، كذلك التأكيد على وجود مشكلة في تعقب وتحديد هوية مستخدمي العملة الرقمية. وتصميم أداة لجمع الأدلة الرقمية المتروكة في أجهزة الحاسب الآلي، وجهاز الهاتف النقال، أثناء تحويل العملة الرقمية من حساب لآخر.
وجمع الأدلة الرقمية من الأجهزة المستخدمة لتحويل العملة الرقمية «البتكوين» من خلال إجراء اختبارات وتحليل لذاكرة الجهاز، ووحدة التخــزين، وبطاقة الاتصال، وكل ما هو متعــــلق بالجهاز.
وأيضا اختبار الأدلة المأخوذة في عدة حالات، وفي ظروف مختلفة، كالأدلة المأخوذة قبل تنصيب برنامج العملة، وبعد تحويل العملة، وبعد إعادة تشغيل الجهاز، وبعد حذف البرنامج من الجهاز.
وقد طبق الهيملي ذلك عمليا عن طريق تهيئة بيئة افتراضية لعمل جميع التجارب في المختبر، وباستخدام عدة أدوات تناسب البيئة المستخدمة للاختبار، بعدها قام بتحليل جميع الأدلة التي تم أخذها من جميع البيئات ومحاولة تعقب المعلومات الضرورية للوصول إلى العملة المستخدمة، وبالفعل تمكن من الوصول إلى العديد من الأدلة الخاصة بالعملة الرقمية التي تم استخدامها في تحويل المبلغ في البيئة الافتراضية.
وفيما يخص العمل المستقبلي للمشروع قال: هناك خطة لتطبيق هذه التجارب على عملة رقمية مختلفة وبنفس الظروف المستخدمة في البيئة الافتراضية، بالإضافة إلى مشاركة نتائج التجارب مع الجهات المختصة كجهات إنفاذ القانون، والجهات البحثية في مجال أمن المعلومات، وجعلها متاحة للباحثين والمهتمين في هذا الجانب، وبالفعل تمت مشاركة فكرة المشروع وما تم التــوصل له من نتائج لعــدة جهــــات حكومية محلـــية وعالمية.
وأضاف أن هناك خططا لاستغلال هذه النتائج فيما يخدم أبحاث أمن المعلومات في السلطنة بشكل فعال وكبير، ولقد قام برفع المخاطر الأمنية التي سجلتها من خلال تعاملي مع هذه العملة.
ورأى الهيملي أن مستقبل العملة الرقمية في السلطنة مجهول ولكن هناك مؤشرات تبين أن العديد من الأفراد والمهتمين قد بدأوا فعلا في التداول بها، كما أنه يمكن استغلال عدم وجود تشريع للعملة الرقمية ليتم استخدامها في الجرائم الإلكترونية، وخاصة فيما يخص جرائم الابتزاز، فمثلا قد يطلب المبتز دفع مبلغ عن طريق العملة الرقمية لصعوبة تعقب هوية المبتز، لذلك قمت برفع توصيات لجهات الاختصاص لأخذ خطورة هذه التقنية بالاعتبار، وبالعمل لتفادي أي قضايا إلكترونية باستخدام العملة الرقمية.
ويطمح الهيملي إلى أن يسهم المشروع بشكل مباشر بالارتقاء بأبحاث أمن المعلومات في السلطنة، وأيضا إكمال مشوار العمل بشكل أكبر، ومسيرته التعليمية وبتميز أكبر لخدمة هذا الوطن المعطاء؛ والعمل دون تعب أو كلل في كل ما يخدم مصلحة عمان ورقيها، لتبقى عمان بلد الأمن والسلام.
وفي ختام حديثه دعا الطلاب الدارسين والباحثين لبذل المزيد من الجهد والعطاء، لتحقيق طموحاتهم، وللمساهمة كل في مجال عمله وتخصصه في نهضة عمان.
ووجه شكره لكل من له دور مباشر أو غير مباشر في تحقيق هذا النجاح والتميز، بدءا من عائلته وطاقم التدريس والبحث العلمي بالسلطنة.