«البردة».. نواة لأول أوبرا عربية تقدم في دار الأوبرا السلطانية

مزاج الخميس ٢٣/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٢٧ ص
«البردة».. نواة لأول أوبرا عربية تقدم في دار الأوبرا السلطانية

مسقط - خالد عرابي

لم تمر أيام على عرض دار الأوبرا السلطانية مسقط لإنتاجها العالمي الأول والضخم «الأوبرا» والذي أبهر الحضور على مدى 3 أيام إلا ووجدناها تكشف عن عمل متميز آخر من إنتاجها لا يقل إبداعا ولا قوة، وجديد من نوعه في الفكرة والإبداع والتنوع -وإن كان كعمل قد قدم كثيراً على مدى سنوات وفي العديد من الدول حول العالم- إلا أنه ووفقا للرؤية الجديدة والموسيقى والتوزيع والإخراج والديكور جديد تماما، إنه عرض «قصيدة البردة» للإمام محمد بن سعيد البوصيري والذي سيقدم مساء اليوم «الخميس» على مسرح الدار.«الشبيبة» انفردت بهذه اللقاءات الحصرية مع نجوم العرض لتتعرف على تفاصيله والجديد الذي سيقدمهفي البداية أكد مؤلف ألحان العمل وأستاذ آلة العود بأكاديمية الفنون بمصر والحاصل على وسام السلطان قابوس في مهرجان العود في العام 2005 الدكتور ممدوح الجبالي، على أن هذا العمل كان قد عمل عليه منذ فترة وأن تأليف موسيقاه أخذ منه أكثر من عام في وقت سابق، بينما التعاون لإنتاج هذا العرض مع دار الأوبرا السلطانية مسقط فقد تم الاتفاق عليه منذ أكثر من عام، وأن الفكرة جاءت من رؤيته بأن من عملوا على تقديم «البردة» في عمل مديح لسيدنا رسول الله «صلى الله عليه وسلم» كان قائم على الغناء، ومن هنا كانت فكرته في أن يقدم في صورة عمل غنائي يتخلله دراما، بحيث يكون عملا شاملا يمثل نواة لأول أوبرا عربية غنائية موسيقية بالمعنى الحقيقي لأنه يعتمد على كل ألوان الفنون.وأضاف: بعد انتهائي من تأليف تلحين العمل تم تعاوني مع المخرج والمؤلف محمد حسان، الذي يجمع بين دراسة آداب اللغة العربية وفنونها وفنون السينما لتكامل العمل وتحويل «بردة» المديح إلى مغناة موسيقية درامية، ثم بدأنا نفكر في إنتاجه، وهنا عملنا «سي دي» مصغر له، وشاءت الظروف أن التقيت ببعض المسؤولين بالدار وعرضت عليهم الفكرة فوجدت قبولا وترحيبا كبيرا جدا لأنه جاء في سياق ما تنشده الدار وبرنامجها الذي يهدف إلى التنويع والتوازن ولتقديم الجديد والمتميز ومنه حفل سنوي ديني، فتم الاتفاق على إنتاجه بشكله الجديد، وهنا أتوجه بالشكر لدار الأوبرا السلطانية والقائمين عليها لأنه لولا تبنى الدار لهذا العمل الضخم لما كان قد رأى النور.وأضاف: معروف أن «البردة» قصيدة من 162 بيتا، وأن كل من اشتغلوا عليها أخذوا أبياتا منها وحتى سيدة الغناء العربي أم كلثوم حينما غنتها أيضا اختارت أبياتا منها، ولكن كانت فكرة العمل في صورته الجديدة معتمدة أيضا على تطبيق ما جاء في أحد أبياتها وهو «محمد سيد الكونين والثقليــن والفريقين من عرب ومن عجمِ « لتكون أشمل وألا يكون عمل غنائي فقط، بل يكون أقرب إلى فكرة أول عمل أوبرالي غنائي عربي يقدم بشكل مختلف فلا يكون غناء فقط وإنما يكون معتمد على كل الفنون من موسيقى موزعة بشكل جديد ودراما كبيرة وبشكل يجمع بين الموشحات والأداء الفردي الحر والكورالات وغناء وديكور ومسرح وإضاءة وأداء وبالتالي يكون عملا جذابا ومشوقا ومبهرا، ويجتذب أي جمهور يشاهده بل ويشوق من لم يشاهده للرغبة في مشاهدته ولذلك أحضرنا منشدين عمالقة من دول عدة منهم من مصر الشيخ محمد عمار ومن السعودية الشيخ محمد الشريف منشد المدينة المنورة والمفاجأة من تنزانيا المنشد يحيى بيهاكي، وكذلك أسماء طربية ومن أقوى الأصوات في مصر والتي وظفت بشكل رائع مثل ريهام عبدالحكيم ومحمد محسن ومحسن فاروق وأشجان من دار الأوبرا المصرية، وسهيلة بهجت -وعمرها 15 سنة- ولكنها صوت مصري قادم وموهبة كبيرة، كما أن العمل الذي مدته 75 دقيقة بدون استراحة سيكون بقيادة الموسيقار المعروف والفائز بجائزة السلطان قابوس ووسام الثقافة والفنون والآداب في العام 2013 الدكتور أمير عبدالمجيد مع أوركسترا حية مباشرة تضم 120 شخصا وليس»بلاي باك» وهو من توزيع موسيقي لحمادة الموجي وأيضاً مشاركة النجم المصري الفنان محمد لطفي، وآخرينالفنانة ريهام عبد الحكيم قالت: سعيدة جدا أن أكون في عمل ضخم وبهذا الشكل ومع دار الأوبرا السلطانية التي ليست بجديدة عليّ فقد قدمت على مسرحها في الموسم الثاني تقريبا حفلا مع الفنان والموسيقار الكبير عمر خيرت، والعمل مشرف ويضم نخبة من ألمع النجوم كل في مجاله.أما الفنان محمد محسن فقال: وقع الاختيار عليّ من الدكتور ممدوح الجبالي ومجرد أن أرسل لي الفكرة والنص وافقت مباشرة نظرا لتفرد العمل واختلافه وضخامته والأسماء التي يضمها.أما قائد الأوركسترا الموسيقار أمير عبد المجيد فقال: إن المختلف في هذا العمل أنه في الأعمال السابقة على البردة كان يقدم بأنه عمل قائم على المسرح يصحبه بعض الأداء الموسيقي ولكن عمل اليوم قائم على الأداء الموسيقي يصحبه المسرحي ولذا كان التحدي أمام العمل الموسيقي هو أن تقدم فيه دراما بحيث لا تطغى على الموسيقى.