هل تصلح الطماطم ما أفسدته منصات التواصل الاجتماعي؟!

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٣/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٤٥ ص
هل تصلح الطماطم ما أفسدته منصات التواصل الاجتماعي؟!

موسى البلوشي
يقضي المراهقون ما يصل إلى تسع ساعات يومياً على منصات التواصل الاجتماعي، وهذا الوقت في تزايد مع التطوير المستمر لهذه المنصات والتحديثات المستمرة وظهور الميزات التي تثير اهتمام هذه الفئة مثل البث المباشر والقصص المصورة.

بينما تقول الأبحاث إن الشخص العادي ينفق ما يقارب ساعتين على هذه المنصات كل يوم، ويمكن أن نقول إن مجموع الوقت الذي يقضيه الناس على منصات التواصل الاجتماعي قد تجاوز فعلاً الوقت الذي يقضونه في تناول الوجبات، أو جلوسهم مع بعضهم البعض، أو حتى ممارسة الأنشطة الاجتماعية!
وبتفصيل أكبر يحل «يوتيوب» في مقدمة هذه الوسائل بأكثر من 40 دقيقة للشخص يومياً، ثم «فيس بوك» بمعدل 35 دقيقة يومياً، ثم «سناب شات» 25 دقيقة، و»إنستجرام» 15 دقيقة يومياً، هذه الإحصائية تحديداً قبل ميزة القصص المصورة في «إنستجرام» والتي أثرت فعلياً على نشاط «سناب شات»، بينما يحل «تويتر» أخيراً بمعدل دقيقة واحدة فقط يوميا!، وأُخرج «واتس آب» من القائمة كونه في فترة إعداد هذه الدراسة كان لا يزال تطبيقاً للتراسل الفوري قبل أن يطور وتضاف إليه الميزات الحالية والتي جعلته أقرب ما يكون للمنصات.
مسألة الوقت الذي تلتهمه منصات التواصل الاجتماعي بات يشكل هاجساً عند الآباء والمربين والأكاديميين والمتخصصين، ويبدو الوضع عند معظم الأشخاص في أعمالهم وجامعاتهم بل وفي بيوتهم كالآتي:
أداء بعض الأعمال، تصفح المنشورات في «فيس بوك»، عودة لإكمال العمل، نظرة خاطفة على منشورات الأصدقاء في «إنستجرام»، إكمال نشاط ما، الدخول في نقاشات في مجموعات «واتس آب»... وهكذا، مع ما يرافق هذه الانقطاعات والدخول العرضي في هذه المنصات من إحساس بعدم الإنجاز، والشعور بالذنب، وصدامات مع المسؤول المباشر!
ويبدو أن الجميع بات يجرّب أكثر من طريقة لإدارة وقته على هذه المنصّات والبحث عن طرق أكثر فعالية لتحسين الإنتاجية والتقليل من الوقت المهدر على هذه المنصات والتي أصبح الكثيرين يعتبرونها عاملاً مشتتا للذهن، وليست تقنية الطماطم بعيدة عن التطبيق وهي الطريقة التي طوّرها الإيطالي فرانشيسكو سيريلو أواخر الثمانينيات وهو الذي كان يستخدم مؤقِّتاً على شكل ثمرة طماطم عندما كان طالباً في الجامعة، وتقوم فكرتها على استخدام مؤقت لتقسيم وقت العمل إلى فترات زمنية مدة الواحدة منها 25 دقيقة لإنهاء مهام محددة، تفصل فيما بينها فترات راحة قصيرة؛ باختصار فترات من التركيز المكثف المهيأ للإنجاز تليها فترات من الراحة كمكافأة على اجتياز مراحل معينة من المهمة.

ورغم أن البعض يعتقد أن هذه التقنية موجهة لمن يجد نفسه محاصراً بالمشتتات ولا يستطيع إنجاز مهامه إلا أنها وفي الوقت نفسه تركّز على قيمة الراحة، ففترات العمل الطويلة دون انقطاع قد تؤدي إلى ضعف الإنتاج ويمكن أن تقتل شغفنا للمهمة المحددة أو موضوعها. وربما كانت هذه التقنية أقرب للتطبيق مع الموظفين وطلاب الجامعات وحتى المدارس لتنظيم أعمالهم وإنجاز المهام المطلوبة كالواجبات والمشاريع والبحوث.

أخيرا إذا لم تصلح هذه التقنية أو غيرها من تقنيات إدارة الوقت جربّوا أن تبتعدوا عن منصات التواصل الاجتماعي لمدة أسبوع واحد فقط لمعرفة ما ستكون النتائج، والنظر خلال تلك الفترة إلى الهاتف على اعتبار أنه منفذ للاتصال الهاتفي فقط بدلاً من أن يكون منفذاً للترفيه، دونوا ملاحظاتكم وتجاربكم وشاركوا الناس حولكم الدروس التي علمتكم إياها هذه التجربة.