كيف تحمي ثروتك من التضخم؟

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢١/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٣٠ ص
كيف تحمي ثروتك من التضخم؟

مارك لي

أدت التغيرات الحادثة في المناخ السياسي العالمي إلى زيادة حالة عدم اليقين في أسواق التداول والاقتصادات بكافة أنحاء العالم. فبالنسبة للمُستثمرين، قد يكون ذلك وقتًا مُذهلاً للاستثمار في الأصول، أو وقتًا أفضل لحماية صافي الثروة. وعلى الرغم من اختلاف المواقف، فإن هناك أمراً واحداً يؤمن به الكثير من خبراء الاقتصاد وهو أن التضخم سوف يواصل ارتفاعه حتى العام 2020.
كما أن طرح نظام ضريبة القيمة المُضافة قد يُسهم في ارتفاع تكاليف المعيشة وإنشاء الشركات بمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي. وذلك لأن ضريبة القيمة المُضافة قد ترفع من تكاليف الشركات، وقد ينتقل ذلك إلى المُستهلك، الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى ارتفاع الأسعار وبالتالي زيادة التضخم.
وفيما يتعلق بالإمارات العربية المتحدة، من المتوقع أن يبلغ مُعدل التضخم 2.5% خلال الربع الأخير من العام الجاري 2017، وقد يصل إلى 3.3% بحلول العام 2020. علاوة على ذلك، من المتوقع أن يبلغ مُعدل التضخم بالمملكة العربية السعودية 3.5% خلال الربع الثاني من العام الجاري 2017، فيما تُشير التوقعات إلى ارتفاعه بنسبة 3.1% بحلول العام 2020.
وعلى الجانب الآخر، ففي ظل اعتماد وزير المالية البحريني ومجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية للاتفاقية الإطارية الخاصة بضريبة القيمة المُضافة (VAT) لدول مجلس التعاون الخليجي، فمن المتوقع حدوث المزيد من التكامل والتجارة الإقليمية في العام 2018 عند تحديد موعد البدء في الالتزام بالاتفاقية. وهذا ينطوي على احتمالية خفض نفقات الالتزام بالتطبيق وأن تكون صورية للغاية، مما ينشئ فرص عمل جديدة في كل أرجاء المنطقة.
ومع الأخذ في الاعتبار أنه من المقرر للاقتصاد أن ينمو ومن المتوقع للتضخم أن يرتفع، فمن الواضح وجود الحاجة لدى الأفراد في المنطقة إلى تثقيف أنفسهم بشأن كيفية حماية ثرواتهم بالمعدلات الحقيقية واتخاذ قرارات من شأنها تعزيز فرصة تحقيق الاستقلال المالي.
يُعد وجود حافظة أعمال متنوعة أمرًا مساعدًا في الغالب لحماية أي فرد من التضخم. إلا أنه لابد من تحقيق التوازن في حافظة الأعمال بضم السلع والأوراق المالية والعملات التي تُنتقى بحرص استنادًا إلى ردة فعل كل منها عند ارتفاع الأسعار.
فالذهب هو السلعة التي ينبغي لكل فرد أن يضمها إلى حافظة أعماله. وذلك لأن الذهب هو مخزن للقيمة، وعندما ترتفع الأسعار سيرتفع معها أيضًا سعر الذهب، وبذلك يحمي ثروة الفرد بالمعدلات الحقيقية.
ومن الأمور الشائعة بكثرة في هذه المنطقة شهادات الإيداع (COD)، حيث يشتريها الناس من البنوك المحلية والدولية ويحتفظون بها لفترات محدودة في مقابل الحصول على فوائد. والمعروف بين الناس هو أن سعر الفائدة يكون دائما أكثر من معدل التضخم، بالرغم من ذلك هناك بعض الاحتمالات قد تؤدي إلى ارتفاع معدل التضخم بشكل أسرع من معدل الفائدة.
من الصور الأخرى للاستثمار سندات الخزانة المحمية من التضخم (TIPS)، وهي شائعة بكثرة في الغرب حيث يتم تعديل رأس المال دائمًا ليتوافق مع التضخم. فعلى سبيل المثال، إذا اشتريت سند خزانة محمي من التضخم بقيمة 100 دولار أمريكي وبمعدل تضخم 2%، فسيكون المبلغ الأساسي بعد التعديل حسب التضخم الآن هو 102 دولار أمريكي. تتوافر سندات الخزانة المحمية من التضخم في العديد من الدول، ويُنصح بالاتصال بالبنك وطلب المزيد من المعلومات حول هذا النوع من الأوراق المالية.
وعلى صعيد حركة الأسهم، بعد تشكيل الرئيس ترامب لمجلس الصناعة الذي يتألف من عدد كبير من المديرين التنفيذيين في الإدارة العليا من الشركات الشهيرة متعددة الجنسيات، فمن الجدير بالذكر أن هذه الشركات هي الشركات ذات السبق عندما يتعلق الأمر بصياغة مستقبل التصنيع العالمي. ومن بين هذه الشركات: شركة إنتل، شركة ديل تكنولوجيز، شركة فورد للسيارات، شركة جونسون آند جونسون، شركة جنرال إليكتريك، شركة تسلا، شركة بوينج، وشركة أندر آرمور، وشركة 3 إم، وغيرها الكثير.
وقد ارتفعت إمكانات النمو لهذه الشركات بشكل كبير وعن طريق الاستثمار فيها أو ربما في الشركات التي تتعاون معها في نطاق صناعات السيارات والتكنولوجيا والطيران والسلع الاستهلاكية ذات سريعة الدوران وغيرها من الصناعات؛ سيسهم ذلك بكل تأكيد في حماية المستثمرين من التضخم ويزيد من إجمالي القيمة الصافية على المدى الطويل.
وأخيرًا، تداول العملات. إن محركات البحث، وتغذيات الأخبار على الهاتف الجوال، والإخطارات اللحظية بالرسائل تسهم في إبقاء الأشخاص على إطلاع مسبق بما يجري من أحداث في عصر المعلومات. وبالإضافة إلى ما سبق، فإن تطبيقات التداول عبر الإنترنت مثل Xtrade تتيح للمستثمرين إتمام الصفقات بشكل لحظي. وكون الأحداث العالمية تؤثر على ارتفاع أو انخفاض عملات معينة فالوعي ببيئات الاقتصاد الكلي والجزئي يمكن الأفراد من اتخاذ قرارات مدروسة لمعرفة أي العملات التي تتجه نحو التضخم وبذلك التداول بشكل صحيح وتخفيف الخسائر التي قد تنجم عن العملات الواهنة.
إن حماية الثروة من التضخم ليست بالمهمة الهينة، بل إنها مهمة صعبة وتنطوي على عامل مهم جدا وهو المعرفة بالعوامل الاقتصادية والمالية والسياسية والتدرب على كيفية استغلالها لصالح الفرد و ثروته.
مدير العمليات لدى إكس تريد