انكسارات.. لراحلين

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٦/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٤٥ ص

محمد الرحبي
alrahby@gmail.com
facebook.com/msrahby

إلـى الراحـــــل ســــالـــم بهوان، وأصــــــدقاء كثــر تركونا في عراء الحياة فـجــــأة، ومضــوا.

ذهبوا..

تركوا أشياء لا تحصى،
ألقوها وردا في قلوبنا،
تقول: لا تنسوا الراحلين.
لا تتركوا ورد الحقول يذبل..
ولا تربة قبورنا تجفّ دون الحنين.

**

ذهبوا..
أخذوا أشياء لا تحصى..
زهر ضحكاتهم..
يورق كل حضور.
وفي المآقي دمع يجفل من الغياب..
لا يهبط من خشية،
أحـقــا غادرونا أم للحكـايـــة بقـــيــة مـــــا تــزال؟!

**

أسرجوا أحصنتهم ومضوا..
تركونا في العراء،
وحيدين، إلا من يباب يمتد.
ونظرات، يحرقها غبار الوقت..
والساعة متوقفة على الصفر،
تقول: الأجل حان،
فاستعدوا لغياب آت.. لا محالة.

**

نحدق في وداعيتهم الأخيرة..
نقول للنفس إنه مشهد تمثيلي،
لا غير..
كما يحدث في الحكايات المصورة،
يموت البطل، ويعود إلى حكاية أخرى،
كي نبقى أمام التلفاز،
نحزن لموت البطل،
ونصفق له في المشهد التالي!

**

رائع أداؤك يا صديقي،
رغم أن مشهد النهاية كان صادما،
كيف يموت البطل فجأة،
بدون مقدمات، حيث الرواية لا تبدو أنها في فصولها الأخيرة؟!..

**

للمرة الأولى لا يبدو المشهد قابلا للإعادة..
وللعتاب.
رقم هاتفك لن يصلني بصوتك،
سيتعذر الحصول على «الإنسان» المطلوب،
وكأني بالهاتف حجر يجرح الروح،
في ذاكرته اصطفت أرقام..
خلف أسماء لا تستجيب لنداءاتنا..

**

أيها القلب،
ستنكسر غيابا إثر غياب..
حيث لا يمكنك التنبؤ،
أي دور آت؟
أي رحيل سيجرح الروح تارة أخرى؟!