وسائل الإعلام الاجتماعي بوصفها أدوات ابتكار

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٦/مارس/٢٠١٧ ٠٤:١٠ ص

موسى البلوشي

تمتلك وسائل الإعلام الاجتماعي قوة التفكير الجماعي، وهذه القوة تنفرد بها وسائل الإعلام الاجتماعي على غيرها من الوسائل، وبهذا السلاح يصبح لدى المؤسسات فرصة أكبر لتحقيق أقصى قدر من التواصل والإنتاجية، فالقاعدة هي: المزيد من الناس، يعني المزيد من العقول، يعني المزيد من الأفكار والمشاريع، يعني المزيد من المنتجات والخدمات.

يعرّف الخبراء الابتكار بأنه صناعة المستقبل، وليس سرا أن التعاون والتفكير الجماعي والبحث مع وجود المعلومات هو من أهم لبنات الابتكار وكل هذه اللبنات حاضرة اليوم في وسائل الإعلام الاجتماعي.

لم تكن المعلومات متوفرة في التاريخ كما هي اليوم، فلمسة واحدة تجمع القديم والجديد والآني بين يدي مستخدم وسائل الإعلام الاجتماعي عبر المنصات والتطبيقات والمواقع، ويطل الابتكار كاملا مكتملا حين يتولد الربط بين هذا الكم الهائل من المعلومات والتفسيرات لينتج شيئا جديدا يعطي المؤسسات اليد العليا في النظر إلى المستقبل البعيد ويجعلها في المقدمة.
بروز ما بات يعرف بالبيانات الضخمة أعطى فرصة لظهور علوم ذكية وغير تقليدية كتعدين البيانات الذي يتيح البحث عن المعلومات المرتبطة ببعضها بعضا، والتي تجمع بينها خصائص وسمات مشتركة وترتبط غالبا بموضوع أو تخصص واحد، باختصار هذه التقنية تتيح استخلاص المعرفة من كميات هائلة من البيانات، إضافة إلى تحليل العلاقات التي تربط الأفراد في الشبكات الاجتماعية ومن خلالها تُحدد دوائر الاهتمام المشتركة بين الأفراد وهو ما يعرف بتحليل الشبكات الاجتماعية.
كما أن الأدوات التي توفرها الشبكات الاجتماعية والتي تساهم في صناعة القرار أدت إلى الاعتماد على ما يسمى بإدارة الحشود والتي مارسها الإنسان ويمارسها خارج الشبكات الاجتماعية، وهي أكثر فاعلية اليوم في هذه الشبكات، ففي إدارة الحشود هناك قضية مشتركة تسعى مجموعة من الأفراد لحلها وتجاوزها، وبهذه الطريقة ستتولد أفكار بمعدل سريع وكثيف، تساهم في تشكّل ملامح القرارات، وأصبح حل أي مشكلة أسهل من أي وقت مضى، بشرط توفر التخطيط السليم والخبرة والأدوات اللازمة لتنفيذ هذا الأسلوب.
لقد وجدت المؤسسات الحكومية والخاصة نفسها في عالم الإعلام الاجتماعي في وضعية تحتّم عليها التعامل بذكاء مع الكم الهائل من المعلومات والأفكار والمقترحات، وعدم الاكتفاء بالتعامل مع ما هو موجود والنزوع أكثر نحو الابتكار والإبداع في أساليبها وممارساتها على وسائل الإعلام الاجتماعي.
أخيراً فإن التحدي الأكبر اليوم يكمن في كيفية زيادة فاعلية الاتصال والتواصل بن المؤسسات والجمهور، وتحليل الكم الهائل من البيانات وتحويلها إلى مشاريع وأفكار وممارسات تؤدي إلى تحسين جودة الخدمات وتسرّع من وتيرتها، وقتها سيؤمن الجمهور بأنه أصبح شريكاً حقيقيا في عملية التنمية ليتحول هو إلى المشاركة الفاعلة على وسائل الإعلام الاجتماعي.