مسقط - مهدي اللواتي
أكدت المديرة المساعدة لبرامج المجلس الثقافي البريطاني في السلطنة زوينة المعمرية لـ«الشبيبة» أن السلطنة حصلت على تمويل لمشروع بحثي عن الأمن الغذائي، وذلك ضمن برنامج الخليج للعلوم والابتكار واقتصاد المعرفة. وقالت المعمرية إن برنامج الخليج للعلوم والابتكار واقتصاد المعرفة، الذي أطلقته حكومة المملكة المتحدة بميزانية تبلغ 9 ملايين جنيه إسترليني، يعد التزاماً استراتيجياً ومالياً جديداً تحمله الحكومة البريطانية على عاتقها لتعزيز شراكتها مع دول مجلس التعاون الخليجي.
وينجز المشروع البحثي بالشراكة بين جامعة صحار وجامعة شيفيلد البريطانية، وهو يتعلق بتطوير طريقة مبتكرة لتوسيع الزراعة مع التقليل إلى أقصى حد ممكن من استهلاك المياه العذبة. وسيبنى بنتيجة هذا التعاون قدرات بحثية متقدمة في البلاد، لتتوصل على المدى المتوسط إلى إثبات الفعالية التقنية والتجارية، لقطاع زراعة مستدام وعالي الكفاءة بتربة قليلة يستخدم الموارد بطريقة مُثلى تناسب ظروف البيئية وحالة السوق في عُمان.
ولفتت المعمرية إلى أنه قد تم إطلاق مشروعي «برنامج تعاون في مجال العلوم والابتكار» و «برنامج التعليم في مجالات العلوم التقنية والهندسية والرياضيات في السلطنة».
وتأتي مشاركة المجلس الثقافي البريطاني في هذا البرنامج سعياً منه إلى إيجاد حلول جديدة للتحديات التي يواجهها الناس اليوم في المملكة المتحدة ودول الخليج على مستوى الغذاء والماء والطاقة. كما يعد المجلس شريكاً طبيعياً لهذا المشروع، فهو يعمل في منطقة الخليج منذ ما يقارب 60 عاماً، ولديه خبرة في إدارة مشاريع علمية مشابهة تربط بين العلماء والمعاهد العلمية وتدعم الأبحاث حول العالم.
وبدأ المجلس الثقافي البريطاني هذا المشروع بدعوة مفتوحة لتقديم طلبات تمويل المشاريع البحثية المشتركة بين علماء المملكة المتحدة وعلماء دول الخليج، ومنح حتى الآن التمويل لثمانية مشاريع في دول الخليج كافة. ويحرص المجلس على أن يراجع كل طلب تمويل أبحاث يتلقاه كبار الأكاديميين المتخصصين بتلك المواضيع في المملكة المتحدة، من خلال قسم العلوم في لندن.
وأطلق البرنامج الآن نظراً لتوسّع مساحة البحث العلمي في الخليج خلال الأعوام الأخيرة بدرجة ملحوظة، فارتفع الناتج العلمي البحثي في الخليج أربعة أضعاف من 4000 مقال منشور إلى 18000 مقال منشور بين العامين 2008 و2014، وفقًا لتقارير شركة «سكوبس». وأصبح لدينا اليوم في الخليج علماء ذوي مهارات أكثر وأفضل بفضل الاستثمارات الكبيرة التي ضخّتها الحكومات في هذا القطاع.
ويتألف برنامج الخليج للابتكار العلمي واقتصاد المعرفة من أربعة جوانب رئيسة، ويشمل ذلك تمويل البحوث المشتركة بين المملكة المتحدة ودول الخليج بهدف تعزيز الروابط العلمية بين المملكة المتحدة والمنطقة، بالإضافة إلى تطوير مؤهلات وقدرات الباحثين المبتدئين ومتوسطي الخبرة، وتنمية الشراكات المؤسسية المستدامة، وتعزيز المهارات القيادية للمرأة العاملة في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات.
يشار إلى أن دعم توجه المرأة نحو مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات مدرجٌ في جميع نشاطات البرنامج، لأن تعزيز دور المرأة في البحث والتطوير يمثل إحدى الركائز الأساسية لتطوير قطاع الأبحاث في كل من المملكة المتحدة ومنطقة الخليج. وأضيف أيضًا برامج قيادة وتنمية مهنية معينة خاصة بالمرأة لأن مشاركتها ما زالت منخفضة على الرغم من التقدم الكبير الذي أحرزته على هذا الصعيد في دول الخليج. وتشمل برامج دعم توجه المرأة دورات تدعم القيادات النسائية في المجالات التي تواجه تحديات معينة، كتلك التي تتطلب كسر سقف الوصول إلى المناصب التنفيذية والعمل في بيئة يهيمن عليها الرجال. ويدير المجلس الثقافي البريطاني أيضاً حملة اتصال جماهيري موازية تهدف إلى استقطاب النساء والفتيات للدراسة والعمل في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات.