مساجد أمريكا تواجه محنة ترامب

الحدث الاثنين ١٣/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٢٠ ص
مساجد أمريكا تواجه محنة ترامب

مسقط - محمد البيباني

ما زالت أجواء الكراهية ضد الغير والتحرش بهم، تنتشر في الولايات المتحدة منذ انتخاب الرئيس دونالد ترامب، ولم يتوقف أثر تلك الأجواء على البشر بل إنها طالت الحجر حيث تتعرض بعض المساجد للتهديد.

ساهم ترامب بشكل مباشر في إشاعة تلك الأجواء المسمومة داخل بلاده وتعدى هجومه على المسلمين أنفسهم في أماكن عبادتهم، وصرح في أكتوبر الفائت حينما كان مرشحاً للرئاسة أنه سيكون مستعداً لإغلاق بعض المساجد في الولايات المتحدة بحجة محاربة داعش.
السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو هل من الممكن أن تنال الكراهية من بيوت الله؟ وهل هذه الأجواء يمكن أن تساهم في تقليص عدد المساجد بالولايات المتحدة أو حتى تقليص زيادتها الطبيعية نتيجة زيادة أعداد المسلمين؟

التاريخ يقول «لا»

في مارس 2012 ‫أفادت دراسة أن عدد المساجد في الولايات المتحدة تضاعف تقريبا عما كان عليه قبل عشر سنوات -أي قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر- ليصل في ذلك الوقت إلى أكثر من 2100 مسجد.
وبُني الكثير من هذه المساجد في الضواحي والأرياف وليس فقط في المدن الكبيرة.
وقال مركز العلاقات الأمريكية - الإسلامية (كير)، القائم على الدراسة، على لسان مديره نهاد عوض: إن الازدياد في عدد المساجد إشارة إلى حسن انخراط المسلمين في المجتمع الأمريكي. ففي ولاية فرجينيا‫ تضاعف عدد المساجدِ خلال الأعوامِ العشرة الفائتة، من 27 مسجدا إلى 62.
ورأى ‫مراقبون -في وقتها- أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر دفعت بالكثيرِ من أئمة المساجد هنا إلى الانفتاحِ على المجتمع الأمريكي لإيمانهم أن غياب الانفتاح على الإسلام كان وراء كثير من مشاعر العداء ضد المسلمين.

حصيلة الكراهية

منذ أيام قليلة فائتة كشفت مواقع إخبارية أمريكية أن 4 مراكز إسلامية في أنحاء الولايات المتحدة تعرضت للحرق خلال الشهرين الأولين من العام في مؤشر على ارتفاع للهجمات ضد المسلمين بعد وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وبحسب تقرير مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية “CAIR” فإن أربعة حرائق تعرضت لها مراكز إسلامية بعد ساعات من قانون ترامب المتعلق بمنع رعايا بعض الدول الإسلامية من دخول أمريكا، مؤكدا أن 3 على الأقل كانت متعمدة.
وشهدت الأشهر الفائتة اعتداءات بأشكال مختلفة على الجاليات المسلمة والمراكز الإسلامية بمعظم أنحاء أمريكا بالتزامن مع خطابات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العنصرية وتنامي الأحزاب اليمينية المتطرفة بأوروبا التي يتبنى زعماؤها خطابات كراهية وعنصرية معادية للإسلام والمسلمين التي تؤدي لتنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا.

تهديدات

في نوفمبر الفائت أفاد مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية «كير» في كاليفورنيا أن ثلاثة مساجد في لوس أنجلوس قد تلقت رسائل تهديد بنص موحد تضمنت تعبيرات «ترامب سينظف أمريكا» ونعتت المسلمين «بأبناء الشياطين». وطالب المجلس مسؤولي الولاية بالتصدي للتعصب المتزايد الذي يستهدف المسلمين.
تلقت ثلاثة مساجد في كاليفورنيا في الأيام الأخيرة رسائل بنص موحد تتضمن تهديدات معادية للمسلمين، وتؤكد أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب «سينظف أمريكا»، كما ذكرت الأحد أبرز هيئة للأمريكيين المسلمين.
وتحرك مسؤولو مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) في كاليفورنيا وطالبوا بمزيد من الحماية من قبل الشرطة للمساجد.
ووصلت الرسالة الأولى إلى مركز أفريغرين الإسلامي في سان خوسيه شمال كاليفورنيا، أما الرسالتان الأخريان فأبلغ عنهما مسجدا لونج بيتش وكليرمونت قرب لوس أنجلوس.
وسجلت الشرطة الفيدرالية الأمريكية ارتفاعا بلغ 67 % من الأعمال المعادية للمسلمين في 2015.
وتؤكد منظمة «كير» من جهتها أنها لاحظت «ارتفاعا للحوادث التي تستهدف الأمريكيين المسلمين (1 % من السكان) وأقليات أخرى منذ الانتخابات الرئاسية في الثامن من نوفمبر».
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن مسجد بلال بن رباح يعد واحدا من عشرات المساجد الأخرى في الولايات المتحدة التي تتلقى التهديدات منذ مطلع العام الجاري.
وأشارت إلى ارتفاع وتيرة التهديدات والتخريب وغيرها من أشكال التمييز التي تستهدف المساجد في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة.
وقالت إن مركز «جرين فيو» في أحد أحياء أتلانتا تلقى أيضا رسالة تهديد الشهر الفائت، وكتب فيها «الموت ينتظركم وينتظر جنسكم».

أبرز الاعتداءات
28 يناير2017

اندلع حريق في المركز الإسلامي في منطقة فيكتوريا التابعة لمدينة هيوستن، بولاية تكساس الأمريكية، ما أدى إلى تدمير المسجد.

27 يناير 2017

قام أمريكي من ولاية ماساتشوستس، بسب وضرب مسلمة محجبة تعمل في مطار «جي إف كينيدي» بمدينة نيويورك، وسخر من صلاة المسلمين، وقال لها: «ترامب سيتخلص منكم جميعا».

22 يناير 2017

تعرض مسجد بمدينة ديفيس في كاليفورنيا للتخريب على يد سيدة أمريكية، رصدتها كاميرات المسجد وهي تحطم خمسة أبواب زجاجية ونافذة واحدة كما تعرض ذات المسجد لاعتداءات وتلقى رسائل كراهية تهديد في ديسمبر 2016.

18 ديسمبر 2016

تهجّم شاب أمريكي على فتاة مسلمة (21 عاما) بمطعم دانكن دونتس، بحي مانهاتن في نيويورك، وألقى كوب قهوة ساخنا على وجهها، وضربها بحقيبته على رأسها، ووصفها بأنها إرهابية.

12 ديسمبر 2016

هاجم شاب أمريكي مخمور مسلما وتطاول عليه بالسب أثناء خروجه من مسجد بولاية كاليفورنيا، ثم اعتدى عليه بالضرب المبرح في موقف للسيارات بجوار المسجد، نقل على إثر ذلك للمستشفى.

7 ديسمبر 2016

اعتدى أمريكي على شرطية مسلمة محجبة بمحطة قطارات جراند سنترال في نيويورك، وصرخ بوجهها قائلا: «أنت إرهابية، لا ينبغي السماح لك بالعمل».

4 ديسمبر 2016

شتم شاب أمريكي الشرطية المسلمة المحجبة أمل السكري التي التحقت بشرطة نيويورك عقب أحداث 11 سبتمبر 2001، وكرمتها السلطات ومنحتها نوط الشجاعة.

26 نوفمبر 2016

اقتحم مجهولون مسجد بردينج، التابع لرئاسة الشؤون الدينية التركية في العاصمة السويدية استوكهولم، ورسموا صليبا معقوفا (رمز النازية) على جدران المسجد، وكتبوا عبارة «الموت للمسلمين»، كما أحرقوا سجاد المسجد.

12 نوفمبر 2016

تلقت المعلمة الأمريكية المسلمة ميرا تالي، رسالة تهديد عبر حسابها بـ«تويتر»، تقول: «أستاذة تالي، حجابك أصبح ممنوعا في دولة ترامب، لماذا لا تقومين بلفه حول رقبتك لشنق نفسك؟».

10 نوفمبر 2016

في اليوم التالي لفوز ترامب، شهدت ولاية كاليفورنيا واقعتي اعتداء على طالبتين مسلمتين محجبتين، حيث تعرضت إحداهما للاعتداء على يد شخصين بجامعة سان دييجو، وجها إليها تعليقات حول ترامب والمسلمين، قبل أن يسرقا منها أغراضها وسيارتها.