مغامر فرنسي يستكشف الصحارى العُمانية

مؤشر الاثنين ١٣/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
مغامر فرنسي يستكشف الصحارى العُمانية

مسقط -
انطلقت مطلع الأسبوع الفائت من ولاية أدم بمحافظة الداخلية رحلة المستكشف الفرنسي «جوتييه تيليموند» التي يعتزم فيها اكتشاف صحارى السلطنة بعبور صحراء الربع الخالـي وصحراء رمال الشرقية في تجربة سيقوم بتسليط الضوء عليها عبر حسابات التواصل الاجتماعي والرسائل البريدية التي سيرسلها من مسقط ومسندم إلى متابعيه حول العالم في لفتة استثنائية باستخدام وسائل التواصل القديمة وهي البريد العادي ووسائل التواصل الاجتماعية في آن واحد.

ولد الفرنسي تيليموند العام 1959 وهو حائز على شهادات متخصصة في إدارة الأعمال والاقتصاد، ويمتلك خبرة كبيرة بالعمل في أكثر من مصرف فرنسي. كما أنه حالياً عضو في جمعية المستكشفين الفرنسيين ومتفرغ لخوض التجارب السياحية والاستكشافية واستخدام تقنيات الاتصال الحديثة في مغامراته وأفلامه الرقمية، بالإضافة إلى تأسيسه لشركة طباعة ورئاسته لتحرير مجلة عالمية متخصصة لهواة الطوابع.
هو رحالة ومغامر سبق وأن خاض عدة تجارب لاكتشاف المقومات الطبيعية والبيئية لبلدان مثل أندونيسيا وسنغافورة والصين وناميبيا وغيرها. وجاء اختياره للسلطنة هذه المرة ليقوم باكتشافها لأنه سبق وزارها سائحاً مع عائلته قبل عامين، حيث قام بجولات سياحية في مسقط ونزوى وغيرها من المدن العمانية من بينها ولاية بدية ورمال الشرقية. واختمرت فكرة اكتشاف وعبور الصحاري العمانية من خلال إقامته في أحد المخيمات بمحافظة شمال الشرقية وما تمتع به من سكينة وطمأنينة وسلام وجمال، فقرر وقتها أن يشرع بالتخطيط لهذه المغامرة.
ستستغرق مغامرة تيليموند شهري مارس وأبريل، حيث ستتوزع على جزأين أولهما هو عبور صحراء الربع الخالي على الجمال من مركز ولاية أدم بمحافظة الداخلية إلى منطقة أبو الطبول في عمق الصحراء، حيث سيقوم الرحالة العماني أحمد بن حارب المحروقي بمرافقته في رحلة المسير إلى حين الوصول إلى أبو الطبول ومن ثم سيتركه هناك وحيداً مع كلبه الأليف ليعيش التجربة الشخصية التي يرغب بها في قلب الصحراء. والجزء الثاني من المغامرة سيكون على الجمال، انطلاقاً من ولاية بدية بمحافظة شمال الشرقية لعبور صحراء رمال الشرقية ووصولاً إلى ساحل بحر العرب والشواطئ الرملية المطلة على المحيط الهندي ومنطقة رأس رويس.
وفي تصريح له حول اختياره لسلطنة عمان والهدف من تجربة العيش في الصحراء، قال: «عندما كنت في رمال الشرقية قبل عامين انبهرت بالطبيعة البكر وبالرمال الذهبية وبقدرة الإنسان على التكيف مع البيئة المحيطة في أي مكان. أعجبتني الصحراء العمانية ووجدت فيها الطمأنينة والسكينة والسلام. كنت مرتاحاً جداً وشعرت بالسعادة الغامرة وقررت أن أخوض التجربة وأن أجعلها غير تقليدية وأن أجعل الناس يشاركونني متعتها لحظة بلحظة وأنا في قلب الصحراء العمانية».
وأضاف: «أهدف إلى نقل الصورة حول الإنسان والطبيعة وكيف يمكنه أن يعيش وحيداً ومعزولاً عن العالم وكيف يمكنه مواجهة التحديات في إحدى البيئات الأكثر قساوة وصعوبة لكي يعيش. كما ستشتمل التجربة على فرصة لمعرفة كيف يمكن للإنسان أن يعمل وأن يتواصل وأن يستخدم تقنيات الاتصال الحديثة في أي مكان بالعالم وباستخدام طاقة خضراء أو صديقة للبيئة كالطاقة الشمسية».
جهات عدة ستشارك في دعم ورعاية هذه المغامرة التي يقوم بها تيليموند، منها وزارة السياحة ومكتب التمثيل الخارجي التابع لوزارة السياحة في باريس والشركة العمانية للاتصالات عمانتل وشركة بريد عمان ومكتب البريد الفرنسي ومجلة تيمبريس وشركة الأكواخ.
وسيقوم الرحالة الفرنسي جوتييه تيليموند بعقد مؤتمر صحفي لجميع وسائل الإعلام العمانية عقب نهاية المغامرة للحديث عن جميع التفاصيل والتجربة الاستكشافية التي قام بها لعبور الصحاري العمانية والتي سيوثقها أيضا في فيلم تلفزيوني ترويجي سيتم عرضه وتوزيعه ضمن الحملة الإعلامية التي يقوم بها للترويج لرحلاته ومغامراته والفيلم من تجميع وإخراج عامر خطاب من شركة الأكواخ.
كما تنطوي مغامرة تيليموند على تجربة فريدة للتواصل مع أصدقائه ومع أعضاء مجلة Timbres التي يرأس تحريرها وهواة الطوابع حول العالم، حيث سيرسل 600 رسالة بريد عليها طوابع عمانية تحمل صور صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وصوراً للمقومات السياحية والبيئية وإرسالها إليهم، حيث كان قد اتفق مع أصدقائه وأعضاء المجلة على أن يرسلوا إليه أظرف الرسائل وعليهم عناوينهم بدون طوابع وسيقوم بإلصاق الطوابع العمانية عليها وإعادة إرسالها إليهم لتكون هدية تذكارية توثق مغامرته.