لماذا لا نتفاءل

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ١٣/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص

إعداد: فريق المحتوى
في حوار الشرق الأوسط

يورد سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عدة أسباب تدعو إلى التفاؤل في مستقبل الوطن العربي ومنها:

كانت نسبة الأمية في العام 2005 في الوطن العربي 35%. الآن هي 19% فقط. معدلات التعليم ارتفعت. لدينا مئات الملايين من الشباب العرب المتعلمين والجاهزين للعمل والإنتاج. لماذا لا نتفاءل؟

لدينا التكنولوجيا التي لم تكن موجودة من قبل، وأصبحت المعرفة اليوم في متناول الجميع عبر الشبكات الإلكترونية، لماذا لا نتفاءل؟

الناتج الإجمالي للدول العربية تضاعف خمس مرات بين 1980 و2010، خمس مرات في ثلاثين عاماً بحسب البنك الدولي. هناك تطور اقتصادي، لماذا لا نتفاءل؟

دخل الفرد بين 2004 و2011 في العالم العربي ارتفع 100%، أي خلال سبع سنوات زاد بمعدل الضعف، وذلك أيضاً بحسب البنك الدولي، لماذا لا نتفاءل؟

الأمراض السائدة في السابق كالملاريا وشلل الأطفال وغيرها من الأمراض الوبائية انتهت. في مجال الصحة نحن أفضل من قبل، لماذا لا نتفاءل؟

كانت الدول العربية سابقاً تقريباً كلها مستعمرة، الآن كلها تقريباً حرة، لماذا لا نتفاءل؟

كان التنقل بيننا صعباً جداً قبل عشرات السنين. لم توجد طرق وموانئ ومطارات. كنا نحتاج شهراً كاملاً للذهاب للحج. اليوم تستطيع أن تفطر في دبي، وتتغدى في القاهرة، وتتعشى في الرباط. لماذا لا نتفاءل؟

كانت الأسواق بالنسبة للتجار هي أسواقهم المحلية المحدودة. اليوم العالم كله سوق للجميع، وانظروا لشركات الطيران الإماراتية مثلاً. لماذا لا نتفاءل؟

الحياة أصبحت أسهل، وأسرع، والفرص أصبحت أكثر وأكبر. لماذا لا نتفاءل؟

أنا متفائل، لأن لدينا طاقات كبيرة، وشعوباً متعطشة للتطوير والعمل والإنتاج والاستقرار.

العرب صانعو حضارات

منطقتنا منطقة حضارات، نحن صنّاع حضارات. منذ آلاف السنين وأبناء هذه المنطقة منبع الحضارات وأصلها وقدموا الكثير للعالم. لماذا لا يستطيع أبناؤهم اليوم تكرار التفوق الحضاري نفسه الذي حققه أجدادهم، الذين ما زال تأثيرهم حاضراً معنا اليوم؟
انظروا مثلاً لتكنولوجيا الكمبيوترات القائمة على الرقمين صفر وواحد. الصفر خرج من عندنا ولدينا فضل في تقدم هذا العلم، لأن استخدام الصفر بشكله المعروف حالياً يعود إلى الحضارة الإسلامية التي قدّمته للعالم بشكل رياضي متطور على يد عالم الرياضيات الخوارزمي. حتى الأرقام الأجنبية الحالية أخذها الأوروبيون من العرب، ويقال إن حتى الحروف اللاتينية أصلها سامي وليس أوروبياً، لأنها فينيقية، والفينيقيون هم أبناء هذه المنطقة.
الحضارات الغربية الحديثة استفادت منا ومن علمائنا في علوم الطب والفلك والكيمياء والرياضيات، وهذه طبيعة الحضارات، أنها تتفاعل مع بعضها وتبني على علوم من سبقوها، وتبدأ من حيث انتهت عقول وأفكار من جاؤوا قبلها. نحن أبناء هذه المنطقة قدمنا الكثير من الإبداعات والابتكارات للعالم، ونستطيع اليوم أيضاً أن نقدم شيئاً جديداً ومختلفاً للعالم مرة أخرى. تنقصنا فقط الثقة بالنفس، وتغيير ثقافة الأجيال الجديدة لتنظر بإيجابية لتاريخها وقدراتها وإمكاناتها وطاقاتها الهائلة الكامنة فيها.