خميس البلوشي
amrad77@hotmail.com
في الحقيقة هذا العنوان سيكون كبيراً في هذا الموسم قياساً بعدد المدربين الذين مروا وسيمرون على أندية دوري عمانتل للمحترفين (14 نادياً) ناهيك عن مدربي الدرجتين الأولى والثانية الذين جاؤوا وغادروا وتنقلوا من نادٍ لآخر كما تعلمون جميعاً.. في دوري عمانتل للمحترفين هذا الموسم انقضت حتى اليوم سبع عشرة جولة وفيها بلغ عدد المدربين الذي أشرفوا على الأندية أكثر من ثلاثين مدرباً (رقم قياسي كبير) بين جديد وقديم ومن هم كانوا يمثلون محطة عبور أو مرحلة انتقالية وبين من يأتِ للمرة الأولى ومن يعود للمرة الثانية والثالثة والرابعة..من أصل أربعة عشر نادياً في دورينا ناديان فقط (حتى الآن) لم يصابا بعدوى تغيير المدربين وهما النهضة بوجود خليفة المزاحمي والرستاق بوجود مصطفى السويب، وبخلاف ذلك فقد كان موضوع تغيير المدربين فيلماً مضحكاً أحياناً ومستغرباً في أحيان أخرى بل ويصل إلى درجة الخيال فلا تعرف من المخطئ ومن المصيب ومن يتحمل ذلك الفشل ومن يتحمل ذلك السقوط!!
هي حكاية نحكيها في كل موسم تتغير بعض فصولها وأحداثها لكن الحبكة واحدة والممثلون كُثر والنهاية مفتوحة على كل الاحتمالات.. دعونا نقول بعض الأمثلة لتوضيح الواقع فالمتصدر نادي الشباب كان مضطراً للتخلي عن مدربه الذي ذهب للجهاز الفني للمنتخب الوطني وهذا أمر مقبول ويحسب للنادي في حين أن الوصيف نادي ظفار الذي يبحث عن الألقاب أصبح تحت قيادة فنية ثالثة (الثاني مدرب سابق لفنجاء والثالث مدرب سابق لنادي عمان) ولا ندري ماهو القادم..نادي صحار مثلاً استغنى عن مدربه مولاي مراد لخلافات مع مجلس الإدارة كما قالوا رغم أن المدرب كان له كلام آخر..ونادي النصر يتعاقد مع المدرب الثالث هذا الموسم بعد مدربه الإسباني وبعد المكيس فهو حالياً يستنجد بحمزة الجمل مدرب ظفار الأسبق لعله يستطيع إصلاح الوضع المتقلب.. ولا تنتهي الأمثلة بهذه البساطة فالسويق غيّر اكثر من مدرب ويبدو انه وجد ضالته في العراقي حكيم شاكر وربنا العالم ماذا سيكون بعده فالخطوات الى الآن جيدة ولكنها ليست كما يتمناها أهل القلعة الصفراء..وفنجاء في المقابل وجد ضالته مع الوطني سليمان خميس وهو درس متجدد للفريق الأصفر لم يحسن فهمه من قبل رغم كل الإشارات المتوفرة..وأحسبني لست بحاجة للحديث عن معاناة الخابورة ومسقط في موضوع المدربين ومعهم جعلان وبقية الأندية في دورينا..لكن الصورة الأكثر بروزا في هذا الموضوع ومنذ مواسم قليلة فائتة هي حالة التنقلات التي نراها لذلك المدرب من هذا النادي الى ذاك وبعده الى ناد ثالث سواء كان في نفس الموسم او مواسم مختلفة..يخرج من هذه الغرفة الى تلك ومن هذا البيت الى غيره.. أحد المدربين حضر مع اكثر من ناد في موسم واحد.. عموماً نحن في السلطنة وفي المنطقة الخليجية لدينا قناعة خاصة اصبحت واقعاً وهي أن اللاعبين أو المدربين الجدد الذين يصلون إلينا لن يرحلوا بعيداً بسهولة فهم سينتقلون من نادٍ إلى آخر ومن دولة إلى أخرى فنحن نحب الذي نعرفه بطبيعتنا وتغيير المدربين معنا من أسهل الأشياء في كرة القدم! وعلى كل حال لن يتوقف قطار تغيير المدربين في أنديتنا لأنه يقع بين الرغبة في التجديد والتطوير وبين الحاجة في تعديل المسار وتصحيح الأخطاء وبين الشماعة الجاهزة لكل السقطات، وكلٌ يرى الأمر من منظوره الخاص وربما الضيق أحياناً وبين تلك الرغبة والحاجة طريق من الأشواك ليس باستطاعة الجميع تجاوزه ثم ستجدهم يشتكون من المديونيات وعدم ثبات المستوى من موسم إلى آخر!.