حرب نووية ضد " زيكا "

الحدث الأربعاء ١٠/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:٠٠ ص

عواصم –
أكدت حكومة كولومبيا بعد وفاة 3 أشخاص بمتلازمة عصبية (جيلان باريه) والتي يتسبب فيها فيروس زيكا أن السلطات الصحية تعمل على معالجة هذا الوباء بالمجالات النووية، وقالت الحكومة أنها وجدت دعما غير متوقع من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مكافحة زيكا

وأشارت صحيفة 20 مينوتوس الإسبانية إلى أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، قدم محاضرة في وزارة الشؤون الخارجية الكولومبية عن طرق مكافحة البعوض الناقل لفيروس زيكا.

وقالت الصحيفة هناك تعاون أيضا بين المكسيك والوكالة الدولية للطاقة والصحة وإدارة النفايات النووية لمنع انتشار فيروس زيكا. وأوضحت الوكالة إنها ستعمل على السيطرة على انتشار الفيروس عن طريق تقنية الحشرة العقيمة، وأعربت عن تقديرها للعمل الذي قامت به المكسيك لتبادل الخبرات في المجال النووي مع دول اخرى في المنطقة.
وكان رئيس كولومبيا خوان مانويل سانتوس أكد أن فيروس زيكا أصاب حتى الآن في كولومبيا 25.645 حالة من بينها 3177 من النساء الحوامل، وذلك في اجتماعه مع مدير المعهد الوطني للصحة مارثا لوسيا أوسبينا ووزير الصحة أليخاندرو جافيريا، وقال سانتوس أن «كولومبيا لم تكن حتى الآن قادرة على التحقق من أي حالة تثبت العلاقة بين مرض صغر الرأس وفيروس زيكا، على العكس من متلازمة جيلان باريه، والذي ارتفع نسبة الإصابة به 66% منذ بدء الوباء. ومتلازمة جيلان باريه هو اعتلال الأعصاب يبدأ على مستوى الجذور العصبية أولا ثم يليه إصابة الأعصاب المحيطية ويبدأ أولا بإصابة الطرفين السفليين، ثم يترقى خلال أيام، وقد ينتج عنه شلل كامل الجسم بما في ذلك العضلات التنفسية وعضلات الوجه والفم والبلعوم، لكنه يستثنى عضلات العين الخارجية. وقال سانتوس أن هناك توقعات بأن يصل عدد الحالات المصابة بفيروس زيكا إلى 600 ألف حالة، 1000 منها يصاب بمتلازمة جيلان باريه، و4 % وفيات.
وكان سانتوس قد اكد في وقت سابق ان أكثر من 3100 امرأة حامل أصيبت بعدوى زيكا الفيروسية التي ينقلها البعوض في الوقت الذي يواصل فيه المرض انتشاره السريع عبر الأمريكتين.
ويرتبط الفيروس بميلاد أطفال برؤوس مبتسرة وهو ما يحول دون اكتمال نمو المخ. ولا يوجد أي لقاح أو علاج للفيروس.
وقال سانتوس إنه لا يوجد حتى الان أي حالات مسجلة لولادة أطفال مبتسري الرؤوس في كولومبيا.
وأضاف سانتوس خلال لقاء تلفزيوني مع مسؤولي الصحة إن هناك 25645 شخصا أصيبوا بالمرض في كولومبيا بينهم 3177 امرأة حامل.
وقال الرئيس «نتوقع أن يصل العدد لدينا إلى 600 ألف حالة» مضيفا أن هناك احتمالا لوجود ما يصل إلى ألف حالة بمتلازمة جيلن باري وهي حالة نادرة لكنها خطيرة ويمكن أن تسبب الشل وقد ربطت بعض الحكومات بينها وبين الإصابة بفيروس زيكا.
وقال سانتوس إن الحكومة غير متأكدة حتى الآن من التقدير السابق لوجود ما يصل إلى 500 حالة إصابة بصغر الرأس ذات الصلة بفيروس زيكا استنادا لبيانات من دول أخرى تكافح المرض. وتابع الرئيس أن بلاده ستواصل التحقيق في الأمر.
وقال وزير الصحة الكولومبي أليخاندرو جافيريا إنه يعتقد أن هناك ثلاث وفيات ذات صلة بفيروس زيكا.
وأظهرت دورية طبية من المعهد الطبي الوطني نشرت اليوم السبت أن مقاطعة نورتي دي سانتاندر بها خمسة آلاف حالة إصابة بالفيروس وهو أكبر عدد في عموم البلاد. ونورتي دي سانتاندر متاخمة للحدود الشرقية لفنزويلا التي يوجد بها أكبر عدد من النساء الحوامل المصابات بفيروس زيكا بواقع 31 بالمئة من إجمالي الحالات. (إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية-تحرير حسن عمار)

الحجر الصحي

من جهة أخرى قال جمهوريان يسعيان للفوز بترشيح الحزب في انتخابات الرئاسة الأمريكية إنهما قد ينفذان منطقة للحجر الصحي للمسافرين إذا اقتضى الأمر لوقف انتشار فيروس زيكا.
وقال كريس كريستي حاكم ولاية نيوجيرزي إنه لن يتردد في ذلك مرة أخرى بعد أن لفت الأنظار اليه على المستوى الدولي لعام 2014 عندما فرض اجراءات الحجر الصحي على ممرضة كانت قد عادت لتوها عقب علاج مرضى بفيروس الايبولا.
وقال كريستي خلال مناظرة في نيو هامبشير مع منافسين جمهوريين آخرين يطمحون لدخول البيت الأبيض «أراهنكم انني سأفعل ذلك».
وقال المرشح الجمهوري المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية بن كارسون -وهو طبيب متقاعد متخصص في جراحة الأعصاب- إن اللجوء الى الحجر الصحي «ليس بالأمر الهين» لكن اذا توافرت أدلة على انتشار العدوى بفيروس زيكا فانه سيستفيد أيضا من هذه الاجراءات.
وينقل البعوض فيروس زيكا للانسان فيما أثار اكتشاف حالتي اصابة بالفيروس في الولايات المتحدة يشتبه بانهما انتقلتا عن طريق الاتصال الجنسي مخاوف بشأن انتشار الفيروس بشتى الطرق.
ولا يوجد أي علاج أو لقاح للعلاج من فيروس زيكا الذي كان قد اكتشف في غابة زيكا بأوغندا عام 1947 ورصد في البرازيل لأول مرة العام الماضي وانتشر من هناك الى 26 دولة على الأقل في الأمريكتين.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الاثنين الماضي أن عدوى زيكا الفيروسية التي تنتقل عن طريق البعوض تمثل حالة طوارئ دولية تحدق بالصحة العامة بسبب الاشتباه في ارتباطها بآلاف من حالات تشوه الأجنة فيما تسعى المنظمة للتصدي لهذا الخطر

الشرق الأوسط بلا زيكا.

أكدت منظمة الصحة العالمية، خلو بلدان الشرق الأوسط من اية اصابات بفيروس زيكا، مشيرة إلى عملها مع الجهات المعنية لتحديد أية حالة مشتبهة في أسرع وقت ممكن للسيطرة على المرض.
وقال مدير مكتب المنظمة لإقليم الشرق الأوسط، علاء علوان، في بيان إن هذا لا يعني أن بلدان الشرق الأوسط ليست عرضة لهذا الخطر، بل العكس، لأن البعوض الذي يسبب انتشار فيروس زيكا يوجد في العديد من هذه البلدان.
وأضاف علوان أن الوقاية من التهديد الذي يمثله فيروس زيكا تبدأ من المنزل، موضحا أن منظمة الصحة العالمية تعمل بشكل وثيق مع وزارات الصحة فل تلك الدول، للحد من تجمعات البعوض وتقوية ترصد المرض، لتحديد أية حالة مشتبهة في أسرع وقت ممكن.
وكانت المنظمة أعلنت في (2/‏‏‏2/‏‏‏2016) حالة الطوارئ على نطاق عالمي، خشية انتشار فيروس زيكا، معتبرة أن المرض حدث غير اعتيادي، ويتطلب رفع الاستعداد والطوارئ في جميع أنحاء العالم.
ويعتقد أن فيروس زيكا يتسبب في حدوث تشوهات عند الولادة بسبب انتقال العدوى من الأم إلى الطفل، في ضوء وجود أكثر 4180 رضيعاً ولدوا برؤوس صغيرة بشكل غير عادي خلال تفشي الفيروس في البرازيل، وهناك أيضاً ارتفاع في الحالات التي تم الابلاغ عنها من متلازمة «جيلان باريه» ومن أعراضها ضعف العضلات.
وينتقل الفيروس عن طريق البعوض، ويؤدي إلى تشوه في أجنة الحوامل ينتج عنه انكماش عقول الأطفال المواليد، حيث يولدون برؤوس صغيرة، مفلطحة ومضغوطة ومشوهة. وظهر الفيروس الآن في 23 بلداً ومنطقة في الأمريكيتين.
وفيروس زيكا تم اكتشافه في غابات تحمل نفس الاسم في أوغندا العام 1947، وسجلت أول إصابة بشرية في نيجيريا عام 1954، ولم يمثل تهديداً ذلك الوقت لكن مع ظهور وتفشي المرض في جزيرة ميكرونيزيا عام 2007 عاد الاهتمام العالمي به، ثم اجتاح الفيروس مؤخراً منطقة الكاريبي والبرازيل.