وزير ليبي: الغرب يسعى لـتـوريـط مـصـرفـي لـيـبـيـا

الحدث الثلاثاء ٠٩/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٥٥ م

القاهرة - خالد البحيري

حذر وزير الثقافة والإعلام الليبي خالد نجم من توريط الجيش المصري في حرب داخل الأراضي الليبية، واعتبر أن الدعوات المتزايدة لمشاركة قوة عسكرية مصرية في ضبط الأوضاع الأمنية ومحاربة «داعش»، تصب في صالح مخطط غربي لإنهاك الجيش المصري في صراع خارج أراضيه. وقال في تصريحات خاصة لـ»الشبيبة» خلال زيارته للقاهرة للمشاركة في ندوة حول الإعلام بمعرض القاهرة الدولي للكتاب: صحيح أن الجيش المصري قام بضربة جوية في الأراضي الليبية عقب إعلان «داعش» عن قتل 21 مصرياً في ليبيا، وضرب معاقل المتشددين في درنة لكن تم ذلك بالتعاون مع الحكومة المؤقتة والقيادة العامة للجيش الليبي في ذلك التوقيت. وأضاف: ما يريده الغرب من الوضع الليبي -كموقع جغرافي- أحد أمرين: إما أن تكون ليبيا تحت السيطرة والوصاية من الغرب وأمريكا على وجه الخصوص، أو تكون مستنقعاً وحلاً يدخله الجيش المصري وهذا ما نحذر منه، لأن الدخول المباشر للجنود المصريين، في الأزمة الليبية هدف استراتيجي للغرب لاستنزاف مصر في هذه الحرب. وتابع: المناسب للجيش المصري والقيادة المصرية أن تدعم القوات الليبية المسلحة؛ وهي قادرة على دحر الإرهاب بشكل مباشر، كذلك نحتاج من أشقائنا في مصر إلى الدعم السياسي والدفاع عن قضيتنا وتوصيل صوتنا للمجتمع الدولي، وبخاصة مجلس الأمن والأمم المتحدة والمطالبة برفع حظر توريد السلاح للجيش الليبي، وبالتالي يستطيع الجيش الليبي والقوات المساندة له التصدي للإرهابيين، ولدينا نموذج على نجاح هذا الطرح، حيث استطاع الجيش الليبي بمساندة الأهالي في بنغازي طرد «داعش» خارج هذه المدينة.

**media[328640]**
وشدد على أن أي تدخل عسكري غربي في ليبيا من شأنه تعميق الأزمة وتأجيج الصراع ليس في ليبيا فقط ولكن في العديد من دول المنطقة. وقال: «المجتمع الغربي لا يزال يدرس حتى الآن فكرة التدخل العسكري من عدمه، فالأمر قيد الدراسة، وقد لا يتعدى فكرة الضغط على الفرقاء الليبيين للقبول بحكومة التوافق المنبثقة عن حوار الصخيرات والتي سيصوت البرلمان الليبي على منحها الثقة خلال الأسبوع الجاري». موضحا أن تمدد «داعش» الذي يصوره الإعلام ليس حقيقياً لأن التنظيم يعتمد على الهالة الإعلامية بشكل مباشر بدعم خارجي ومخابراتي إقليمي، فبالتالي العمل على وضع داعش بهذه الصورة في ليبيا وأنه يتمدد بشكل كبير واستعماله كفزاعة لإملاء بعض الشروط والأجندة نوع من الخيال غير الواقعي لأن داعش خطر إعلامي قبل أن يكون خطراً حقيقياً على أرض الواقع، فيستخدم الإعلام للترهيب والتنكيل ويستولي على الأراضي عن طريق إضعاف الروح المعنوية للأفراد.
وبالتالي يجب العمل على منظومة إعلامية متكاملة تجابه الأساليب الإعلامية التي يستخدمها، مع خلق منظومة فكرية لمواجهة الخلل في الفكر العربي والإسلامي الذي يستخدمه داعش للسيطرة على العقول. وكشف أن المصريين البالغ عددهم 20 مواطناً وتم تحريرهم من يد إحدى الجماعات المسلحة في ليبيا واحتجازهم لمدة 20 يوماً، تم بجهود من القيادة العامة للجيش الليبي الذي كلف إحدى الوحدات التابعة له، بتأمين إطلاق سراح المصريين، ثم تم بعد ذلك تسليمهم للقيادة المصرية، واعتبر أن هذا الأمر هو رسالة طمأنة للمصريين العاملين في ليبيا بأن هناك جيشاً وطنياً قادراً على حمايتهم والتصدي لأي محاولة اعتداء عليهم، كما أنها رسالة طمأنة لأبناء الشعب الليبي بأن جيشهم لا يزال بخير وقادر على التصدي للأعمال الإجرامية التي تستهدف النيل من المواطنين والمقيمين. وشدد على أن العلاقة بين مصر وليبيا تاريخية وتمتد لوجه الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتاريخ المشترك وتضرب في عمق التاريخ بجذورها، التي تمتد لنحو آلاف السنين، بحكم البعد الجغرافي والعمق الاستراتيجي، وعلاقات المصاهرة، وبالتالي يمكن النظر إليها على أنها علاقة كيانين هم في الأصل كيان واحد، ربما فصلتهم الحدود الجغرافية فترة ما، لكن حتمية التواصل، والتنسيق قائمة. وجزم بأن القيادة المصرية فتحت جميع قنوات التواصل مع ليبيا من أجل إخراجها من أزمتها وحلحلة مشاكلها، والأمر بالنهاية يعود بالنفع على البلدين فحينما يعود الهدوء والاستقرار إلى ليبيا، تطمئن مصر لعمقها الاستراتيجي وأمنها القومي، وتسهم بشكل فاعل معنا في بناء دولة المؤسسات الوطنية. وعن مشاركته في معرض القاهرة الدولي للكتاب وأهمية مشاركة الجناح الليبي فيه أوضح أن الأزمة في الوطن العربي حاليا، هي أزمة فكر وثقافة وهو ما يتطلب من الجميع العمل على برامج من شأنها رفع الوعي لدى المواطن وانتشال الشباب الذين يتم التغرير بهم ووضعهم في أشكال تساعد على التنمية.

ونعمل داخل ليبيا على برامج لحماية الشباب من الغزو الفكري المتطرف، فالإرهاب حالياً يمتلك منظومة إعلامية قادرة على اقتحام العقول وأسر القلوب بخيالات لا صلة لها بالواقع، كما نعمل على تحرير الإعلام الليبي من مسألة دعم العنف، فكل وسائل الإعلام الليبي تصطف اصطفافا سياسيا؛ وجهويا، وقبليا، وأيدلوجيا، ونفعيا مصلحيا. وقال إن الليبيون يقبلون بنهم على امتلاك وسائل الإعلام كـ»سلاح ناعم» بعد أن كان محتكرا لمدة 42 عاما، ولا نستطيع حاليا نزع هذا السلاح من يد من يمتلكونه، رغم الأجندات الخاصة التي تزكي الصراع الليبي وتطيل من أمد الأزمة الداخلية. وأضاف أن ما تشهده ليبيا من فوضى الإعلام، يرجع إلى أزمات التشريع والرقابة، حيث لا يوجد قانون حاكم للفضاء السمعي أو البصري ولا المطبوعات، ولا يوجد نقابات للصحفيين والإعلاميين، وفي هذا الفراغ التشريعي والرقابي ظهرت العديد من القنوات والمؤسسات الإعلامية غير المسجلة والتي تسيء استخدام الآلة الإعلامية.