من يتبنى الابتكار؟

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٨/مارس/٢٠١٧ ٠٤:١٥ ص
من يتبنى الابتكار؟

عيسى المسعودي
Ias1919@hotmail.com

نتابع بين فترة وأخرى عبر وسائل الإعلام المختلفة وخاصة التلفزيون العماني والصحف اليومية نشر وبث أخبار تتحدث عن تنظيم معارض متخصصة للشباب العماني الذي يبتكر أجهزة جديدة أو يطرح خدمة تخدم المجتمع يمكن القيام بها باستخدام أجهزة أو أدوات مبتكرة توفر الوقت والجهد والمال أو أحياناً نتابع لقاءات مع طلبة المدارس والكليات والجامعات وهم يتحدثون ويشرحون بكل فخر وسعادة عن ابتكاراتهم المختلفة والتي أصبحت في كل المجالات، مما يؤكد أن شبابنا لديهم طاقات ومعرفة ورغبة في الاهتمام بمجال الابتكار لدرجة أن البعض منهم حققوا نجاحات وإنجازات وحصلوا على جوائز محلية وإقليمية تبين أهمية ابتكاراتهم في خدمة المجتمع، كما قامت بعض المؤسسات الحكومية مثل مجلس البحث العلمي بتبني هذه الابتكارات الشبابية في الفترة الماضية ومحاولة تطبيقها من أجل الاستفادة منها، بينما قامت بعض المؤسسات الحكومية والخاصة بتنظيم بعض المعارض لإبراز هذه الابتكارات والتعريف بها وبالشباب المبدعين الذي يقفون خلف هذه الابتكارات.. ولكن ماذا بعد ذلك؟

إنه بالفعل سؤال مهم يبحث عن الإجابة فبعد أن يفرح الشاب أو الشابة بالتعريف بابتكاره ويجد المدح والثناء من قبل المسؤولين أو من المجتمع بشكل عام خاصة بعد معرفة الفوائد أو الإيجابيات التي يمكن الاستفادة منها إذا نفذنا وطبقنا هذا الابتكار في حياتنا ومجتمعنا نجد الموضوع يقف إلى هذا الحد فقط ولا يجد هؤلاء الشباب المبدعون والمبتكرون الاهتمام الكافي للاستفادة من ابتكاراتهم، فرغم الجهود التي قام بها مجلس البحث العلمي من خلال برامج الابتكار الصناعي والأكاديمي والتعليمي والفردي وغيرها من الجهود المقدرة إلا أننا بحاجة ماسة إلى تفعيل هذه الجهود خلال الفترة الفائتة والاهتمام أكبر بمجال الابتكار وذلك لأهميته فوجود مثل هذه المؤسسات ضرورية لدعم ومساندة هذه المواهب وتطويرها وتنميتها بمختلف الطرق فهؤلاء الشباب المبدعون يحتاجون من يقف معهم ويطور من قدراتهم الإبداعية في مجال الابتكار، وذلك من خلال تعزيز قدراتهم بالدراسة الأكاديمية في مجال الابتكار وذلك بتخصيص برامج تعليمية بالتعاون مع مؤسسات علمية مرموقة ومعروفة في هذا المجال الهام، كذلك تنظيم زيارات إلى مصانع إقليمية وعالمية حتى تزيد من معارف شبابنا وتفتح لهم آفاقاً جديدة من العلم والمعرفة وزيارة مؤسسات تهتم بجانب الابتكارات المختلفة وذلك للاستفادة من تجربتها في تنمية وتطوير مستوى شبابنا في مجال الابتكارات، حيث حان الوقت لتعزيز دور المجلس من خلال تخصيص هيئة بميزانية مستقلة تتبنى المبدعين والمبتكرين وذلك أولا لحصر ومعرفة هؤلاء الشباب المبدعين ومتابعتهم بشكل مستمر، وثانيا تشجيعهم وتحفيزهم للاستمرار في مجال الابتكار، فالشاب المبتكر إذا لم يجد من يقف معه ويسانده سيشعر بالإحباط واليأس ولن يجد نتيجة إيجابية ومشجعة لابتكاره وهذه خسارة للشباب وللوطن، فالمبتكر حتى لو كان صغيراً يحلم بأن يشاهد ابتكاره يرى النور ويستفيد منه المجتمع والعالم حتى يستمر في مجال الابتكار، ولدينا على مستوى المنطقة والعالم العديد من النماذج والتجارب الناجحة التي بدأت بشكل متواضع في الابتكار واليوم أصبح العالم يستفيد من هذه الابتكارات وفي مختلف المجالات والقطاعات كذلك تحرص العديد من الدول على تبني المبتكرين والموهوبين في هذا المجال واستقطابهم من كل دول العالم وتوفير المناخ والبيئة المناسبة لهم لكي يستمروا في الإبداع والابتكار وتطوير أفكارهم والاستفادة في النهاية من ابتكاراتهم العلمية لخدمة العالم والبشرية، وثالثاً ستعمل هذه المؤسسة أو الهيئة على تسويق الابتكارات الشبابية والتنسيق مع الشركات والمؤسسات على إنجاز وطرح الابتكار بشكل تجاري حتى يكون فالسوق ويستفيد منه الجميع وذلك من خلال تعاون علمي مع المؤسسات المتخصصة في هذا المجال فعلى سبيل المثال يمكن من هذه الابتكارات المتعددة الخروج بابتكار واحد أو اثنين نستفيد منهم أفضل من لا شيء وغيرها من الإيجابيات التي يمكن الاستفادة منها إذا وجدنا مؤسسة مستقلة بصلاحيات وميزانية أكبر تتبنى وتشرف على هذا المجال الحيوي والهام بشكل علمي ولما لا قد نحقق نتائج وأرباح تجارية من دعمنا للابتكار.

إن المرحلة المقبلة تتطلب دوراً أكبر من الحكومة ومؤسسات القطاع الخاص في تبني مجال الابتكار والمبتكرين ودعم مجلس البحث العلمي لتحقيق نتائج إيجابية تخدم شبابنا المبدعين والمبتكرين خاصة وأن أعداد المواهب الشابة من المبتكرين أصبحت في تزايد في مجتمعنا وهذا أمر إيجابي علينا تشجيعه والاهتمام به.