الفنان محمد جابر: المسرح الكويتي أصبح هزليا

مزاج الثلاثاء ٠٩/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٤٥ م
الفنان محمد جابر: المسرح الكويتي أصبح هزليا

حاوره : سعيد الهنداسي

الفنان القدير محمد جابر الذي عرفناه كثيرا بشخصية "العيدروس" ولد في 20 يناير عام 1945 وهو بتواجده بيننا هنا في السلطنة لنحتفل معه بيوم ميلاده وكذلك بعمله الكوميدي بعنوان "المجلس" والذي يشارك به مع مجموعة من ممثلي السلطنة الشباب يتقدمهم الفنان محمد الناصر ومجموعة من الشباب الصاعدين.
التقينا به وكان هذا الحوار:
بداية اسمح لي ان أرحب بك في بلادك عمان وحضورك معنا اليوم فأهلا وسهلا بك.
حياكم الله وعمان بلدي ولعلمك الخاص انا أول زيارة لي الى السلطنة كانت في فترة الستينات وكان يومها الذي يزور السلطنة لا بد ان يكون تاجرا ومن حبي للسلطنة غيرت جواز سفري الذي كان يحمل مهنة ممثل الى مهنة تاجر وهذا فقط لحبي لهذه الأرض الطيبة وأهلها الطيبين.

-دعنا نتحدث عن بدايات التمثيل وتحديدا في مدرسة المثنى كيف كانت وكيف تطورت ؟
بالفعل كانت مدرسة المثنى الابتدائية هي الانطلاقة لموهبتي كفنان وكان مدير المدرسة المرحوم عقاب الخطيب والمساعد محمد النشمي وهناك كان المسرح المدرسي وفيه احد الأعمال كانوا بحاجة لطفل يعمل مشاكل في المسرحي فتم اختياري لهذا العمل لأني كنت كثير الحركة في المدرسة ومنها في كل عام نقدم مسرحية عن طريق المسرح المدرسي بعدها قمت بعمل مسرح مدرسي في المدرسة الثانوية والإشراف عليه.

-طالما تحدثت عن المسرح المدرسي هل ترى اليوم أننا افتقدنا هذا المسرح وما تأثير غيابه؟
المسرح المدرسي هو التأسيس وإذا أردت ان يكون لديك فن مسرحي تفتخر به فلا بد لك ان تبدأ من المسرح المدرسي وعندما يصل الممثل بعد ذلك الى المعهد العالي للفنون المسرحية يكون اكتسب خبرة جيدة في أعماله المسرحية المدرسية.

-بعد مرحلة المسرح المدرسي كانت هناك مرحلة أخرى في مسيرتك الفنية مع المخرج زكي طليمات ما هو جديد هذه المرحلة الفنية ؟
مع زكي طليمات كانت مرحلة التأسيس الحقيقي للمسرح لنا ولم انه الثانوية يومها وقدمني محمد النشمي له وكان في ذلك اليوم يتواجد فنانين كبار مثل عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج ومجموعة من النجوم وواذكر التاريخ تحديدا كان 10 من أكتوبر 1961 وقدمت مشهد بالفصحى وتم قبولي وبدأت مسيرة المسرح مع النجوم الكويتيين.

-هذه بدايتك مع المسرح ماذا عن بدايتك التلفزيونية متى بدأت؟
بدايتي مع التلفزيون كانت 1962 في افتتاح تلفزيون الكويت وأول تمثيلية افتتح بها التلفزيون كانت ( صقر قريش) شاركني فيها الممثل محمد النشمي والمخرج كان محمد السنعوسي.

-ما حكاية شخصية (العيدروس) ومن الذي أطلقه عليك ؟
العيدروس من اكتشافي انا وعند دخولي المسرح العربي قدمنا مسرحية "عشت وشفت" ومسرحية "اغنم زمانك" وفيها أديت (دور الملا) طلب مني المخرج حسين الصالح رحمه الله ان اختار لي طبقة صوت مختلفة فاخترت طبقة صوت المطرب عبداللطيف الكويتي وطلب مني ان اختار اسم فاخترت "العيدروس" بدون تردد وهو اسم كان متداول عند الأشخاص الذين يمارسون ( الزار) فيرددون ( شيل لله يا العيدروس ) ومنها جاء الاسم حتى هذه اللحظة.

-عندما تقدم شخصية وتنجح فيها لمدة طويلة وتأتي في مرحلة وتغير هذه الشخصية هل تقبلك الجمهور بشخصية مخالفة عن العيدروس ؟
توقفت عن شخصية العيدروس في 1985 لان الصحافة الكويتية يومها قالت ان محمد جابر وضع نفسه في إطار لن يستطيع الخروج منه ( شخصية العيدروس ) وأردت ان أؤكد عكس ذلك وقدمت العديد من الشخصيات بعدها.

-وهل عدت بعد ذلك لشخصية العيدروس أم توقفت عنها تماما؟
قدمتها مرة ثانية مع الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا في مسلسل (حبل المودة) عندما طلب مني تقديمها في المسلسل بصراحة كنت متخوفا هذه المرة على ردود فعل المشاهدين ولكن ولله الحمد وجدت الأطفال يقلدوني في الصوت وهذا دليل ان نجاح الشخصية كان حاضرا .

-من يشاهد أعمالك التلفزيونية او المسرحية يجد ان الكوميديا العلامة الميزة بها ما السر في رأيك ؟
المسلسل الدرامي أحوله الى كوميدي ليخدم العمل لان الكوميديا تسير في دمي وهذا شي يسعدني وافتخر به .

-قدمت أعمال مسرحية وأخرى تلفزيونية هل تعشق المسرح اكثر أم التلفزيون ؟
احن واعشق المسرح بدرجة كبيرة ولكننا كبرنا على المسرح لأنه يحتاج الى ( حصان يركض ) وجهد كبير وآخر مسرحية كانت لي "مراهق في الخمسين" ، كما ان التلفزيون لا استغني عنه لأنه استمراري ولا أحب الكاميرا الواحدة واطلب ان يكون معي كامرتين في أداء أدواري فالكوميديا لا تحجم.

-انتقلت من المسرح العربي الى المسرح الحر والان مسرح الزرزور هل تغيير المدارس المسرحية كانت اضافة بالنسبة لك ؟
-في المسرح العربي قدمت الكثير من الأعمال المسرحية وأربع مسرحيات من تأليفي وبطولة عبدالحسين عبدالرضا وخالد النفيسي وبقيت فيه 10 سنوات ثم أسست المسرح الحر وشاركتني فيه عائشه إبراهيم وعبدالعزيز النمش (ومبيريك) وقدمنا عدة مسرحيات واختلفت معهم في إصرارهم على نفس المخرج وطلبي كان على ضرورة التجديد في الإخراج ثم قمت بتأسيس فرقة مسرح الزرزور قدمت فيها 9 مسرحيات للأطفال.

-طالما تحدثت عن مسرح الطفل هل هناك صعوبة في التعامل مع أعمال مسرحية خاصة للطفل ؟
قدمت 9 أعمال في مؤسسة الزرزور تخاطب عقلية الطفل منها (الزرزور) تحمل اسم الفرقة، ومسرحية( جسوم ومشيري)، و(جسوم و مشيري في الجيش)، و(محاكمة علي بابا) ومن تأليفي ويبقى العمل للطفل أصعب من العمل للكبار عشر مرات لعدة أسباب في الكتابة يكون فيها التوجيه حاضرا والطفل يريد العمل الذي به فرح وحركة واكشن والديكور لا بد من إظهاره والملابس والاستعراضات وأغاني وميزانية أخرى للممثلين.

-لماذا اليوم لم نر تلك الأعمال الخالدة الموجهة للأطفال في أعمالك المسرحية ؟
لأني كنت في السبعينات والثمانينات عندما أقدم أعمال للأطفال كنت أجد قلب الطفل فاضي وكنت ( أحبي ) حتى أصل الى ذهنه وفكره أما الآن فان فكر الطفل منشغل بأمور كثيرة فكلما تقترب منه خطوة يبتعد عنك خطوات ومسافات لأنه مشغول بالهاتف والحاسوب و وسائل التواصل المختلفة ومع احترامي ما قدم في السنوات الاخيرة لمسرح الطفل لا يمس الطفولة بشيء، ويقوم بعض المنتجين بتحويل بعض مسلسلات الأطفال الى مسرحيات للطفل وتعرض في الأعياد لأخذ عيدية الطفل.

-جيل العمالقة الكبار أمثال عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج ومحمد جابر وآخرين هل تشعر اليوم ان أعمال هؤلاء العمالقة محل تقدير من المسؤولين والجماهير؟
نعم التقدير موجود وأنا قبل أيام عائد من حفل تكريم الفنانين القدامى في مهرجان المسرح العربي وعددنا 19 فنانا وبأمر من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد كما تم تسمية مسرح من مسارح الكويت ليحمل اسم الفنان عبدالحسين عبدالرضا فالتكريم والتقدير موجود للفنان.

-ماذا عن تعاملك مع الفنانين العمانيين في أعمال تلفزيونية؟
جمعتني أعمال كثير مع فنانين السلطنة من ضمنهم الفنانة القديرة فخريه خميس وشمعه محمد وابراهيم الزدجالي وهم فعلا امتداد للفنانين العمانيين الرائعين وسعدت بأعمالي معهم وأتمنى ان تجمعنا أعمال مقبلة ان شاء الله.

-لماذا لا نرى أعمال خليجية مسرحية تطوف دول الخليج ويقدمها فنانين خليجيين كما كان في السابق؟
شخصيا أتمنى ان نجد تلك الأعمال حاضرة في هذا الوقت الذي نحن بحاجة ماسة لتواجدها وناديت كثيرا بضرورة مثل هذه الأعمال منذ فترة طويلة ومستعد أقدم نص مجانا ليشارك به فنانين من دول الخليج مجتمعة.

-لماذا أنت بعيدا عن السينما ولم نشاهد لك أعمالا سينمائية حتى الآن ؟
زمان كانت للسينما حضورها وعاصرت فنانين عرب أمثال فؤاد المهندس وفريد شوقي وجيل من رواد السينما وكان الفلم في السابق يستمر عرضه قرابة 6 شهور وأكثر، الآن الفلم إذا استمر عرضه لن يكمل 15 يوما فكيف تقدم سينما وتبقى أفلام مثل ( بس يا بحر) وفلم ( عرس الزين) من الأفلام السينمائية الكويتية الخالدة .

-حدثنا عن حضورك للسلطنة ومشاركتك في مسرحية المجلس؟
العب فيها دور الجد وهذه المسرحية قدمتها في الكويت ولاقت استحسانا كبيرا في مهرجان المسرح وشاهد المخرج فيصل العامري المسرحية وأعجب بها وطلب مني ان يعرضها في السلطنة والحمد الله عرضناها وكنتم حاضرين وشاهدتم تفاعل الجمهور معنا.

-كيف وجدت تعاملك مع ممثلين شباب في بداية مشوارهم المسرحي وأنت خبير المسرح ؟
الشباب الصغار هؤلاء هم أبنائي وبداخلهم طاقة فنية رائعة ونعمل مع بعض بروح الفريق الواحد وأوجههم لمصلحة العمل وهم يتقبلون هذه التوجيهات واثبتوا نجاحهم في العمل المسرحي.

-هل تشعر اليوم ان توهج المسرح الكويتي لا زال حتى الآن أم بدا التوهج يخفت بريقه ؟
المسرح الكويتي لم يعد هو المسرح في السابق وهي ليست أزمة نصوص كما يدعي البعض ولكن هو مسرح شبابي هزلي للأسف.

-طالما المسرح وصفته بالهزلي لماذا لا نرى منكم محاولات لإعادة المسرح الكويتي كما كان في السابق ؟
شخصيا لدي فكرة اكثر من عمل ومن بينها مسلسل بعنوان ( الركادة زينه ) بمشاركة كلا من حسين عبدالرضا وسعد الفرج وسعاد عبدالله وحياة الفهد ولم أقدمه للتلفزيون لأنه يحتاج لميزانية كبيرة وأتمنى ان أقدمها للديوان الأميري بالكويت حتى أعطي هؤلاء العمالقة حقوقهم التي يستحقونها لان دعم التلفزيون لن يكون بنفس القدر من الديوان .

-بحكم انك منتج هل اليوم الأعمال التلفزيونية أصبحت مكلفة ماديا ؟
هي ليست مكلفة بمعنى التكلفة ولكن هناك بعض الفنانين قاموا برفع أجورهم بشكل غير طبيعي وهذا الامر يجعل المنتج يبحث عن فنان اقل تكلفة ويؤدي المطلوب منه بأقل تكلفة.

-هل دخولك كمنتج هو إحساس منك بمعاناة الفنان وتريد تقدم أعمال تعبر عن إحساسك بدورك كفنان ؟
هذا بالفعل ما كنت أريده بالضبط ان أقدم أعمال فنية تعبر عن فكري كممثل وعشت الظروف والمعاناة وفي نفس الوقت اعرف قيمة الفنان ومدى نجاحه في العمل .

-هل هناك عمل او فكره موجودة والى الآن لم تقدمها وتتمنى تقديمها ؟
عندي مسلسل بعنوان ( صرخة أم) من تأليفي تشبه قصة الفنانة حياة الفهد في مسلسل الخراز الذي قدمته فاوقفت العمل حتى أقدمه بصورة مختلفة وفكر جديد.