مسقط – محمد البيباني
أصبح من الواضح أن فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوف يمهد لحقبة دولية تحكمها قواعد جديدة في مجالات عديدة، ويعدّ الموقف من الإسلام والأقليات المسلمة بالغرب من أخطر وأهم مجالات هذا التغيير بالنسبة للعالم الإسلامي.
مؤشرات عديدة تؤكد تنامي نزعات الكراهية والمواقف السلبية ضد كل ما يتعلق بالمسلمين ومخاوف متزايدة من تنامي هذه النزعات في ظل التقدم المستمر الذي يحققه اليمين المتطرف في أوروبا واحتمالات وصوله لمواقع صنع القرار في العديد من دول القارة.
«الشبيبة» ترصد بعض المؤشرات التي تثير المخاوف والتي رصدتها خلال الأيام القليلة الفائتة.
1
استبيان مريب
قالت صحيفة واشنطن بوست، إن نائباً عن ولاية أوكلاهوما، والذي سبق أن شبه الإسلام بـ«السرطان»، طلب من المسلمين أن يجيبوا على عدة أسئلة مكتوبة، من بينها «هل تضرب زوجتك»، قبل أن يوافق على لقائهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن مكتب النائب الجمهوري جون بيبنت وزع الاستبيان، الخميس، مع تنظيم فرع مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في أوكلاهوما احتفاله بيوم المسلمين السنوي في الكابيتول.
ومنح مكتب النائب قائمة الأسئلة لثلاثة من طلاب المدرسة الإسلامية، الذين جاؤوا إلى مكتبه وطلبوا الحديث معه، وكان أحد الأسئلة الثمانية عشرة التي وردت في الاستبيان تحمل ازدراءً للنبي وتزعم أنه كان «قاتلا للوثنيين والمسيحيين واليهود الذين لم يتفقوا معه، «فهل توافق على أفعاله؟»، بحسب صيغة السؤال.
وتناولت الأسئلة ما إذا كان المسلمون ينبذون الجماعات الإرهابية، مثل «حماس وحزب الله»، أو هل يعتقدون أن المسلمين يجب أن يعاقبوا لترك الإسلام، وعما إذا كانوا يوافقون على أن الشريعة يجب أن تطبق على غير المسلمين.
وأكدت واشنطن بوست أن الاستبيان أثار انتقادات سريعة من جماعات حقوق المدنية، مثل كير في أوكلاوهما الذي يمثل نحو 40 ألف مسلم يقيمون بالولاية، وقال أدم سلطاني، المدير التنفيذي للمجلس: «لا يجب أن يتم فحص أحد بأسئلة غبية كريهة وعنصرية تعبر عن الإسلاموفوبيا قبل أن يستطيعوا لقاء ممثلهم».
2
لوبان بعد ترامب
الكاتب البريطاني جدعون راخمان، قال: إن فرنسا والولايات المتحدة تنظران إلى نفسيهما كأمتين استثنائيتين؛ على أن تاريخيهما يتبعان نسقاً متشابهاً.
ونبه راخمان في مقاله بصحيفة الـفاينانشيال تايمز إلى أن حركتي ترامب ولوبان تتقاسمان العديد من الأفكار؛ فمن ذلك مثلا: معاداة الإسلام، والنزعة القومية، والشعبوية، والحمائية، ودعم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتعاطف مع روسيا، وكراهية الإعلام؛ كما يرغب الزعيمان (ترامب ولوبان) في الرجوع بالزمن إلى الوراء حيث عهود أكثر محافظة، قبل العولمة والتعددية الثقافية وذلك عبر تدشين ثورة مضادة في وجه المؤسسة الليبرالية.
ورصد صاحب المقال كيف استقبلت مارين لوبان خبر فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية بالحبور واصفة ذلك بأنه «فجْر عصر جديد»؛ كما أن بعضاً من مستشاري ترامب المقربين، من أمثال ستيفن بانون، حريصون على توثيق الصلات مع اليمين الأوروبي المتطرف.
ولفت صاحب المقال إلى أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية في فرنسا هي بكل الأحوال في صالح مارين لوبان أكثر مما كانت عليه مثيلاتها في الولايات المتحدة بالنسبة لـترامب قبل انتخابه؛ كما أن معدلات الوفيات جراء الإرهاب في فرنسا تفوق بكثير مثيلاتها في الولايات المتحدة بعد ثلاث هجمات مروعة في غضون ثمانية عشر شهراً، هجمتان منها في باريس وثالثة وقعت في «نيس».
كما أن العلاقات بين الأقلية المسلمة وبقية المجتمع هي أكثر توترا في فرنسا منها في الولايات المتحدة؛ فضلا عن ارتفاع معدلات البطالة في فرنسا عنها في أمريكا، كما أن النمو الاقتصادي في فرنسا أبطأ وتيرة منه في الولايات المتحدة.
3
برشلونة «مدينة إسلامية»
انتقدت صحيفة لابانجورديا الإسبانية الشكاوى المقدمة من بعض زعماء الدين الإسلامي في إسبانيا بعدم وجود مسجد كبير في مدينة برشلونة، وقالت إن مدينة برشلونة تتحول إلى مدينة إسلامية.
وقالت الصحيفة إن كتالونيا من أكثر المدن الإسبانية التي يوجد بها عدد كبير من المسلمين ووصل العدد إلى عشرات الآلاف، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الجهات الإسلامية قدمت العديد من الشكاوى التي تؤكد أنها المدينة الأوروبية الكبرى الوحيدة التي لا يوجد بها مسجد كبير. وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر من 3000 إسباني تحول من المسيحية إلى الإسلام في السنوات الأخيرة، حتى أصبح وفقا لاتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا 33750 شخصاً، 70% منهم في كتالونيا، ويبلغ عدد من يدينون بالإسلام بإقليم كتالونيا 510.418 شخصاً، وتأتي إندلوسيا في المركز الثاني من حيث عدد المسلمين، بأكثر من 300 ألف مسلم، تعقبها العاصمة مدريد بأكثر من 278 ألفا، وتعد برشلونة ذات أكبر كثافة سكانية بها فقط 322 ألف مسلم ويسكن في مورسيا حوالي 95 ألف مسلم وفي ملقة أكثر من 89 ألفاً.
وأضافت أن في إسبانيا يوجد حوالي ألف مسجد وأماكن العبادة للإسلام في مختلف مناطق الحكم الذاتي، وتعد كتالونيا بها أكثر عددا.
4
ألمانيا
طالب نائب زعيم حزب (البديل من أجل ألمانيا) اليميني ألكسندر جاولاند، بفرض حظر واسع النطاق على سفر المسلمين إلى ألمانيا، وفي تصريحات لصحف مجموعة (فونكه) الإعلامية أعرب جاولاند عن تأييده لفرض «حظر دخول عام بالنسبة للأشخاص القادمين من دول إسلامية بها وضع سياسي مستقر»، وقال «لا ينبغي أن نسمح بدخول البلاد بالنسبة للمسلمين الذين لا يعنيهم سوى تحقيق تقدم على المستوى الشخصي».
وتابع جاولاند حديثه قائلاً:»ينبغي أن نسمح بدخول البلاد فقط لهؤلاء المسلمين الذين يتخوفون فعلاً على حياتهم، أما المسلمون القادمون مثلاً من شمال أفريقيا، فهؤلاء يبدو أنهم لاجئون لأسباب اقتصادية»، يذكر أن عدد المهاجرين إلى ألمانيا ارتفع العام الفائت عن عدد من غادروها بما لا يقل عن 750 ألف شخص، فيما وصل هذا الفارق العام 2015 إلى 1.1 مليون شخص.
5
هولندا
واصل زعيم حزب «الحرية» اليميني المتطرف خيرت فيلدرز تصريحاته المعادية للإسلام قبل أيام من إجراء الانتخابات البرلمانية في هولندا، وقال في تصريح لشبكة «يورونيوز» الأوروبية «يجب علينا منع القرآن هنا في هولندا كما منعنا كتاب «كفاحي» لهتلر.
وتعهد مرة أخرى أنه في حال فوزه في انتخابات 15 مارس الجاري فسيغلق المساجد ويحظر القرآن. وأشارت الشبكة إلى أن عدد المسلمين في هولندا يقدر بما يقرب من 840 ألفاً و960 ألف شخص.
إشترك عبر خدمة أخبار “الشبيبة “ على الواتساب لتصلك آخر و أهم الأخبار.
للإشتراك أرسل كلمة “ أشترك “ على الأرقام التالية:
تواصل معنا لعرض مشكلتك
