سوق "شتوي"!!

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٠٧/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
سوق "شتوي"!!

محمد بن سيف الرحبي
www.facebook.com/msrahby
alrahby@gmail.com

فاجأتني بلدية مسقط بفكرة، ظننا.. بسبب سوء الظن الذي لازمنا في تعاملنا مع عقليتها الإبداعية سنينا، بالاستفادة من جسر صرفت عليه مبالغ كبيرة، فتحول إلى مشروع مهمل، بدلا من مشروع (مهم) بوسعه أن يكسب المنطقة التجارية في القرم حيوية وجمالية بديعة، تجذب السياح، من داخل السلطنة وخارجها، إليها، بما يمكن أن نعدّه بدء تأسيس «وسط المدينة» أو (الداون تاون) كما يسمى في كثير من المدن.

كتبت مرات عن هذا المشروع الحيوي، الرابط بين ضفتي القرم، والمجاور لحديقة طبيعية رائعة متصلة حتى البحر، والامتداد الجميل لـ(شارع الحب) كما أطلق عليه (شعبيا) بينما رسميا ليس إلا الشارع البحري.
كان وجه الغرابة الذي صدمني طويلا أن البنية الأساسية للمشروع أنجزت، وبقيت اللمسات الفنية، وجاءت فكرة السوق الشتوي لتضعني أمام فرحة من أنجز مشروعا شخصيا، رغم أنه ولد في العتمة، فلم نسمع عنه ما يستحقه، لكن فرحتي به كبيرة، فهذه مدينتي، عاصمة البلاد، تحتاج إلى (حياة) مكتسبة (رؤية ترفيهية) في فضائها الجميل، بعيدا عن المجمعات التجارية، والعقلية الاستهلاكية التي تطاردنا، إذ نمشي بين محلات تريد أن تغوينا بالشراء ما استطاعت إلى جيوبنا سبيلا.
نحتاج إلى سياحة مع الطبيعة، الهدوء المتأنق في ليالي مسقط الشتوية الدافئة، أن نرى مشاريع شباب عمان تزين المشهد، وتطرز بأفكارها الممشى المنطلق بخيالنا، كما عشته على طول الجسر، حيث قطعته متأملا ما سيكون مستقبلا، كانت ابتسامات أبناء عمان تؤثث المشهد بإطلالته، ضمن فكرة حديثة لم تتطلب الملايين إنما هي الفكرة القابلة للتطبيق، والتطوير مع مرور الوقت والنضج للتجربة.
أنتظر أن يكتمل المشروع كما خططت له بلدية مسقط منذ الإعلان عنه، أن أرى مجرى الوادي عامرا بالحياة، والأفكار الإبداعية ستأتي، أن تذهب القوارب حاملة السياح، كما أحلم (أنا)، من هذه البقعة الجميلة عبورا لحديقة القرم في رحلة حالمة وصولا إلى الشارع البحري، استثمارا حقيقيا من سياحة كهذه، حيث إنه يمكنها أن تثري على أرض الواقع، وليست على أوراق الشعارات.
شكرا بلدية مسقط، مرت سنوات لم أكتب هذه الكلمة لأجلكم، إنما لعل هذا المشروع بادرة لتنظروا إلى عاصمة البلاد كما ينبغي، وتعود الحيوية والشباب إليكم.
وضمن نفس السياق: انتهى معرض مسقط للكتاب، وكنت أمنّي النفس أن نستفيد من عشرات الفرق الموسيقية، العسكرية على وجه الخصوص، في تقديم مقطوعات يوميا على امتداد الساحة الخارجية أمام قاعات المعرض، الموسيقى ثقافة، والمعرض عرس ثقافي وفني وحضاري كبير، وصناعة النجاح تتطلب وقفة من (الجميع) لأنه يحسب لعمان، هذه التي تستحق منا.. ما هو أفضل.