المهرجان مساحة كبيرة لإحياء التراث والتاريخ العماني

مزاج الثلاثاء ٠٩/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٤٠ م
المهرجان مساحة كبيرة لإحياء التراث والتاريخ العماني

مسقط-ش
حينما يكون هناك شهود إثبات على نجاح مسيرة مهرجان مسقط منذ بدء إقامته وحتى عام 2016 ،ذلك أن القائمين على المهرجان حققوا الأهداف التي رسمت لجميع فعالياته، ودلالة على ان المهرجانات التي تقام على ارض السلطنة تحقق نتائج ايجابية وعوائد اقتصادية، وهذا ما أكده لنا عدد ممن شاركوا فعاليات مهرجان مسقط منذ بداية انطلاقته، وعبروا عن ارتياحهم بما يقدموه في القرية التراثية من موروثات تاريخية عمانية، تعرض لزوار المهرجان.
حيث يؤكد محمد بن راشد المشرفي من ولاية قريات الذي شارك في القرية التراثية اكثر من 10 سنوات قدم خلالها طريقة زفانة الحبال المستخرجة من سعف النخيل بعد ان يمر بعدة مراحل بداء من استخراجه من النخلة الى الصناعات السعفية.
يقول محمد المشرفي لقد شاركت في مهرجان مسقط من عشر سنوات عندما كانت القرية التراثية تقام في حديقة القرم ولم انقطع، فمشاركاتي في القرية دليل نجاح المهرجان وتوجه القائمين على احياء التراث العماني من أولوياتهم، حيث يقدموا للعالم والزوار الموروث العماني ليكون شاهد على العيان.

معصرة قصب السكر
سعيد بن ناصر المصلحي من ولاية الحمراء صاحب مهنة معصرة قصب السكر، يقول وأنا في هذا العمر احب المشاركة في مهرجان مسقط لأقدم للأبناء والاحفاد كيفية عصر قصب السكر بالطريقة القديمة ومقارنتها بالطريقة الحديثة وأجد اقبال على مهنتي.
ويؤكد المصلحي ان مثل هذه المهرجانات لا سيما التراثية التي تقام على ارض السلطنة لها الدور الإيجابي في تميز وابراز الحرف القديمة واحياء شعبيتها ، ليتعلمها الأبناء.

مساحة ومناخ رائع
ويتذكر سالم بن حمد الشكيلي مشاركته في مهرجان مسقط حينما كان في حديقة القرم الطبيعية، فيقول اول مشاركتي في المهرجان تذكرت ايام شبابي حينما كنت أساعد والدي في صناعة مطعم الاغنام من جذوع الخيل، بعدها تحولت تلك المهنة الي، وأصبحت جزء من حياتي اليوم.
بلا شك مهرجان مسقط مساحة كبيرة ومناخ رائع لأحياء تلك المهن، والتراث والتاريخ العماني، فالسنوات تمضي ونحن نشهد ايام المهرجان كل عام بلباس جديد وبوجوه جديدة، ونحن شهود اثبات على نجاح مهرجان مسقط .

صناعة حبال الطلوع
بدوره يقول خلفان بن سالم التمتمي من ولاية قريات الى 2007 برغم اختلاف المكان وتميزه عن سابقه الا ان القرية التراثية ظلت شاهدة على نجاح القائمين على تنظيمه ومتابعته، ومن عام 2007 وانا اشهد على متغيرات مهرجان مسقط، اتذكر تلك الايان التي اقضيها في حديقة القرم الطبيعية متنقل من قريات الى الحديقة ، كان الهدف من ذلك المشاركة مع بقية اصحاب المهن التقليدية التي حافظت على اصالتها وموروثها، فهي مهنة تتناقل من الاجداد الى الابناء.
يتذكر التمتمي حينما يعود من ارض المهرجان الى منزله وهو يحمل الى اولاده ما انتجته الايادي النسوة من الطبخ العماني حيث يقول اتذكر تلك الايام عند عودتي الى المنزل في اخر الليل وبعد انتهائي من المشاركة اليومية في القرية التراثية، اتوجه الى باعة المأكولات واشتري لأبنائي العشاء ، وعندما اصل اجد الاولاد في نوم عميق.

12 عام مشاركة
علي بن سعيد الهاشمي من ولاية بهلاء مهنته تتطلب جهد كبير، فخلال 12عاما في مهرجان مسقط دليل رغبتي في المشاركة في فعاليات المهرجان فالأعوام تمضي والمهرجان شاهد على نجاحه وتميزه، واصحاب المهن في القرية التراثية خير شاهد على هذا المهرجان.
وفي الحقيقة اصبحت ممن يحبون المشاركة في المهرجان برغم كبر السن، الا انني ارغب في تعريف الزائر على هذه المهنة وايضا القن الابناء من الشباب على مهنة اجدادهم.

صاحبة أكبر مشاركة
نصرا بن علي الغزيلية صاحبة اكبر مشاركة في مهرجان مسقط تتذكر مشاركتها الاولى في مهرجان مسقط في حديقة القرم، حيث تقول كان القرية التراثية في حديقة القرم الطبيعية وكنا نجتمع في مكان واحد ولم يكن المهرجان بشكله الحالي بل كل عام يتغير ويضاف اليه حرف جديدة، حتى اصبحت اليوم القرية التراثية تستقطب معظم الحرف التقليدية والموروثات الشعبية، بما في ذلك الاهازيج والرزحات، وكانت القرية التراثية في حديقة القرم اكثر زوار وحركة نظرا لقربها من مركز المدينة.
مشاركاتي مستمرة منذ اليوم الاول من المهرجان الاول لدي متحف متكامل اقوم بعرضه على الزوار، لدي نقود معدنية عمرها تصل الى 500 سنة والفخاريات تصل اعمارها الى اكثر من 200 سنة بالاضافة الى حلي وملابس نسائية قديمة احتفظ بها .
وتقول نصرا الغزيلية احلم بان يكون لدي منزل صغير اضع فيه مقتنياتي التراثية فهي غالية علي، وبعض منها جرفها اعصار "جونو" و"فيت" ولم يتبقى منها الا القليل، واسعى جاهدة البحث عن مقتنيات تراثية بشراءها ولو كلفني مبالغ كبيرة.
تسترسل الغزيلية في الحديث عن ذكرياتها عن مهرجان مسقط فتقول : عندما يتواصل معي المسؤول عن تنظيم المهرجان لا اتوانى في المشاركة فهي فرصتي لعرض مقتنياتي التي بحوزتي لأطلع الزوار بمتحفي الصغير، فالمهرجان يعد فرصة سانحة للجميع بعرض كل ما لديه من منتجات سواء للبيع او للعرض.
وتتحدث الغزيلية فتقول: اتكبد عناء المسافة من قريات الى مسقط حاملة معي مقتنياتي معتنية بها خوف من الضياع ، مقابل مبلغ زهيد لا يكفي لشراء احد التحف التي اشتريها الا ان المشاركة هي هدفي .
وتختتم نصرا الغزيلية حديثها حول المهرجان فتقول لقد حقق المهرجان اهدافه وسعى منذ اقامته الى توصيل رسالة ثقافية اقتصادية تراثية عن السلطنة وابرازها على مستوى العالم عبر وسائل الاعلام واتمنى استمراره في السنوات المقبلة لنكون شهود عيان على نجاحه.