رئيس مجلس إدارة شركة الاستخلاص المعزز للنفط: اتفاقيات لجلب تقنيات لاستخراج النفط الثقيل والغاز الصخري

بلادنا الثلاثاء ٠٧/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
رئيس مجلس إدارة شركة الاستخلاص المعزز للنفط: 

اتفاقيات لجلب تقنيات لاستخراج النفط الثقيل والغاز الصخري

مسقط - سعيد الهاشمي

كشف رئيس مجلس إدارة شركة الاستخلاص المعزز للنفط والتي من المقرر أن يكون مقرها الرئيسي في مجمع الابتكار مسقط في الخوض عبد الله المنذري أن هناك اتفاقيات وُقِّعت لجلب تقنيات حديثة تؤدي إلى إيجاد حلول جذرية في مجال الاستخلاص المعزز للنفط، وقال: من خلال هذه التقنيات نستطيع استخراج النفط الثقيل في السلطنة، وأيضاً نستطيع استخراج النفط والغاز الصخري، وكذلك إيجاد حلول وتقنيات لتنقية مياه الآبار المالحة.

وأضاف المنذري أن جيولوجيا السلطنة صعبة جداً ومعقدة فعند استخراج النفط فإنه عادة ما يكون ممزوجاً بالماء والأتربة، وكون النفط الثقيل يشكل ما نسبته 40%من نفط السلطنة فإن التقنيات المتبعة في المنطــقة تعدُّ غير مجدية، إذ لم تستطع استخراج أكثر من 2%منه خلال الســنوات الثلاثين الفائتة، لأن عملية الاستخراج غير مجدية اقتصادياً من ناحية التكلفة والوقت المستغرق، لذلك جاءت فكرة تطوير تقنيات وحلول لتجاوز هذه التحديات وأهمها الاسـتخلاص المعزز للنفط.

وأوضح أن الاتفاقية تسمح لنا بجلب معدات وتقنيات حديثة إلى السلطنة جُرِّبت في الولايات المتحدة بالتعاون والشراكة مع مبتكريها، تسمى «سوبر هت» لذلك فإن مركز البحث والتطوير الذي وقَّعنا اتفاقية إنشائه مع مجمع ابتكار مســقط يعد استكمالاً لعملية تطوير هذه التقنيات بما يتناســـب مع تضاريس السلطنة.
وبيّن المنذري أن مركز البحث والتطوير الذي سيوضع حجر الأساس له الشهر المقبل على أرض مجمع ابتكار مسقط سيكون أول معهد متخصص للبحث والتطوير في التقنيات المتعلقة بمجال استخراج النفط والغاز والتحديات التي تواجهه في السلطنة وفي المنطقة بشكل عام.
وأضاف المنذري أنه سابقاً كان يُنتج النفط الثقيل ويُستخرج بطريقة «الحقن البخاري» (Steam Injection) ولكن هذه الطريقة غير فعالة لأنها لا تستطيع إنتاج كميات كبيرة تغطي تكاليف إنتاجها، لأن الحقن البخاري يوّلد درجة حرارة عالية جداً تصل لأكثر من 600 فهرنهايت وتنتج 972 طاقة حرارية فقط لكل lbs من الماء، وللتغلب على هذا التحدي عقدنا اتفاقيات مع شركة أمريكية ابتكرت تقنية جديدة تسمى «سوبر هت» تنتج غازاً من المياه بدلاً من البخار، إذ يؤخذ الماء في مرحلتين، مرحلة جعل الأوكسجين غازاً حراً فيولد 1600 درجة فهرنهايت و1800 طاقة حرارية، وبهذه التقنية نستطيع استخراج وإنتاج النفط الثقيل الموجود في السلطنة والوصول إلى أعمق الحقول، كما نستطيع تقليل تكلفة إنتاج النفط.
وأشار المنذري إلى أن السلطنة فيها كميات كبيرة من النفط والغاز الصخري، ولدينا اتفاقية نقل الملكية الفكرية من شركة أمريكية لنقل تقنية استخراج النفط والغاز الصخري في السلطنة، وبهذه التقنية يمكننا توفير الماء اللازم لهذه العمليات، ونستطيع أخذ الماء الناتج من استخراج النفط، ففي كل برميل نفط ننتج من 8 إلى 9 براميل ماء، ونستطيع أخذ هذا الماء واستخلاص النفط والغاز الصخري.
وفي إجابته عن سؤال «الشبيبة» حول التكلفة العالية للاستخلاص المعزز للنفط قال المنذري: هذا ما يميز التكنولوجيا الابتكارية المثمرة، فتقنية «سوبر هت» وتكنولوجيا تحليل الماء تكلفتها أقل بكثير من الاستخلاص العادي وننوي تطوير هذه التكنولوجيا مع شركائنا في الولايات المتحدة.
وأضاف أن السلطنة تعاني من تحدٍ في مجال المياه، فنحن نستخدم المياه في كل المجالات ومنها مجال استخراج النفط والغاز، ويمكننا القول إن عدم توفر الماء الكافي هو أحد أكبر التحديات التي نواجهها في إنتاج الغاز، مضيفاً أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تواجه هذه المشاكل، والآن ابتكرت تكنولوجيا لحل ومعالجة مشاكل المياه في قطاع النفط والغاز، عوضاً عن محطات التحلية المكلفة، وهناك اتفاقية لإحضار هذه التكنولوجيا للسلطنة ومن خلالها يمكننا إعادة اســتخدام المياه التي تنتج بعد إنتاج النفط مع النفط والتي تقدر بنحـــو 9 ملايين برميل في اليوم في عمليات النفط والغاز، ولهذه الخطوة بعد اقتصادي وبيئي.
وأشار المنذري إلى أن لدينا تحدياً آخر يكمن في ازدياد ملوحة الآبار في بعض مناطق السلطنة، وتكمن المشكلة في أن المزارعين يستخدمون محطات التحلية لإعادة استخدام المياه، ولكن عن طريقها تُعالج 25%فقط من تلك المياه لتكون صالحة للزراعة، و75%منها مياه غير صالحة للاستخدام، وهذه المياه ستحتوي على كمية كبيرة من الأملاح الذائبة وهذه النسبة من الملوحة تدمر الأراضي الزراعية على المدى البعيد.

وقال: توجد لدينا اتفاقية مشاركة للملكية الفكرية تسمح بنقل معدة تستطيع معالجة المياه المالحة بنسبة 95%، وسنقوم بأبحاث ودراسات على هذه التكنولوجيا لدراسة استخدامها عوضاً عن محطات التحلية لمعالجة مياه الآبار المالحة في الأراضي الزراعية.