الشورى والرياضة.. ثم ماذا؟!

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٥/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
الشورى والرياضة.. ثم ماذا؟!

خميس البلوشي
amrad77@hotmail.com

في الأسبوع الفائت كان معالي الشيخ وزير الشؤون الرياضية تحت قبة مجلس الشورى في مناقشات استمرت يومين مع أعضاء المجلس محورها الأساسي الرياضة العمانية وكيفية النهوض بها لتصبح واقعاً أكثر ملامسة للطموحات، وتستطيع تجاوز كل العقبات للوصول إلى أهداف أكبر وأشمل محلياً وخارجياً، وكانت مداخلة رئيس لجنة الشباب والموارد البشرية بالمجلس سعادة محمد البوسعيدي هي الأكثر توسعاً ودقة وشمولية وتفصيلاً للواقع الذي نعيشه، وطرح فيها الكثير من الأسئلة والنقاط التي تحدثنا عن أغلبها كثيراً وفي أوقات ومناسبات سابقة، كتلك المتعلقة باستراتيجية الرياضة العمانية التي يبدو أنها لم تحقق المأمول منها حتى الآن، ومشروع البطل الأولمبي الذي لم نر له أي شيء يمكن الحديث عنه، وأكاديمية السلطان قابوس لتنمية القدرات الرياضية التي صدرت الأوامر السامية بإنشائها منذ 2009 ولا نعرف أين نهايتها، والدعم المالي المقدم للهيئات الرياضية وهل يفي بالغرض ويتناسب مع النتائج، وكذلك الأنظمة واللوائح التي يدار بها النشاط الرياضي في السلطنة والتي تحتاج إلى إعادة صياغة للكثير منها. ورغم الردود التي قدمها معالي الشيخ وزير الشؤون الرياضية على هذه المداخلة وغيرها من المداخلات إلا أننا وكما يبدو بعيدون عن أي تقدم يذكر، فنحن لا زلنا ندور في الدائرة نفسها ونحاول أن نخرج بين فترة وأخرى بإنجاز هنا وآخر هناك دون أن تكون لدينا خطة واضحة المعالم، ويبدو أن اجتهادنا في المجال الرياضي لا يتناسب وجودة العمل الذي يجب أن نقوم به، ويبدو أكثر أنه ليس في آخر النفق ضوء يمكن الاستنارة به. وبدون الانتقاص من جهود الآخرين سواء كانوا مؤسسات أو أفراد نقول إننا بالفعل نحتاج لخطوات أسرع وطريق واضح المعالم وممارسات أكثر واقعية، وعلى الوزارة أن تكون أكثر عطاء وحكمة وقوة فهي الجهة الحكومية الرسمية المسؤولة والمعنية بهذا القطاع، ومتى ما كانت الوزارة في قوة عطائها ومتابعتها لكافة الجوانب تكون النتائج أكثر إيجابية، ومتى ما كانت الوزارة تمضي في عملها على خطط منهجية كانت المؤسسات والهيئات الرياضية التي تشرف عليها أكثر التزاماً بالعمل والتفكير والطموحات إدارياً وفنياً، ومتى ما كنت الوزارة ممسكة بكل خيوط العمل المؤسسي كانت الأخطاء أقل والالتزام من البقية أكبر. يتساءل أحدهم هل كان لقاء معالي الشيخ وزير الشؤون الرياضية مع مجلس الشورى ناجحاً ومفيداً ومُحققاً لأهدافه؟! الذي تابع الجلسات على مدى يومين يمكنه الإجابة بسهولة وليس لنا سوى أن نتفاءل بالغد المقبل، والتمني أن يكون المستقبل أجمل لأننا نثق في الاهتمام الحكومي بالشباب والرياضة ونثق أكثر في كوادرنا العمانية في المجال الرياضي، وبمناسبة الحديث عن هذه الكوادر ونجاحاتها أقامت وزارة الشؤون الرياضية قبل أيام حفل تكريم المجيدين (منتخبات ولاعبين) على المستوى الفردي والجماعي الذين حققوا نتائج وإنجازات مشرِّفة في مشاركاتهم الخارجية على مختلف المستويات الإقليمية والقارية والدولية، وهو الحفل السنوي الذي يعدُّ مناسبة طيبة لجميع المجيدين لينالوا الشكر على ما قدموه في مشاركاتهم وما حققوه من إنجازات باسم الوطن، ولا شك في أن هذا الحفل الجميل يمثل مسؤولية أخرى لجميع اللاعبين من أجل بذل المزيد من الجهد في مشاركاتهم المستقبلية وهو الملتقى السنوي الكبير الذي تلتقي فيه كافة أطياف الأسرة الرياضية العمانية، ويكفي أن نقول إن تكريم هذا العام شمل 400 رياضي في مختلف الألعاب وبمبلغ يقترب من الثلاثمئة ألف ريال عماني.

الوطن لا يبخل على أبنائه، والناجحون يستحقون التكريم، والعطاء سيستمر إن شاء الله من أجل رفع علم السلطنة في مختلف المحافل.