قالوا له:
تزوجها فتاة صغيرة..
طازجة.. بريئة.. ومثيرة..
«شكلها» على يديك كعجينة من طين أو طحين..
وخوفها منك ومن حزمك منذ اليوم الأول..
اجعلها ترتعد من صوتك.. ومن غضبك..
وستعيش بسلام وتدعو لنا بالخير بعد هذه النصيحة الشريرة..
قال لهم:
أحلم بامرأة تساير عقلي..
تُلهمني..
تُفكر مثلي..
وأجدني أميل لشابة التقيتها في عملي..
ذكية.. متقدة العقل.. وفي مثل عمري..
فقالوا له:
يا أحمق ستعيش في هذه الحالة في دوامة جدال.
ولن يكون لك كلمةٌ..
ولن تكون رجل البيت..
وستكون لك نداً وستراها بعد فترة حملاً من أثقل الأحمال!
وستكره نفسك وقرارك..
وستتعب من سوء الحال والمآل..
لديك -إن أردت المشورة- جيوشا من الأصدقاء والخلان والرجال..
الزوجة للفراش و»الخدمات المنزلية» وتربية العيال..
لا ترهق نفسك بتجربة ما جربه غيرك..
فما خاب من استشار وطاع رأي الرجال..
أطاعهم وتزوج..
وراكم الأطفال عبر السنوات وكبر بعضهم وتخرج..
وظل يشعر بفراغ لا يطاق..
فليس بينه وبين زوجته الجاهلة حوار.. وبعد أن شاخ الجسد أصبحت له خادمةً..
وبعد أن صار يملك الخدم صارت له قطعة أثاث تزيد بيته خواء..
حسد من كان يراهم في زيجات متكافئة..
حسدهم بعمق.. وصار يرى الزوجة المتفتحة مكافأة..
لعن غباءه يوم سمع نصيحتهم «الشريرة»..
نصيحتهم التي أذهبت عمره الذي.. لن يحصل على غيره!
********
قالوا لها: فاتك القطار..
من في عمرك سيزوجون أبناءهم.. اقفزي في أي عربة وانجي بنفسك..
اظفري بزوج.. أي زوج..
«يستتك».. ويدلعك.. ويكف عنك ألسنة وتهكمات الفئران..
فلن ينفعك علمك.. ولا مالك.. ولا شهادتك التي أثقلت كاهل الجدران..
لن يسترك إلا زوج.. فاعقلي وضعي الأمور في ميزان..
قالت لهم:
إنني سعيدة بما أنا فيه..
وخاطبي متزوج من زوجة وزوجتين فعلام سأحصل منه وبماذا سأخرج سوى الخذلان!
قالوا لها: لا تحرمي ما حلل الله..
ولن تخسري إن جربتِ واسمعي النصيحة فمن سمعها ما تاه..
تزوجته ودفنت شكها.. وعاشت أسابيع جعلتها تتراجع عن رأيها..
ثم بدأ يشكو لها الحال..
ويطلب منها قيمة الفواتير.. ومصاريف مدارس العيال..!
وهكذا اكتشفت أنها بالنسبة له جهاز صراف آلي..
وأن عقد زواجهما بطاقة بنك واستثمار بعائد خيالي!
خسرت مالها وفرحتها ولم تستطع الهروب للماضي فغرقت.. في وضعها الحالي!