سعيد الشنفري: هذه عُمان كما لم تروها من قبل

بلادنا الأربعاء ٠١/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٣٠ ص

مسقط - لورا نصره

عندما تشاهد الصور المعروضة قد لا تصدق أن الطبيعة العُمانية تزخر بهذا التنوع الرائع في الحياة البرية.. ولكنها الحقيقة.. إنها عُمان بكل جمالها وتميزها. وللاستمتاع أكثر تعالوا نأخذكم برحلة سفاري ممتعة مع سعيد بن محمد الشنفري مصور الحياة البرية وغواص الإنقاذ، الذي يتميز بعشقه للمغامرة والاستكشاف، إلى جانب أنه يقوم بعمل جولات رصد وتوثيق ويسعى لنشر الوعي والثقافة البيئية عن طريق برامج التواصل الاجتماعي وعبر قناته في اليوتيوب المعروفة باسم Said Alshanfari.

البداية كانت هدية

كيف كانت البداية ولماذا اختار تصوير الحياة البرية؟ يقول سعيد: «البداية كانت إثر إهدائي كاميرا من قبل معالي السيد مسلم بن علي البوسعيدي والذي كان له دور كبير في تنمية موهبتي، وحبي وعشقي للتصوير الضوئي والطبيعة. جربت في البداية تصوير كل شيء وكنت أجد متعة كبيرة لذلك، ومع الأيام رجحت الكفة لجانب الحياة البرية نظرا لما يزخر به محيطي من ثراء بيئي وتنوع بيولوجي ويمكن القول إن اختلاف التضاريس ساعد في هذا الأمر، فهناك جبال شاهقة وأودية سحيقة وكهوف عميقة وصحاري وخلجان وشواطئ وأخوار طبيعية، بالإضافة إلى الأجواء الاستثنائية بمحافظة ظفار التي تجعلها تبدو وكأنها قطعة من أفريقيا وجزء من آسيا ومكان من أوروبا، وهذا ميزها بالتنوع النباتي والحيواني كما حولها إلى ملاذ ومأوى آمن للطيور ومحطة عبور».

حيوانات نادرة

التقطت عدسة سعيد الشنفري أغلب الطيور والحيوانات والزواحف التي تعيش في السلطنة وفي محافظة ظفار بشكل خاص وبعضها نادر. ومنها بومة الأشجار العربية والبومة النسارية العربية، والنمر العربي، والوشق العربي، والقط البري، والقط الرملي، والذئب العربي، والمها العربية، والوعل العربي، وغرير العسل وغيرها عشرات الأنواع من الطيور والحيوانات التي لا مجال لذكرها كلها هنا.
وحول اللحظة الأفضل له أثناء رحلات التصوير يقول: «هناك الكثير من الصور التي أعتز بها، فكل واحدة منها تختصر لحظة من الزمن كنت قد عشتها، لكن تبقى صورة الوشق العربي لها وقع خاص بقلبي، وكان بعض رعاة الماشية قد أبلغوني عن رؤيتهم للوشق أكثر من مرة في مكان بقرب أحد العيون فجلست قرابة أسبوع في ذلك المكان ومع الأيام ومع الصبر الشديد وبشكل مفاجئ رأيته يأكل فريسته أمامي.. وكأنه ظهر من العدم، وكانت تفصلنا مسافة 50 خطوة تقريبا، والحمد لله تمكنت من التغلب على ارتباكي الشديد واستطعت التقاط أفضل صور للوشق العربي في بيئته الطبيعية».

نصائح ثمينة

ويتابع: يتعرض المصور الضوئي عموما ومصور الحياة البرية خصوصا إلى العديد من المصاعب والعراقيل، فالأماكن الوعرة التي يقصدها قد تكون أوكارا للحيوانات المفترسة والزواحف السامة مما يجعله عرضة للمخاطر. وهنا يقدم سعيد مجموعة من النصائح المفيدة. يقول: أنصح دائما بتوخي الحيطة والحذر وبضرورة لبس أحذية طويلة للحماية من لدغات الأفاعي وملابس خاصة بالتخفي أو على الأقل أن تكون ألوانها مشابهة للبيئة الطبيعية المحيطة بالمصور، كما أنصح الهواة والمصورون بالذهاب في مجموعات لا تقل عن شخصين نظرا لصعوبة الأماكن وتحسبا من انقطاع الإرسال أو تعطل المركبة.
ويضيف سعيد: كما أدعو للاهتمام بمعدات التصوير والمحافظة عليها باعتبارها باهظة الثمن، وأنصح هواة التصوير أيضا بالتيقظ الشديد وعدم ذكر مواقع الحيوانات أو الطيور التي يبحث عنها الصيادون المتربصون فالكثير منهم يتابعون أعمال مصوري الحياة البرية لمعرفة مواقعها، وأرجو ألا ينسى المصور أن الكثير من الحيوانات والطيور في خطر شديد ومهددة بالانقراض.