محمد الوهيبي.. وعشق صعود الجبال

7 أيام الثلاثاء ٢٨/فبراير/٢٠١٧ ١٩:٢٩ م
محمد الوهيبي.. وعشق صعود الجبال

- من التحديات التي واجهناها في مغامرة كلمنجاروا: التحضير النفسي وصعوبة توافر المستلزمات في السلطنة وكذلك اختلاف تضاريس المكان وتأثير ذلك على الجسم

مسقط – خالد عرابي
قال الشاعر التونسي أبوالقاسم الشابي: " وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر" وكأنما عمل الشاب محمد الوهيبي بهذا البيت من الشعر فقد انصب عشقه في صعود الجبال، فمشى إلى العديد من جبال السلطنة، ولم يكتف بذلك فكون فريقا لذلك وهو "عائلة الجبل"، بل إن الأمر لم يتوقف عند ذلك فتطور الأمر إلى الذهاب إلى مغامرات خارجية ودولية كان آخرها تسلقه ورفاقه في الفريق إلى أعلى قمة جبل كلمنجارو.. "7 أيام" تحدثت معه عن هوايته وعشقه وعن تلك المغامرة الأخيرة التي كانت في نهاية يناير الفائت وعن غيرها من التفاصيل الأخرى.

في البداية حدثنا محمد الوهيبي عن نفسه فقال: اسمي محمد بن سالم الوهيبي، أعمل بالقطاع الحكومي وحاصل على بكالوريوس إدارة من جامعة السلطان قابوس، ومن سكان مسقط حاليا وولاية سمائل. اهتماماتي التصوير وتوثيق الأماكن ولكن لست محترفا في ذلك، إلا أنني أعشق المشي في الجبال، وبعيدا عن الرياضات أهوى الطبخ.

وعن رحلته إلى جبل كلمنجارو قال: هي واحدة من أمتع التجارب والأكثر تشويقا وإثارة في حياتي، فقد كانت ظروف التحضير لها مختلفة عن رياضة المشي في جبال السلطنة كثيرا.
وأضاف: جاءت الفكرة من بعض أعضاء فريق "عائلة الجبل" -الفريق الصغير الذي كوناه كمجموعة من عشاق صعود الجبال والتسلق وهو مكون من 13 شخصا، منهم 7 شبان و 6 فتيات من جنسيات مختلفة، ويضم 9 عمانيين وشخص من ألمانيا وواحد من مصر وواحد من سوريا، وواحد من السودان وواحدة من الأردن- حيث قمنا كفريق بعملية التواصل مع الشركات المختصة في تنزانيا لعمل الحجوزات اللازمة. وقد انطلقنا من السلطنة بتاريخ 20 يناير وبدأنا التسلق أو المشي بتاريخ 22 يناير إلى 28 يناير، حيث استمر الصعود قرابة 5 أيام صعودا ويومين للنزول، وكانت المسافة المقطوعة تقريبا 70 كيلو مترا حيث الارتفاع إلى قمة أوهورو 5895 متر فوق سطح البحر، وكان معدل المشي اليومي من 6 إلى 7 ساعات عدا اليوم قبل الأخير فقد مشينا ما يقارب الـ18 ساعة مع الاستراحات.
وعن التحديات التي واجهتهم في هذه المغامرة قال: كثيرة، ومنها التحضير النفسي قبل الذهاب وصعوبة توافر المستلزمات اللازمة لذلك في السلطنة لعدم وجود محلات متخصصة لدينا. وكذلك اختلاف تضاريس المكان وتأثيرها على الجسم، ونقص الأكسجين وارتفاع الضغط الجوي مما يسبب الصداع العالي، وأيضا من الصعوبات تدني درجات الحرارة وعدم القدرة على النوم.

أما عن مغامراته المقبلة فقال: هي ستكون في جبال عمان.
كيف جاء عشقك لهواية تسلق الجبال؟
رياضة تسلق الجبل أمارسها منذ الصغر بحكم النشأة في ولاية سمائل التي تحيطها الجبل في جميع الاتجاهات، إلا أن البداية الفعلية فكانت في العام 2009 مع فريق "عائلة الجبال" حيث إننا نمارس هذه الرياضة كل أربعاء من كل أسبوع في جبال ولاية بوشر بمحافظة مسقط وفي نهاية الأسبوع نقوم بالمشي خارج محافظة مسقط لمسافات وساعات أطول.

هل هذه الهواية منتشرة في عمان الآن؟
نعم بدأت في الانتشار خلال الأعوام الأربع الفائتة وأصبح هناك العديد من الفرق والمجموعات من عشاق هذه الرياضة، والأهم من كل ذلك أن كثيرا من تلك المجموعات من ولايات مختلفة مما يجعل هناك اهتماما وزخما عاما بهذه الرياضة ومستقبلا نأمل أن نجد أبطال كثر فيها.

مدى الاهتمام بها
أصبح هناك وعي واهتمام بهذه الرياضة من قبل بعض المؤسسات الحكومية والفرق الرياضية بالسلطنة وهذا يعتبر مؤشرا جيدا لدعمها مستقبلا خاصة إذا بدأت تلك المجموعات والفرق المختلفة في التعاون والتكتل رويدا رويدا بحيث تصبح أعداد الفرق أقل ولكن الأفراد كثر حتى تستطيع تنظيم فعاليات بشكل قوي وربما مستقبلا يكون لها تجمع أو رابطة أو لجنة معينة وبالتالي تسجل في وزارة الشؤون الرياضية فلما لا وهي واحدة من الرياضات المهمة التي تعلم القوة والصلابة والصبر بل ويمكنها أن تصنع أجيال وشبابا قويا يقوى على مجابهة أي صعاب وأي تحدٍ.

ما هي أدوات المتسلق
في البداية لابد أن نفرق بين متسلق الجبال والمشي في الجبال، فلكل رياضة منهما أدواتها الخاصة. فنحن نمارس المشي على الجبال ومن أدواتها الأساسية الأحذية الجيدة، وأدوات الإسعافات الأولية، والملابس الرياضية، وأغطية الرأس، وحقيبة الظهر التي يوجد بها مياه الشرب الكافية والغذاء حسب المسافة التي سيقطعها كل رياضي.

الصعاب التي تواجهكم
اللياقة البدنية لدى بعض ممارسي الرياضة، وانعدام التغطية لشبكة الاتصالات بين الجبل التي نحتاجها في حال وجود حالات طارئة.