القاهرة – ش: العم سعد "الحرامي" كما يشتهر بهذا الاسم هو صاحب أشهر عربة فول في وسط العاصمة المصرية القاهرة، كل ما يقدمه هو المأكولات الشعبية، ولكن بنكهة أخرى نكهة الطعام الشعبي المصري، أهالي وسط البلد يعرفونه جيدًا، لديه كل ما تطيب له النفس من أنواع الفول "الفول بالزيت الحار، والفول بالزيت الحلو، والفول بالطماطم، والفول بالطحينة والليمون، والفول الإسكندراني أي فول بالسلطة الخضراء، والفول بالبيض، وطاجن الفول بالبيض، وغيره من وصفات الفول التي لا تنتهي.
شخصية العم سعد "الحرامي" شخصية كوميدية من المقام الأول، شخصية غير عادية فبجانب وقوفه على عربته لا تقدر على الوقوف إلا وأنت مبتسم من تعليقاته الساخرة، وطريقته الكوميدية في الحديث.
وجبة الفول تعتبر وجبة مقدسة لدى المصريين لا يستطيعون الاستغناء عنها سواء أغنياء أو فقراء، وإنهم مجبرون على تناولها كل يوم في الصباح لتحدي الظروف الاقتصادية الطاحنة التي يمر بها الجميع.
يقول «سعد» حسب موقع صحيفة المصريون إن مكان عمله الذي لم يتغير منذ 30 عامًا، فرض عليه المشاركة في أحداث الثورة وقد أصيب يوم جمعة الغضب بطلقات خرطوش في مناطق متفرقة بجسده ما زالت تترك أثرًا لديه ولم يحصل على شيء من صندوق المصابين، لذلك غاب عن مكانه في شارع شامبليون قرابة العام ونصف العام، وكان يكتفي بالذهاب بعربته رفيقة عمره، إلى المليونيات بميدان التحرير، لإعداد الوجبات السريعة للمتظاهرين.
ويحكى سعد "الحرامي" لـ"المصريون" عن سر لقبه بهذا الاسم قائلا: فريد شوقي كان السبب الأول والأخير في تسميتي بهذا الاسم، فقد كانت هذه التسمية طريفة.. والقصة كنت ألعب الدومينو مع أحد رسامي الأفيشات واسمه سعودي على أحد مقاهي الفنانين في وسط البلد، وفجأة دخل فريد شوقي يطلب سعودي في أفيش مستعجل، فرد عليه سعودي: بعدما يخلص الدور؛ فسألهم فريد شوقي: بتلعبوا على إيه؟! فقلت أنا: بنلعب على عشاء؛ بعدها جلس فريد شوقي مكان سعودي ولاعبني على 200 جنيه منه مقابل 20 جنيها من سعودي؛ فهزمته بعد أن خبأت قطعة دومينو بين فخذي وعرف بعدها الفنان القدير فريد شوقي وقال لي: أنت اسمك سعد الحرامي، وأخذنا وذهبنا الثلاثة إلى مكان فخم وتناولنا العشاء.
من أشهر زبائنه كما يروي فنانون مثل المخرج خالد يوسف وممثلون أمثال خالد الصاوي، وأشرف عبدالباقي، وشعبان عبدالرحيم، وريكو وجواهر ومحمد صبحي، وجيهان فاضل، وفاروق الفيشاوي وكذلك الشخصيات السياسية من بينهم أيمن نور وحمدين صباحي وآخرون، ثم هناك كبار المؤلفين والصحفين والكتاب والشعراء والأدباء ورجال الأعمال والقادرون على تناول الطعام في أكبر المطاعم، لكنهم يفضلون مع ذلك الأكل على عربة الفول لأن لها متعة خاصة».