«الشورى» بعد مناقشة بيان وزير الشؤون الرياضية.. ضرورة وجود قانون رياضي شامل وتحويل الرياضة إلى صناعة

بلادنا الاثنين ٢٧/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
«الشورى» بعد مناقشة بيان وزير الشؤون الرياضية..

ضرورة وجود قانون رياضي

شامل وتحويل الرياضة إلى صناعة

مسقط - سعيد الهاشمي

أكد نائب رئيس لجنة الشباب والموارد البشرية سعادة المحامي أحمد بن سيف بن أحمد البرواني ضرورة تحويل الرياضة إلى صناعة، فقد أصبحت العديد من الدول تنظر إلى الرياضة على أنها صناعة وتساهم في الدخل القومي وتنشط الاقتصاد والسياحة، لافتا إلى أن ملايين الريالات تصرف على الرياضة في السلطنة، دون أن يكون هناك عمل جاد لجعلها صناعة.

وشدد البرواني في تصريح خاص لـ«الشبيبة»، على هامش مناقشة مجلس الشورى صباح أمس الأحد بيان وزير الشؤون الرياضية معالي الشيخ سعد بن محمد بن سعيد المرضوف السعدي.. شدد على ضرورة العمل على خصخصة الأندية وإلزامية وجود قانون شامل للرياضة في السلطنة، موضحا أن خصخصة الأندية تعني السماح للشركات بتملك الأندية، وبالتالي تكون أندية السلطنة خاصة، مقترحا أن يكون هناك إلزام للشركات الكبيرة بتبني النوادي، مؤكدا أن هذه الخطوة ستحسن من وضع الأندية والرياضة في السلطنة، وتجعل من هذا القطاع قطاعاً حيوياً يؤمن دخلاً عالياً.

وحول كيفية تحويل الرياضة إلى صناعة في السلطنة قال البرواني: المدخلات التقليدية الحالية للنوادي لا تولد من الرياضة، فيجب الاستغناء عن الطرق التقليدية في التعامل مع الأندية الرياضية وإيجاد أساليب جديدة ذات عائد ومردود اقتصادي من الرياضة، فينبغي جلب المتخصصين وإيجاد حاضنات علمية اقتصادية، ويجب توفير غطاء قانوني يكفل تحويل الرياضة إلى صناعة، كما يجب أن يحدد برنامج لصناعة الأبطال في شتى المجالات الرياضية، كما يمكن الاستفادة من دول ذات خبرات في الجانب الرياضي مع الأخذ في الاعتبار ما هو مناسب للطبيعة العمانية.
وأضاف: من الأهمية الاعتناء بالرياضة المدرسية، مقترحاً أن يشرك القطاع الخاص في اكتشاف المواهب منذ سن مبكر في المدارس.
وأشار نائب رئيس لجنة الشباب والموارد البشرية إلى ضرورة توفير كل السبل التي من شأنها صناعة أبطال في شتى المجالات الرياضية، لافتا أن معظم رياضيي السلطنة هم من الباحثين عن عمل، فيجب على أقل تقدير توفير الاستقرار الوظيفي للرياضي، منوها إلى أن هناك ولايات تشتهر ببعض الرياضات، ومن ذلك على سبيل المثال ولاية إبراء التي تشتهر بكونها ولادة لأبطال ألعاب القوى، وكذلك الجبل الأخضر الذي يعتبر مكانا مناسبا لصنع أبطال في رياضة الجري.
وكان مجلس الشورى قد ناقش صباح أمس الأحد بيان وزير الشؤون الرياضية معالي الشيخ سعد بن محمد بن سعيد المرضوف السعدي، وذلك في الجلسة الاعتيادية العاشرة لدور الانعقاد السنوي الثاني (2016-2017م) من الفترة الثامنة للمجلس (2015/‏‏2019م) برئاسة رئيس المجلس سعادة الشيخ خالد بن هلال المعولي وبحضور أصحاب السعادة أعضاء المجلس والأمين العام للمجلس سعادة الشيخ علي بن ناصر المحروقي.

بيان وزير الشؤون الرياضية

وقد قام وزير الشؤون الرياضية معالي الشيخ سعد بن محمد المرضوف السعدي بإلقاء بيان وزارته مستعرضاً محاوره المختلفة المتعلقة بالواقع الرياضي في السلطنة. إذ ناقش البيان إستراتيجية الرياضة العمانية، التي ترتكز في تحقيق رؤيتها «نحو مجتمع رياضي» على ثلاثة محاور متكاملة هي: الرياضة للجميع من أجل مجتمع صحي وسليم، والارتقاء بمستوى المنتخبات الوطنية، وتفعيل دور القطاع الرياضي للمشاركة الفاعلة في مسار التنمية الشاملة.
كما تضمن الحديث عن الاتحادات واللجان الرياضية، حيث حرصت الوزارة على مواصلة دعم ومساندة الاتحادات الرياضية، وقد بلغت مخصصات الاتحادات واللجان الرياضية العام 2016 عشرة ملايين ومائة ألف ريال عماني.
وفي محور رياضة ذوي الإعاقة، أكد معالي الوزير أن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- تفضل وأمر بإنشاء نادي الأمل، وهو ناد رياضي متخصص، تمارس عليه الآن كافة الأنشطة الرياضية لذوي الإعاقة بوجود العديد من الكوادر الفنية المتخصصة، وتتكون مرافق النادي من ملعب لكرة القدم وصالة رياضية وحمام سباحة وسكن وتجهيزات خاصة.
كما استعرض معالي الوزير الأندية الرياضية المنتشرة في جميع محافظات السلطنة والبالغ عددها (44) ناديا، وكذلك الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها.
وحول الدعم المقدم لها، أكد معالي الوزير أن الوزارة تحرص على مواصلة دعم أنشطة الأندية الرياضية الفنية والإدارية والمالية، وذلك من خلال حزمة من التدابير والحوافز. وتناول معاليه أنواع الدعم الذي تقدمه الوزارة للفرق الأهلية الرياضية بما يساهم في تحقيق أهدافها بالمجتمع، مشيرًا إلى أن الوزارة قامت بالتنسيق مع وزارة الإسكان لوضع ضوابط تسمح للفرق الأهلية باستثمار جزء من الأراضي المخصصة لها.

مناقشات أصحاب السعادة

أعضاء مجلس الشورى

بعدها فتح باب النقاش أمام أصحاب السعادة أعضاء المجلس لمناقشة المحاور التي جاءت في بيان معاليه، حيث تم طرح العديد من التساؤلات والاستفسارات والملاحظات التي تركزت معظمها على الدعم المالي المقدم للأندية والفرق الرياضية من قبل الوزارة، ودور الوزارة في تعزيز الاستثمارات في الأندية بما يحقق لها الاعتماد الذاتي على مواردها المالية، كما أشار أصحاب السعادة إلى أهمية وجود قانون رياضي شامل ينظم استثمارات الأندية ويحدد اختصاصات وأدوار الهيئات والاتحادات الرياضية. وتساءل أصحاب السعادة كذلك عما تم تحقيقه من أهداف إستراتيجية الرياضة العمانية التي تستمر حتى العام 2020م، وجهود الوزارة في تنفيذ هذه الإستراتيجية وتقييمها، مشيرين إلى أن معظم المهتمين بالشأن الرياضي في السلطنة لا يعلمون عن تفاصيل هذه الإستراتيجية.
واستفسر أصحاب السعادة أيضا عن طبيعة العلاقة بين وزارة الشؤون الرياضية والأندية والهيئات الرياضية في السلطنة مشيرين إلى وجود بعض التداخل في الأدوار والاختصاصات، إلى جانب استفسارهم عن مدى مساهمة الرياضة العمانية في الاقتصاد الوطني ورفع مستوى الدخل المحلي وتشغيل الكوادر البشرية.
كما تحدث أصحاب السعادة عن بعض الصعوبات والتحديات التي تواجه الفرق الأهلية والمطالبة بمنحهم أراض للاستثمار، إلى جانب التطرق إلى الصعوبات التي تواجه الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة والمطالبة بزيادة المخصصات المالية المقدمة لهم.