عندما نسمي الأشياء بمسمياتها

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٦/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:٠٢ ص
عندما نسمي الأشياء بمسمياتها

خميس البلوشي

في هذا الكون الواسع هناك معالم تاريخية وحضارية في شتى المجالات معروفة بمسمياتها الثابتة والتي لا تتغير بحسب الرغبات أو التعاطي اليومي معها باعتبارها شواهد خالدة ويجب أن تُحترم تسمياتها ولا تُحرّف مهما كانت حسن النوايا.. وفي عالمنا الرياضي الكبير هناك مواقع ومعالم رياضية في مختلف دول العالم يعرفها جميع المتابعين والمهتمين بالشأن الرياضي -وحتى غير المهتمين- وهي تمثل رموزاً حضارية لتلك الدول ولها قيمتها المعنوية التي لا يتم التخلي عنها أو تجاوزها.. هذه المقدمة العامة تقودنا إلى الوضع المحلي الخاص فنحن في السلطنة وفي هذا العهد المبارك لجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- نمتلك صروحاً رياضية كثيرة ولله الحمد في مختلف المحافظات، يتقدمها ذلك الصرح الكبير المتكامل مجمع السلطان قابوس الرياضي الذي يقع في ولاية بوشر بالعاصمة مسقط وهو معروف لكل من يقيم على أرض السلطنة ومعروف بالتأكيد للاتحادات القارية والدولية والمنتخبات والأندية الخارجية، سواء في لعبة كرة القدم أو الألعاب الأخرى وهو منشأة رياضية عريقة تأسست قبل أكثر من ثلاثين عاماً وتقدم خدماتها سنوياً لأعداد كبيرة من الرياضين.. في السنوات الأخيرة ومن خلال العمل اليومي ولكثرة المناسبات والأحداث الرياضية التي يستضيفها هذا الصرح الكبير ومن خلال المخاطبات وجداول المسابقات المختلفة وحتى من خلال بعض الطرح الإعلامي تم وبحسن نية غير مبررة (اختصار وتعديل وتغيير وتبديل) الاسم إلى مجمع بوشر بدلاً من الاسم الرسمي الذي نعرفه جميعاً وهو أمر غير محبب ولا يجب أن يستمر لأن الاستمرار يعني مواصلة الخطأ وهذه المرة بِسوء نية.. استغرب فعلاً من كتابة اسم (مجمع بوشر) في بعض الجداول الرسمية للمسابقات المحلية التي تقام منافساتها على منشآت المجمع ويبدو أن ذلك من باب الاختصار لكن هذا الاختصار ليس في مكانه وغير مقبول خاصة من أهل المجال الرياضي المحلي! نعم يقع هذا المجمع في ولاية بوشر لكنه ليس بمجمع بوشر ومع كل أسف صار هذا الخطأ شائعاً وصل لبعض المعلقين في القنوات الرياضية العربية أو حتى في التغطيات الصحفية لبعض الصحف الخليجية والعربية.. جميع الدول تفتخر بمنجزاتها في جميع المجالات ولا شك أن مجمع السلطان قابوس الرياضي هو أكبر المنجزات الرياضية والشبابية في السلطنة، ويكفي أنه يحمل اسم القائد المفدى -أعزه الله وأبقاه- ولذلك وجب علينا أن نكون واضحين ونسمي الأشياء بمسمياتها.. الأمر لا يترك للأهواء الشخصية أو محاولة القفز فوق الأشياء.. دعونا نأخذ الحال الخليجي مثالاً في هذا الشأن.. هل سمعتم بأي اسم آخر لاستاد الملك فهد في الرياض أو اسم آخر لملعب مدينة زايد الرياضية في أبوظبي أو اسم آخر لاستاد جابر في الكويت أو اسم آخر لاستاد خليفة في الدوحة وغيرها الكثير من الأمثلة؟ المكان الذي يحمل أسماء القادة والشخصيات الكبيرة لا يتغير مسماه مهما كانت الأسباب ما لم يكن هناك شي رسمي واضح في هذا الخصوص.. والأمر ينطبق حتى على المعالم الرياضية الأخرى فنحن نعرف ملعب ويمبلي في إنجلترا وسانسيرو في إيطاليا والكامب نو في إسبانيا هل يستطيع أحد تغيير هذه الأسماء في الطرح الإعلامي مثلاً أو في المخاطبات ؟ نعود محلياً لا بأس ونسأل هل يستطيع أحدنا أن يسمي استاد السيب باسم ثانٍ؟! وهل يحق لنا مثلا أن نسمى المستشفى السلطاني مستشفى بوشر لأنه يقع في ولاية بوشر؟! كل شيء واضح لكنه يبدو أننا نحب الاختصار واستسهال الأمور حتى أصبح خطأ شائعاً لدى الكثيرين.. لا أطرح هذا الموضوع من باب البساطة فهو أكبر بكثير من محاولة الاختصار، فالاستمرار يعني اختفاء الاسم الرسمي تدريجياً خاصة في وسائل الإعلام التي تدخل كل البيوت وتصل إلى الملايين.. هو مجمع السلطان قابوس الرياضي وليس مجمع بوشر.. هل وصلت الرسالة؟!