مسقط -
تحتفل مدارس السلطنة صباح اليوم (الأحد) بمناسبة يوم المعلم العماني الذي يصادف الرابع والعشرين من شهر فبراير من كل عام، والذي يأتي تكريما واحتفاء بجهوده المخلصة التي يقدمها لخدمة العملية التعليمية.
وبهذه المناسبة وجهت وزيرة التربية والتعليم معالي د.مديحة بنت أحمد الشيبانية كلمة إلى الهيئة التدريسية والإدارية والعاملين في الحقل التربوي قالت فيها: يطيب لي ونحن نحتفي في الرابع والعشرين من فبراير بيوم المعلم أن أوجه إليكم كلمتي تقديرا لدوركم في تربية الأجيال، وتعليمهم وإعدادهم لغد أفضل، ومستقبل أكثر إشراقا لهم ولهذا الوطن العزيز، مثمنة جهودكم المخلصة، وتفانيكم في أداء رسالة التربية والتعليم، فكل عام وأنتم بخير، وبلدنا عمان ينعم بالتقدم والرخاء والأمان.
وأكملت معالي الدكتورة الوزيرة قائلة: إن النهوض بالمستويات التحصيليّة لأبنائنا الطلبة، وإعدادهم إعدادا عصريا يلبي الحاجات الوطنية والتوجهات المستقبلية، ويواكب مستجدات العصر سيظل على رأس أولويات الوزارة التي لن تدخر جهـدا لتحقيقها، ومتابعة مؤشراتها للارتقاء بها في ضوء ما يستجد من مواصفات جودة التعليم، وفي هذا السياق يسرني أن أغتنم هذه الفرصة لأوجه لكم جزيل الشكر على ما بذلتموه من جهود لرفع مستوى أداء الطلبة في مادتي الرياضيات والعلوم في الدراسة الدولية (TIMSS 2015)، حيث صُنّفت السلطنة خلال الدورة الحالية بأنها من الدول التي حققت ارتفاعا في مــــتوسط الإنجاز عالميا، لذا فإن ثقتنا أيها الإخوة والأخوات كبيرة في تضافر جهـودكم، وحسن استفادتكم من نتائج هذه الدراسة ومعطياتها في تقييم الأداء لتحقيق الأهـــداف التربوية المرجوة، والارتقاء بمستويات أبنائنا، ومساعدتهم في اللحاق بأقرانهم لاكتساب المهارات والمعارف اللازمة، وتنــــمية مهاراتهم وصقل مواهبهم، وتدريبهم على التفكير العلمي المنظم.
وحول تطوير أداء المعلمين وتحفيزهم أشارت معاليها: تقديرا من الوزارة لأصحاب المبادرات من المعلمين الذين يسهمون في تطوير أدائهم وتنمية قدراتهم، فقد ارتأت تطوير معايير تكريم المعلمين في الحقل التربوي، سعيا إلى تطوير ممارساتهم العملية، وتشجيع أفكارهم الإبداعية، ونقل تجاربهم الناجحة للآخرين من زملائهم، وبث روح المنافسة والابتكار فيما بينهم، بما يعود بالنفع والفائدة على أبنائنا الطلبة والطالبات وينعكس إيجابا على مستوياتهم التحصيلية.
واستطردت معاليها: وفي إطار الخطط الهادفة إلى تطوير أداء المعلمين تبذل الوزارة جهودا متواصلة، وذلك عبر ما تنفذه من برامج التدريب والإنماء المهنيّ المستمرة، كما تسعى بالمُتاح من طاقاتها إلى تلبية حاجاتهم المهنية، فقد تم إقرار الإطار الوطنيّ العماني لمهنة التعليم في السلطنة بما يتسق مع التطلعات الوطنيّة الرامية إلى الارتقاء بمستوى التعليم في السلطنة، وتجويد عناصر منظومته وأبرزها تطوير أداء المعلم وفق أفضل الممارسات الدولية.
وأوضحت معالي الدكتورة الوزيرة أن التحديات الاقتصادية التي ألقت بظلالها على الأنظمة التعليمية في العديد من دول العالم تتطلب منا خلال المرحلة القادمة بذل مزيد من العطاء المثمر، من خلال إيجاد طرق فاعلة وأساليب مبتكرة، واقتراح بدائل تربوية للتعامل مع جميع تلك التحديات، وتبني ثقافة الاعتماد على النفس، وغرسها في نفوس الطلبة، وتعزيز قيم التعاون والعطاء والعمل التطوعي؛ ليكونوا قادرين على مسايرة عصرهم، ومواجهة تحدياته وتحولاته.
واختتمت وزيرة التربية والتعليم معالي د.مديحة بنت أحمد الشيبانية كلمتها قائلة: لقد أثبت بعض أبنائنا الطلبة والطالبات بأنهم يمتلكون قدرات تؤهلهم لمنافسة أقرانهم على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ويحدونا الأمل بأن تتواصل مسيرة التعليم في طريق النجاح من خلال دوركم الفعال بغرس حب العلم في نفوس أبنائكم الطلاب، وتدريبهم على البحث والاستقصاء والتعلم الذاتيّ المستمر، وتشجيعهم على المناقشة والحوار، وإكسابهم قيم المواطنة الصالحة القائمة على صدق الولاء والانتماء، والاعتزاز بالوطن وقيادته، والحفاظ على منجزات حاضره المشرق، ختاما أهنئكم مرة أخرى بهذه المناسبة العزيزة، سائلة المولى عزّ وجلّ أن يعز بلادنا، ويحفظ مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظّم -حفظه الله ورعاه، وأن يطيل في عمره سندا لهذا الوطن العزيز، وفقنا الله جميعا وسدّد خطانا لما فيه الخير والصلاح، وكل عام وأنتم بخير.
من جانبه تحدث وكيل الوزارة للتعليم والمناهج سعادة د. حمود بن خلفان الحارثي قائلا: نهنئ في هذا اليوم جميع المعلمين والمعلمات في أنحاء السلطنة بهذه المناسبة التي تعود أهميتها لكونها احتفاء وتكريماً للمعلم العماني الذي يمثل أساس مهنة إعداد الأجيال وبناء الكوادر المؤهلة لخدمة الوطن، ونحن اليوم نشعر بالفخر لما حققه المعلم العماني وكلنا ثقة في إمكانياته ومهاراته لإعداد جيل واع متسلح بالعلم والمعرفة، والوزارة بدورها حريصة على توفير مختلف السبل في سبيل رفع إمكانياته في جوانب الإنماء المهني، بجانب إشراكه في تطوير المنهج المدرسي الذي يسهم من خلاله المعلم بخبراته وآرائه فهو الشريك الأساسي في عملية التطوير في المنظومة التعليمية.
وحول المعايير الجديدة التي وضعتها الوزارة لتكريم المعلم خلال هذا العام أشار سعادة د.الوكيل قائلا: تم خلال هذا العام تعديل وثيقة تكريم المعلم، وفق أربعة محاور أساسية تقوم عليها عملية تقييم المعلم المستحق للتكريم، وهي: الأداء التعليمي، والرعاية الطلابية، والمشاريع العلمية والتقنية، وتطوير الأداء اللغوي، بحيث يتم تكريم المعلم من خلال المبادرات التي يقدمها في هذه المحاور، ويتم تقييم المبادرة من قبل اللجنة المعنية والتي تنظر لجوانب مختلفة منها: مدى الاستفادة من المبادرة وإمكانية تعميمها، وآلية منهجيتها وغيرها من المعايير؛ حيث حرصت الوزارة من خلال وضع هذه المعايير إلى تشجيع المعلم وتحفيز مهاراته بما يسهم في تطوير العملية التعليمية ليس على مستوى التحصيل الدراسي للطالب وحسب وإنما في جانب الرعاية الطلابية، وربط المدرسة بالمجتمع الخارجي، وابتكار وسائل تعليمية جديدة قابلة للتطبيق، كما وتشمل فئات التكريم التكريم الشرفي للمعلمين ممن خدموا في التعليم لمدة طويلة وكانت لهم بصمة واضحة في هذا الجانب، وحرصت الوزارة على رفع مستوى الجوائز المقدمة للمعلم سواء على مستوى ديوان عام الوزارة من خلال الحفل السنوي الذي تعقده الوزارة احتفاء بهذه المناسبة، أو على مستوى مديريات التربية والتعليم في المحافظات؛ ليكون ذلك حافزاً للمعلمين لتقديم مبادرات تخدم الحقل التربوي.