محمود بن سعيد العوفي
alaufi-992@hotmail.com
تمكنت شرطة عمان السلطانية منذ انطلاقتها في البلاد من تحقيق الأمن والاستقرار، عبر استراتيجية متكاملة نالت تزكية، وإعجاب الجميع، واعتبرت مثالا يحتذى، ويعتبر يومها السنوي الذي يصادف الخامس من يناير من كل عام، محطة انطلاق لمزيد من التقدم والتطور في العمل الشرطي، الذي يرتكز دائما على مقومات جادة ومنهجية واضحة، مستلهمة من التوجيهات السامية لمولانا جلالة السلطان المعظم القائد الأعلى لشرطة عمان السلطانية - حفظه الله ورعاه - الأمر الذي جعلها تتبوأ مكانة مرموقة في منظومة العمل الوطني طوال مسيرة النهضة المباركة.
لم يعد دور شرطة عمان السلطانية ذلك الدور التقليدي المتمثل في توفير الأمن والاستقرار في المجتمع، وإنفاذ القانون ومحاربة الجريمة فحسب، بل أصبحت تقوم بالعديد من الوظائف والخدمات الاجتماعية، التي ترتبط بالمواطن ارتباطا وثيقا، وتسهل عليه تسيير أموره اليومية والحياتية، مستفيدة من التطور التكنولوجي الحاصل اليوم، بخاصة في مجال الاتصالات، والشبكة العنكبوتية، ومواقع التواصل الاجتماعي، من أجل نشر الطمأنينة والسكينة بين المواطنين الذين يظل أمنهم غايتهم السامية.
وقد حققت شرطة عمان السلطانية خلال مسيرتها التي تشار إليها بالبنان منجزات عديدة حافلة بالتطور والريادة، سواء كان على صعيد الأداء العالي الذي يلمسه المواطن والمقيم من خلال الخدمات المتطورة التي تقدمها ضمن إطار اختصاصها، أو من خلال المنشآت والمباني الشرطية التي تهدف إلى نشر مظلة الأمن والأمان في كافة محافظات السلطنة، وبالتالي أصبحت المهام والأعمال الشرطية تؤدى بمستوى عال من الجودة، نتيجة الاهتمام المباشر بالكادر البشري، وتوفير كافة المتطلبات التي تعينه على أداء المهام الموكولة إليه بكل ثقة واقتدار.
واستطاع جهاز شرطة عمان السلطانية ان يؤسس الكثير من المبادئ والخطط والاستراتيجيات ومن بينها مبدأ الشراكة المجتمعية "كلنا شرطة" الذي صار واقعا يوميا ونمطا حياتيا في عمل رجال الشرطة، والشرطة النسائية، بحيث أصبحت الشراكة مع الكثير من مؤسسات المجتمع المدني وفعالياته، أمرا معتادا، اإنطلاقا من أن تحقيق الأمن مسؤولية وطنية، عبر تفاعل وشراكة حقيقية، هدفها أمن الوطن الأبي.
وفي يومها السنوي الأغر فرصة سانحة للتعبير عن العرفان والتقدير الكبيرين لدور وإسهامات شرطة عمان السلطانية في خدمة عمان بروح وطنية عالية، بما يحفظ للوطن أمنه واستقراره، ويصون مقدراته ومكتسباته، حيث لا يخفى على الجميع إن ما وصل إليه جهاز الشرطة من تقدم وتطور ومهنية عالية، أسهمت بفضل من الله والجهود المخلصة والعطاء الكبير لمنتسبيه الأوفياء بمختلف مواقعهم في حفظ أمن الوطن، والسلم والاستقرار الاجتماعي، وصون أرواح وممتلكات المواطنين والمقيمين والزوار، فلهم منا كل التحية.
وختاما، فإن شعور المواطن بوجود رجل الأمن لصالحه ولتحقيق أمنه واستقراره وأن هدفه السامي صد كل المخاطر المحدقة به، يجعله يتعاون بصورة كبيرة وبأريحية وانسجام، ليكون شريكا رئيسيا في تحقيق الأمن لمجتمعه، وهو بذلك يسهم في حاضر وطنه ومستقبله لكون الأمن الركيزة الأساسية للتنمية التي تحقق للفرد والمجتمع، الرفاهية والتقدم والازدهار.
كل عام وشرطة عمان السلطانية في تقدم وازدهار، وهي تخطو بثبات نحو مستقبل مفعم بتحقيق المنجزات في كافة المستويات.