مسقط - سعيد الهاشمي
قال المدير العام لمكتب حفظ البيئة ياسر بن عبيد السلامي إن مشروع المها العربية مشروع وطني، وأن المكتب يسعى من خلال عدة دراسات علمية لوضع خطة أو برنامج في كيفية إعادة المها العربية إلى الطبيعة وفقا للتوجيهات السامية لمولانا جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- مؤكدا أن البرامج المقبلة للمكتب ستدرس بطرق علمية، وستكون مبنية على نتائج تلك الدراسات.
وأضاف السلامي في تصريحات خاصة لـ «الشبيبة»: إن هذه الدراسات تعد أولى الدراسات العلمية التخصصية في المجال الجيني للمها العربية منذ العام 1978، حيث بينت التباين الجيني للكائنات الموجودة، وفي ضوء التوصيات الواردة في الدراسة سيعمل المكتب على الحفاظ على السلالات العمانية مع وجود التنوع الجيني للمجموعة ككل.
تضمنت الدراسات التي أجريت على المها العربية عدداً من التوصيات وهي إجراء دراسة اجتماعية واقتصادية مع المختصين بجامعة السلطان قابوس على سلوك منتهكي الحياة الفطرية والظروف وراء الاعتداءات البيئية.
وأيضا دراسة سلوك المها العربية في الأسر واختيار نخبة لتأهيلها للإطلاق، وإقامة مشروع بحثي مع مركز بحوث الصحة الحيوانية لدراسة وبائيات الأمراض المعدية للمها العربية، وتطبيق التقنية الحــــديثة (الــــشرائح الدقيقة) لمتابعة ومراقبة الحيوانات وتتبعها بقاعدة البيانات المركزية، وتسهيل عملية اقتناء المـــــها العربية للهواة بتطبيق الشروط، وكذلك تفعيل السياحة البيئية والاستفادة الاقتصادية من هذا المجال.
وعن سؤال «الشبيبة» حول رؤية المكتب للسياحة البيئية أكد السلامي أن المكتب يشجع السياحة البيـــــئية ويدعمها وتستقبل المحميات الــــتابعة للمكتب الزوار يومياً، ولكن هذا الجانب يحتاج إلى دعم أكثر مستـــــقبلا، لافتا إلى أهمية وجود مرافق خدمية في تلك المحميات لخدمة الزوار. تخصصي أول صون الطبيعة بمكتب حفظ البيئة قيس بن عبـدالله الرواحي قال لـ«الشبيبة»: المها العربية نوع من أصل خمسة أنواع من المها، تنتشر في السلطـــنة بمحيط جغرافي يمتد من جنوب أدم إلى نهاية وادي ميثان بمحافظة ظفار، وأن أعداد المها العربية حالياً في حظائر السلطنة 658 رأسا من أصل 18 رأسا تم استقدامها من الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيهات من حضرة صاحب الجـلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في سنة 1980.
وأضاف الرواحي: أعلن العام 1972عن آخر قطيع موجود في براري السلطنة في جدة الحراسيس بعد القضاء عليه، بعدها تم نقل مجموعة من المها العربية إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتشكيل قطيع عالمي هناك، بعدها تم استرجاع 18 رأساً من المها العربية المولودة في أمريكا إلى السلطنة لإعادة إطلاقها في براري السلطنة في محمية الكائنات الحية والفطرية، مشيراً إلى أن أعداد المها العربية تزايدت فبعد أن كانت 18 رأساً في العام 1980 أصبح مجموعها في الحظائر 658 في 2016 عدد الذكور منها 283 والإناث 361 وعدد المواليد منها 14 مولوداً. وأكد الرواحي أن جهوداً كثيفة بذلها المختصون في مكتب حفظ البيئة لعمل دراسات ومسوحات صحية وبيئية لهذه الحيوانات لإكمال المشروع وإعادة توطينها، حيث قام المكتب مؤخراً بثلاث دراسات تهدف إلى تحديد انتشار الأمراض الطفيلية في هذه الحيوانات وتحديد أنواع هذه الطفيليات، وأيضا دراسة جينية لقطيع المها العربية بمحمية الكائنات الحية والفطرية هدفت لدراسة التغير الجيني في أجيال المها العربية وقد تم أخذ مجموعة من العينات من القطيع العالمي ومجموعة أخرى من داخل المحمية وتمت مقارنتها ومعرفة أسلاف «أصل» المها الموجودة اليوم. وقال الرواحي إن النتائج أظهرت أن القطيع الحالي الموجود جاء من أصل ثلاث مجموعات مختلفة وقد شكل مجموعة جديدة. وأوضح الرواحي أن المكتب في سعي لإكمال المشاريع والدراسات بالتعاون مع مركز الدراسات الوراثية الحيوانية والنباتية بمجلس البحث العلمي في ثلاثة مشاريع، أولها تكوين بنك جيني للحيوانات البرية بهدف تكوين قاعدة بيانات مركزية للتـــــسلسل الوراثي لهذه الحيوانات في السلطنة، والمشروع الآخر يهدف إلى تكوين الخارطة الجينية للمها العربية بتعاون مع جامعة سدني الأسترالية، كما يعتزم المكتب عقد مؤتمر عالمي يُعنى بالدراسات البيئية لصون الحيوانات البرية.