الأنبار – ش – وكالات
كشف نائب رئيس مجلس محافظة الانبار، فالح العيساوي، يوم أمس الاحد ، عن وجود 10 آلاف عائلة محاصرة داخل الفلوجة، من قبل تنظيم داعش، دون وصول أية مواد غذائية أو طبية لهم.
وقال العيساوي، في مؤتمر صحفي إن "قوات الجيش والعمليات المشتركة فتحت قبل 72 ساعة منفذين لعبور الأهالي، الأول باتجاه منطقة الفلاحات بالخالدية، والآخر باتجاه عامرية الفلوجة، لخروج العائلات كافة من المدينة التي تعاني من نقص في الغذاء والمستلزمات الطبية".
وأضاف أن "داعش منع كل العائلات الموجودة في الفلوجة إلى هذه اللحظة من الخروج إلى المنافذ التي حددتها العمليات المشتركة"، موضحا أن "التنظيم يستخدم أبناء الفلوجة من الرجال والنساء والأطفال والعجز دروعا بشرية امام تقدم قواتنا الأمنية".
وتابع "داعش يرتكب الآن مجزرة كبيرة بحق أهلنا في مدينة الفلوجة، عندما يقوم بقتلهم وتهجيرهم ويمنع دخول الغذاء اليهم ويمنعهم من الخروج عبر المنافذ الأمنة التي فتحتها القوات المشتركة"، شاكرا "قيادة العمليات المشتركة على تلبية النداء وفتح الممرات الأمنة".
ومضى نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار بالقول "أضع مصيبة أهالي الفلوجة أمام الأمم المتحدة والدول العربية وكل المنظمات المعنية، بأن هناك 40 ألف شخص اليوم من مختلف الأعمار يعانون بسبب حصار داعش ومنعهم من الخروج، دون غذاء أو مستلزمات طبية".
وأكد العيساوي، “لم يبق أمامنا إلا خيار واحد هو الاستعداد، والوقوف وإسناد قواتنا من الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب وأبناء العشائر من أجل التهيؤ لاقتحام المدينة وفك أسر الأهالي الموجودين داخل المدينة".
ميدانيا؛ أفاد قائد عمليات الأنبار يوم أمس الأحد، أن تنظيم “داعش” الإرهابي أعدم 12 مدنيًا بينهم نساء وأطفال شرق الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار غربي العراق. وصرح اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، أن التنظيم قام بإعدامهم بعد إعتقالهم أثناء محاولة الفرار من منطقة جويبة والوصول إلى المناطق الخاضعة لسيطرة القوات العراقية في الجهة الغربية.
وكانت قيادة عمليات الجزيرة أعلنت أمس الأحد، إخلاء سبيل 71 مدنياً أغلبهم أطفال كانوا محاصرين غرب مدينة الرمادي. وقال اللواء علي إبراهيم دبعون، أن” القوات الأمنية تمكنت من اخلاء سبيل 71 مدنياً أغلبهم أطفال كان يحاصرهم تنظيم داعش في قضاء هيت والقرية العصرية التابعة للقضاء".
وفي السياق؛ قتل 44 عنصرا من "داعش" ودمرت 7 سيارات مفخخة يقودها انتحاريون أمس الأحد شمالي مدينة الرمادي. وقال المحلاوي إن "قطعات عسكرية من الفرقة العاشرة في الجيش العراق وبمساندة مقاتلي العشائر بالحشد وبالتنسيق مع طيران التحالف الدولي تمكنت خلال الـ 24 ساعة الفائتة من صد هجمات متفرقة لتنظيم داعش عند القاطع الشمالي لمدينة الرمادي".
وأضاف المحلاوي: "الحصيلة النهائية لصد الهجمات بلغت 44 قتيلا من تنظيم داعش، كما دمرت سبع عربات مفخخة يقودها انتحاريون". وكان المحلاوي أعلن، أمس الأول صد هجوم لتنظيم "داعش" على مقر الفرقة العاشرة شمالي الرمادي بعد تدمير ثلاث سيارات مفخخة ومقتل العشرات من عناصر التنظيم.
وعلى صعيد آخر؛ حذر رئيس مجلس النواب العراقي د. سليم الجبوري من النعرات الطائفية كادت تعصف بالسلام المجتمعي للشعب العراقي وتهتك وحدته، وقال "إن الطائفية واحدة من الظواهر الغريبة على الشعب العراقي، فلم يشهد في أي مرحلة من مراحل دولته الحديثة تنابز بها أو تحكمت بسلوكه أو حددت نظامه الاجتماعي أو أثرت في تكوينه، لكنها بعد عام 2003 لأسباب داخلية وخارجية كادت أن تحيد بالشعب عن وحدته، فمزق بعض صحائفها ومازال عليه أن يزيل ما تبقى من بثورها كي يستعيد عافيته ووحدته التامة ويستعيد العراق دوره الريادي في المنطقة والعالم".
جاء ذلك في كلمة الجبوري أمس الأحد، في بغداد خلال افتتاح المؤتمر الوطني لحماية التعايش السلمي وحظر الكراهية ومكافحة التطرف والإرهاب. وقال إن "الإسلام جاء برسالة واحدة إنسانية شاملة لإقامة عالم تسوده العدالة والأخوة والمساواة والتكافل، وليست به طائفية من أي نوع كان، وإن عمد مزيفو التاريخ الإسلامي إلي دس الغلو والتطرف اللذين استحالا إرهابا متوحشا ونزعات دموية، لتحويل الإسلام من رسالة ربانية إلي أحداث ووقائع شخصية بالغ المزيفون في إضفاء البغضاء والكراهية في متونها.
ونبه إلى مخاطر إثارة النعرات الطائفية التي كان من أهم نتائجها الإرهاب، ومن تأليب العراقيين على بعضهم، كي يتمكن الآخر المتربص الطامع أن يعبث بوطنهم وينهب ثرواتهم ويحولهم إلي شتات متناحر ضعيف هزيل تأخذه الريح حيثما تشاء وتسوقه العواصف حيثما تبتغي.