5 مؤشرات على تخبط إدارة ترامب

الحدث الأربعاء ٢٢/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:١٥ ص
5 مؤشرات على تخبط إدارة ترامب

مسقط – محمد البيباني

الفترة القصيرة التي قضاها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالبيت الأبيض بعد تسلمه مهام منصبه الشهر الفائت، أكدت أن سمتها الأساسية هي عدم الانسجام بين الإدارة الأمريكية الجديدة ومعاناتها من مظاهر عديدة من الارتباك والتخبط..

من جهة وبعد خسارته مستشاره للأمن القومي مايكل فلين في فضيحة تتعلق باتصالاته مع روسيا، ما زالت آلاف الوظائف في إدارته شاغرة.
ومن جهة أخرى ومن مظاهر التخبط أيضاً تأكيد وزير الدفاع جيم ماتيس، أن الجيش الأمريكي لم يتأثر بالاضطرابات المتتالية خلال الشهر الأول من ولاية ترامب علاوة على تبرؤه من تصريحات ترامب نفسه بشأن استيلاء الولايات المتحدة على نفط العراق.
وأخيراً حديث ترامب الأخير عن اعتداء توهم أنه حدث في السويد... كل هذا يؤكد أن الولايات المتحدة أمام إدارة غير مسبوقة تعاني مظاهر عديدة للتخبط.
«الشبيبة» تستعرض في هذا التقرير المؤشرات الخمسة على معاناة إدارة ترامب:

فوضى عارمة

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن هناك فوضى عارمة في البيت الأبيض، بسبب تخبط إدارة الرئيس دونالد ترامب، كاشفة أن آلاف الوظائف في إدارته ما زالت شاغرة.

وأضافت الصحيفة أن الموظفين العموميين يعانون جرّاء التعامل مع فرق غير مدرّبة عيَّنها البيت الأبيض لإدارة وكالات فيدرالية ريثما يصل الموظفون المعنيون الدائمون، وتحدثت الصحيفة عن مظاهر فوضى أخرى على مستوى العمل اليومي في البيت الأبيض.

وتابعت أن ترامب خسر أيضاً مستشاره للأمن القومي مايكل فلين في فضيحة تتعلق باتصالاته مع روسيا قبل تنصيب الرئيس الأمريكي.

«متشددة وعسكرية»

صحيفة «بيلد» الألمانية، وصفت أيضاً إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ«المتشددة والعسكرية» في آن واحد، ورجحت عدم استمرارها طويلاً، في ضوء اضطرارها لإقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي الجنرال مايكل فلين.

وأضافت الصحيفة أن ترامب استعان بعدد كبير من الجنرالات السابقين ضمن إدارته؛ لإظهار أنه الرئيس القوي لأمريكا، إلا أن رئاسته اتسمت بالفوضى منذ البداية.
وتابعت «إقالة فلين هي ثاني هزيمة كبرى للرئيس الأمريكي، بعد إلغاء إحدى المحاكم قراره حول منع دخول رعايا سبع دول مسلمة إلى الولايات المتحدة».
واستطردت الصحيفة «إقالة فلين أيضاً هي انتصار للديمقراطية في أمريكا، في وجه الحكومة العسكرية المتشددة التي يرأسها ترامب، والتي لن تنجح فيما يبدو في القيام بمهامها، في ظل التشكيك بشرعية الرئيس الأمريكي الحالي، خاصة أن إقالة فلين أكدت اتهامات الديمقراطيين حول تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية لضمان فوز ترامب».

وزير يتبرأ من تصريحات الرئيس

في السياق نفسه أكد وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس لدى وصوله إلى بغداد أمس الأول الاثنين أن الولايات المتحدة لا تسعى لنهب احتياطي النفط العراقي، في محاولة لتخفيف قلق الشركاء العراقيين من تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وكان ترامب أكد مراراً أنه كان على واشنطن الاستيلاء على النفط العراقي قبل أن تسحب جنودها من هذا البلد في 2011؛ وذلك لتمويل جهود الحرب ولحرمان الجهاديين من مصدر حيوي لتمويلهم، حسب قوله.
لكن ماتيس الجنرال المتقاعد الذي كان حارب في أفغانستان والعراق، سعى لطمأنة العراقيين. وقال: «نحن في أمريكا بشكل عام دفعنا مقابل الغاز والنفط، وأنا على يقين أننا سنواصل القيام بذلك في المستقبل».
وأردف قائلاً: «نحن لسنا موجودين في العراق للاستيلاء على نفط أحد».

وزير الدفاع يعترف بالتخبط

قال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، إن الجيش الأمريكي لم يتأثر بالاضطرابات المتتالية خلال الشهر الأول من ولاية الرئيس دونالد ترامب.

وقال ماتيس للصحفيين في أبوظبي خلال زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط منذ تعيينه وزيراً للدفاع: «أهلاً وسهلاً بالديمقراطية».
ورداً على سؤال حول تصريح لجنرال أمريكي أكد أن الإدارة تعيش «دوامة غير مسبوقة»، قال: «ثمة أحياناً خلافات، وتتسم بشيء من الروح الرياضية أحياناً، وهذا يبقى الشكل الأفضل للإدارة التي شكلناها».
واتسمت الأسابيع الأولى لرئاسة ترامب بالجدل حول صلات محتملة بين الكرملين والبيت الأبيض، ومرسوم يمنع دخول رعايا سبعة بلدان يشكل المسلمون القسم الأكبر من سكانها إلى الولايات المتحدة، لكن القضاء عطّله. لكن لم يحصل أي اضطراب على الصعيد العسكري، كما أكد وزير الدفاع.
وأضاف أن «عمل الجيش هو الحفاظ على البلاد.. حتى تجد الإدارة الطريق الذي ستسلكه. لا يواجه الجيش أي خلل».
وتطرّق الوزير أيضاً إلى الانتقادات المتواصلة للرئيس الأمريكي ضد وسائل إعلام وخصوصاً وصفه بعضها أخيراً بأنها «عدو» للشعب الأمريكي.

اعتداء السويد من نسج خيال ترامب

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء السبت مخاطباً أنصاره إن استقبال اللاجئين أمر خطر بدليل أن السويد البلد المضياف للاجئين، تعرّض لاعتداء مساء الجمعة. لكن المشكلة تمثلت في أن السويد لم تشهد مثل هذا الاعتداء.
وقال ترامب في خطاب حماسي بفلوريدا دافع فيه عن سياسته المناهضة لاستقبال اللاجئين: «انظروا ما يحدث في ألمانيا، انظروا ما حدث مساء أمس (الجمعة) في السويد، مَن كان يصدق ذلك؟ لقد استقبلوا عدداً كبيراً من اللاجئين والآن باتت لديهم مشاكل ما كانت تخطر في بالهم».
كما أشار في خطابه إلى الاعتداءات التي وقعت في بروكسل ونيس وباريس.
ورفضت متحدثة باسم ترامب الرد في مرحلة أولى على استفسار فرانس برس بشأن ما قاله الرئيس عن السويد. وسرعان ما سرت المعلومة الخاطئة على موقع تويتر مع هاشتاج «مساء أمس في السويد» و«حادث في السويد».
ورد رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلت بحدة على تصريحات ترامب متسائلاً «السويد؟ اعتداء؟» ترامب.
ونقل النائب الأوروبي السويدي جونر هوكمارك، تغريدة لأحد مواطنيه قال فيها «مساء أمس في السويد سقط سندويتش ابني في نار مخيم. إنه لأمر حزين».
وتساءل النائب في تعليق «لكن كيف أمكنه (ترامب) أن يعرف بالأمر؟».
وسخرت تغريدات أخرى من ترامب تحت عنوان «خطة سرية لاعتداء في السويد» مرفقة بتعليمات عن كيفية تركيب أثاث شركة ايكيا السويدية الشهيرة.
وتلقى موقع «ناشونال سويدن» الرسمي الذي يتولاه كل أسبوع مواطن، نحو 800 سؤال بهذا الشأن في أربع ساعات.
وردّت المسؤولة عن الموقع لهذا الأسبوع وهي تعمل في مكتبة وربة أسرة «كلا، لم يحدث شيء من هذا القبيل في السويد. لم يحدث هجوم إرهابي البتة».