تحرير الموصل يقترب من الحسم وتزايد المخاوف على المدنيين

الحدث الثلاثاء ٢١/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:١٥ ص

بغداد - لندن - - وكالات

واصلت القوات العراقية أمس الاثنين لليوم الثاني، عمليتها لاستعادة القسم الغربي من مدينة الموصل من المسلحين غداة سيطرتها الأحد على مواقع في جنوب المدينة الواقعة في شمال العراق. وكانت القوات العراقية بدأت أمس الأول الأحد هذه العملية التي يتوقع أن تكون الأشرس في إطار المواجهات التي بدأت منذ أربعة أشهر لاستعادة ثاني المدن العراقية وآخر أكبر معاقل الإرهابيين في البلاد. وذكر قادة ميدانيون أن القوات العراقية استعادت 15 قرية في جنوب الموصل على الطريق المؤدي إلى المطار الذي يشكل أحد أهدافها الرئيسية. وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن أمس الأول الأحد بدء العمليات العسكرية لاستعادة غرب الموصل من تنظيم داعش. وقال: «نعلن انطلاق صفحة جديدة من عمليات «قادمون يا نينوى» لتحرير الجانب الأيمن من الموصل». والموصل التي سيطر عليها تنظيم داعش في يونيو 2014 هي آخر معقل لهذا التنظيم المتطرّف في العراق. ومنها أعلن زعيمه أبو بكر البغدادي دولة «الخلافة» في العام نفسه.

وقال العميد عباس الجبوري قائد قوة الرد السريع لصحفيين من فرانس برس: «حققنا أهدافنا حتى الآن ونتجه ناحية المطار»، بينما أوضح قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، في بيان، أن الحشد الشعبي ساهم أيضاً في التقدم نحو الموصل. من جهته، قال أحد عناصر فرقة الرد السريع إنه يتوقع أن يضاعف الإرهابيون العمليات الانتحارية «لإيقاع أفدح الخسائر كونهم يعرفون أنهم سيموتون بكل الأحوال»، بينما أكد آخر أنه «يتملكهم اليأس». وتحدث مراسل وكالة فرانس برس عن دوي قصف مدفعي وجوي عنيف من تلال البوسيف قرب خط الجبهة على مسافة خمسة كلم من المطار. وغطت سماء الموصل سحابة دخان أسود كثيف، في حين كانت القوافل المدرعة متجهة إلى المطار. وتحذّر منظمات إغاثية من تدهور الظروف المعيشية في الجانب الغربي من الموصل، حيث يحتجز تنظيم داعش نحو 750 ألف مدني.

وقال المجلس النرويجي للاجئين إن نجاح الحملة لن يكون متعلقاً «بعدد القطاعات التي ستتم استعادتها بل بقدرة القوات العراقية وقوات التحالف على حماية المدنيين». من جانبه قال السياسي العراقي البارز «هوشيار زيباري» للصحيفة البريطانية الإندبندنت، إن قوات الجيش العراقي ستنجح في تحرير الجزء الغربي من مدينة الموصل من براثن التنظيم المسلح «داعش»، لكن ذلك سيتم على حساب تدمير المدينة بأكملها. «زيباري» الذي تبوأ منصبي وزير الخارجية والمالية من قبل في الحكومة العراقية، أكد على قدرة الجيش العراقي على استعادة الجزء الغربي من المدينة، لكنه لم يغفل حقيقة مقاومة مليشيات داعش حتى المدى الأخير في الجزء المكتظ بالسكان في المدينة. وأضاف «زيباري» أن مليشيات داعش ستستعد لزحف القوات العراقية الحكومية بسلسلة من القنابل المفخخة، وأوكار مختلفة للقناصة، وشبكة معقدة من الأنفاق، لافتاً إلى أن انتزاع شرق الموصل دمرها، متوقعاً ألا يختلف الأمر في غرب المدينة التي كانت تحتضن وقتاً ما مليوني مواطن عراقي.

وتطرّق «زيباري» إلى سبب آخر يجعله يتوقع مقاومة شرسة من قِبل مليشيات داعش، وهو وجود زعيم التنظيم «أبو بكر البغدادي» في الجزء الغربي من المدينة، نافياً شائعات موته أو إصابته جرّاء عمليات القصف الجوي، مشيراً إلى حماية البغدادي من قِبل مجموعة مدرّبة من القادة الذين خدموا في جيش الراحل «صدام حسين» في إدارات حساسة مثل الحرس الجمهوري والقوات الخاصة.