استغلال فرص التحول الرقمي حاجة ملحة للقطاعات التقليدية

مؤشر الثلاثاء ٢١/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:١٥ ص

مسقط -
تخطت الثورة الرقمية حدود التكنولوجيا لتشمل القطاعات الاقتصادية كافة بما في ذلك مجالات الصناعة، والنقل، والطاقة، والرعاية الصحية والإنشاءات والتي تشكل جزءاً مهماً من الاقتصاد العالمي، حيث تشكل الصناعة 12% من إجمالي الناتج المحلي الأمريكي بحسب البنك الدولي. وتشكل هذه الثورة فرصة وتهديداً في آن واحد، وللاستفادة من الفرص التي تقدمها، على الشركات العاملة في هذه القطاعات أن تحذو حذو الشركات في قطاعات الإعلام والتكنولوجيا والتجزئة من خلال إجراء تغييرات سريعة، وطرح العديد من المبادرات التقنية بتكاليف منخفضة، وإنهاء المشاريع المتعثرة على وجه السرعة، والالتزام بالتحول الرقمي الدائم، المتمثل في تغيير استراتيجياتها، ونماذج أعمالها ونماذجها التشغيلية بشكل جذري ومستمر للبقاء في الطليعة.

340 مليون دولار أمريكي

وتعد هذه الأفكار جزءاً من تلك التي يستعرضها الكتاب الإلكتروني الجديد «تحقيق الأداء المذهل وتعزيزه»، الذي أصدرته مجموعة كونسلتينج جروب مؤخراً. ويتناول الكتاب نشاط الشركة في أكثر من 400 عملية تحول نتج عنها تخفيض للتكاليف بمعدل سنوي بلغ حوالي 340 مليون دولار أمريكي من خلال تطبيق مبادئ رفع كفاءة رأس المال، وخفض التكاليف، وزيادة العائدات، وتحسين كفاءة المؤسسة.

عوائق عديدة تواجه التحول الرقمي

يقول شريك أول لمجموعة كونسلتينج جروب وأحد محرري هذا الكتاب الإلكتروني لارس فايست: «إن التقنيات الرقمية لم تعد حكراً على قطاعات التكنولوجيا، والإعلام والبيع بالتجزئة بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من جميع قطاعات الأعمال. وتستطيع الشركات العاملة في الكثير من المجالات -من خلال العديد من الابتكارات التقنية التي تشمل على سبيل المثال لا الحصر الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات المتقدمة، والطباعة ثلاثية الأبعاد- القيام بالكثير من الأشياء الرائعة وإيجاد مستويات جديدة من القيمة». إلا أن العديد من الشركات العاملة في قطاعات مثل الطاقة، والنقل، والرعاية الصحية ما زالت تنظر إلى التكنولوجيا بمنهجية قديمة غير متجددة تضعهم تحت خطر الإهمال ومن ثم الاندثار.

يبدو الأمر غريباً
وفي هذا الإطار قال شريك أول لمجموعة كونسلتينج جروب وأحد محرري هذا الكتاب الإلكتروني جيم هيميرلينج: «يبدو الأمر غريباً، كيف أن هذه القطاعات ما زالت متحجرة في مواجهة التحول الرقمي وما زالت مرتكزة على ثقافة التوجيه، وتعتمد على نشاط مصادر التخطيط المؤسسي كمراجع لتشغيل شركاتها، وهو عمل يتطلب خمس سنوات منذ الانطلاق وحتى النهاية. إلا أن مثل تلك الشركات التي لا تتفاعل باتجاه التحول الرقمي ستواجه مخاطر متمثلة بهدر المال والوقت».

إطلاق منتجات وخدمات رقمية
إن القطاعات الرائدة مدعوة الآن للتحول باتجاه إطلاق منتجات وخدمات رقمية ورقمنة عملياتها الداخلية، حتى وإن كانت تشعر بعدم الجاهزية. حيث يرى فايست أن: «الشركات الخبيرة تشعر بالراحة عند اتخاذ قرارات سليمة في جو تسوده الضبابية وعدم التيقن، وقامت بإطلاق مشاريع دون أن تكون على دراية فعلية بالنتائج التي ستسفر عنها، واتبعت هذه الشركات مبدأ «الفشل السريع بأقل تكلفة» وذلك من خلال اعتمادها على الاختبارات الرائدة السريعة والنماذج الأولية التي يستطيعون الحصول عليها وتجربتها بشكل سريع ومن ثم اعتمادها أو إهمالها».

بشكل دقيق

يعد التحول الرقمي في المؤسسات أساساً لتحقيق النجاح الرقمي، ويشير الكتاب الإلكتروني إلى بنك عالمي تمت إعادة تنظيمه على هيئة عدد من الشركات الناشئة الصغيرة لإطلاق مجموعة من الخدمات الرقمية لزبائن محددين بشكل دقيق، وهناك شركة من شركات تصنيع السيارات قسمت إدارة تقنية المعلومات بها إلى قسمين: الأول عبارة عن وحدة تقليدية لدعم الحوسبة القديمة، والثاني يشكل منصة سريعة التحرك تستخدم الأدوات الرقمية لدعم المبادرات الجديدة للزبائن.

جاهزة للاستخدام فوراً

على عملية التحول الرقمي، ككل عمليات التحول الأخرى، أن تكون جاهزة للاستخدام فور اعتمادها. وفقاً للمحررين، على كافة التحولات أن تكون جاهزة للاستخدام. وعلى جميع القطاعات الاقتصادية ومن ضمنها التكنولوجيا، والبيع بالتجزئة والإعلام، التي يبدو بأنها تمتلك قدرات رقمية خاصة، أن تمضي قدماً باتجاه التحول الرقمي. حيث يرى هيميرلنج أن: «عملية التحول الرقمي لم تعد مجرد مشروع يمكن مقاربته لخفض التكاليف، إن منهج تغيير وحدة الثورة يتطلب وجود قدرة عالية على التنافس، وتحتاج الشركات اليوم أن تجعل التحول الرقمي جزءاً من ثقافتها، وهي أيضاً بحاجة للتركيز على الموظفين والتكنولوجيا في آن للتأكد من استمرارية تعلم موظفيها وتطوير الكفاءات والمهارات الضرورية ليكونوا أكثر فاعلية في البيئة الرقمية. وتتميز الشركات الناجحة بإدارتها لعدة مشاريع رقمية قيد التنفيذ في آن واحد بحيث يمكنها استخدامها معاً في عملية التحول الرقمي الشاملة. وهذا التحول الرقمي هو من أهم جوانب التحول التي على القادة المشاركة فيه بشكل دائم».