باحث عماني .. يكتشف أقدم كتابات عربية أبجدية في السلطنة

مسقط - ش

العوابي- محمد بن هلال الخروصي

لا شك بأن الإنسان يسعى دائما لأن ينر إلى ماضيه بالتزامن مع مستقبله و يشهد العالم اهتماما متزايدا في الاهتمام بعلوم الآثار و العلوم الإنسانية و خاصة التاريخ و الفلسفة و عمان كونها تمثل ملتقى للحضارات بين آسيا و أفريقيا و معبرا هاما للهجرات البشرية الأولى.

فإننا نسلط الضوء على هذا الجانب من خلال الحديث مع : حارث بن سيف بن حارث الخروصي من ولاية العوابي في محافظة جنوب الباطنة وهو باحث في مجال التاريخ و الآثار وله عدة إصدارات حول الفن الصخري والآثار في عمان والأحجار الكريمة و غيرها والذي قال : أن أهمية عمان في الخارطة الأثرية العالمية تشكل حلقة الوصل بين مناطق حضارية مختلفة في فجر البشرية حيث تشير النظريات الأثرية الحديثة بأن الهجرات الإنسانية التي كانت من أفريقيا باتجاه الجزيرة العربية و من الجزيرة العربية إلى مختلف أصقاع العالم كون الجزيرة العربية تتصل بآسيا والأنضول المتصل باربا و تمثل نقطة و سطى في العالم وتوزعت منها الهجرات البشرية الأولى .

و مع تطور العلم و خاصة علم الوراثة و DNA فإن الأبحاث أشارت إلى أصل واحد للعرق البشري و سمات جينية و وراثية مشتركة بين مختلف شعوب العالم .

مما يعني وجود أصل واحد مشترك , مما يؤيد نظرية الهجرة البشرية . و طبعا فإن المراحل المختلفة من عمر البشرية كانت لها ظروف و سمات تميزها عن المراحل المختلفة .

وعمان تمثل أهمية على طول الخط الزمني لحضارة الإنسانية بسبب موقعها الجغرافي المتوسط و كذلك توفر العديد من الخامات الطبيعية فيها و المياه خاصة في العصور القديمة،وأشار الخروصي بأنه يمكن الاستفادة من الآثار الموجودة في عمان موضحا بأن الآثار هي إرث قومي و ثقافي لكل أمة و يمكن استغلال الإرث الثقافي في تعريف أبناء المجتمع بماضيهم بالإضافة للجانب العلمي المتمثل في تطور الإنسان و استغلاله للخامات المحلية و تواصله مع الحضارات الأخرى، و السبيل الأمثل للمحافظة على ذلك الموروث بتنميته وستغلاله ثقافيا و اقتصادية و فق رؤية ( التمنية المستدامة ) فالمجتمع إذا أحس بأهمية المواقع الأثرية ثقافيا واقتصاديا وقوميا فانه سيسعى بطبيعة الحال إلى ديمومتها .

وما زلنا في عمان بكل أسف لم نصل إلى المرحلة المطلوبة التي تثرى فيها تنمية المناطق الأثرية ثقافيا وسياحيا .
و العالم يشهد اهتماما متزايدا بالجوانب الثقافية و الأثرية فمن الأحرى تمنية المناطق الأثرية في عمان و ضمان ديمومتها .
كان لكم اكتشاف لكتابات عربية موغلة في القدم في وادي السحتن بولاية الرستاق هل لك أن تطلعنا على هذا الجانب ؟ بخصوص الأبجدية العمانية في وادي السحتن فهي أبجدية محلية خاصة بعمان و تعتبر أقدم الأبجديات المعروفة في عمان .
و الأبجديات العربية القديمة انقرضت من العالم و أضحت أبجديات ميتة أي غير مستعملة بعد انتشار الأبجدية العربية الحالية مع ظهور الإسلام الحنيف و الأبجدية العربية الحالية ولدت من خط الجزم الذي ولد من أبجديات نبطية و سريانية .
فالأبجديات العربية تعطينا لمحة عن الحياة في الجزيرة العربية و هنالك اهتمام متزايد بتلك الأبجديات العربية التي تمثل نمط أصيل خاص بالجزيرة العربية .
و تعينا لمحة عن البعد التاريخي و تفند الكثير من النظريات التاريخية فعلى سبيل المثال أشار التاريخ الكلاسيكي العربي إلى هجرة لأزد العرب إلى عمان في عهد الإمبراطور الفارسي دار بن دار بن بهمن بن اسفنديار و اكتشاف خط السحتن يدل بلا مجال للشك بأن الوجود العربي في عمان كان منذ فجر التاريخ و هنا نحن لا نشير إلى تأثيرات قومية بل إلى حقائق و دلائل علمية .
والتاريخ يجب أن لا يؤخذ و كأنه حق مطلق من الكتب التاريخ الكلاسيكية القديمة بل يجب أن تكون كلها معطيات مع الاكتشافات الحالية حتى تكتمل صورة الحقيقة .
ونحن بإطلالتنا على خط السحن فإننا نعطي الآخرين المجال و الحافز للبحث في مناطقهم حول تلك النقوش الأثرية و الكتابات القديمة و التي تشكل جزء من التاريخ الإنساني ويجب أن لا يغفل و يجب أن يظهر للعالم كزء من التراث الإنساني .
وأوضح الخروصي بأن هناك تجاوب من المجتمع حول الآثار ولا شك بأن كل أمة تتطلع إلى المستقبل تبقى متمسكة بالماضي كزء أصيل من هويتها الثقافية .
و في عمان يوجد اهتمام كبير بالجانب الأثري الثقافي , إلا أن عدد الباحثين المهتمين بالجانب الأثري لا يزال قليلا مقارنة مع حجم سلطنة عمان الشاسع .

كذلك أود أن أشير إلى أهمية نشر البحوث الأثرية و عمل التقارير حولها , فعمان غنية بالكثير لكن التقارير و المقالات المتخصصة لا تزال قليلة بل قليلة جدا . مع إننا نعيش عصر التواصل الاجتماعي و أصبح النشر سهلا جدا , كذلك ارجع إلى نقطة سابقة و هي تنمية تلك المواقع مثل إقامة حدائق أثرية يكون لها مردود ثقافي و اقتصادي في ذات الوقت و أيضا متاحف على تلك الآثار و ننميها تنمية مستدامة و نوصلها كما هي إلى الأجيال المقبلة .