مسقط - حمدي عيسى عبد الله
أوضح رئيس الهيئة العامة لحماية المستهلك سعادة د.سعيد الكعبي في تصريح خاص لـ"الشبيبة" أن "الهيئة تولي اهتماماً كبيراً بالجانب التوعوي على اعتبار أن "المستهلك هو خط الدفاع الأول مؤكداً أن هناك انخفاضاً ملحوظاً في عدد الشّكاوى والبلاغات المقدّمة لكافة إدارات الهيئة العامة لحماية المستهلك بالسلطنة التي تلقت 37408 بلاغات العام 2013 ثم تراجع العدد إلى 29189 بلاغاً العام 2014 وواصلت الأرقام تراجعها لتسجل 25156 بلاغاً العام 2015 ثم 22091 بلاغاً العام الفائت، ولعلّ ذلك يعود إلى عاملين مُهمّين، الأوّل يتعلّق بازدياد وعي المستهلك وثقافته الاستهلاكيّة الإيجابيّة نتيجة حملات التوعية والتثقيف المستمرّة التي تقوم بها الهيئة، ولاطّلاعه اليوميّ على أخبار الضبطيّات التي تنفّذها الهيئة والتي تحوي جوانب مفزعة من التجاوزات التي تضرّ بصحّة وسلامة المستهلك، وقد يعود السّبب الآخر إلى حذر (بعض) المزوّدين ومقدّمي الخدمات من القيام بعمليّات التلاعب والغشّ والتدليس والتقليد والتزوير نتيجة ازدياد وعي المستهلكين، وتجنّباً للعقوبات التي يتعرضون لها جرّاء الرّقابة والمتابعة الشديدة لكوادر الهيئة لهذه الحالات، وأخذ العبرة والعظة من قضايا سابقة مشابهة تم ضبطها وتسليط الضّوء عليها في الفترة السّابقة.
علاقة وطيدة بين الهيئة والمستهلك
الكعبي قال أيضا:"من خلال آخر دراسة أعدّتها دائرة البحوث والدراسات في الهيئة حول مدى رضا المستهلك عن الخدمات التي تقدمها الهيئة، فقد أثبتت النتائج أن حوالي 86% استفادوا من موقع الاستدعاءات والتحذيرات، و84% يعرفون عن تطبيق دليل المستهلك الإلكتروني، و83% استفادوا من مرصد الأسعار، وهي نسب تدل على مدى معرفة المستهلك بالبرامج التي تقدمها الهيئة، وحرصهم على الاستفادة منها. كما بلغ عدد المتابعين لصفحات الهيئة على مواقع التواصل الاجتماعي ما مجموعه أكثر من نصف مليون متابع متوزعين على حسابات وصفحات الهيئة المختلفة، منهم (358) ألف متابع في التويتر، و(111318) متابعاً في الفيس بوك، وهي أرقام تعدّ عالية قياساً بعدد السكّان في السلطنة، ونسبة متابعي الإعلام البديل في السلطنة، وتدل على مدى الثقة والعلاقة الوطيدة بين الهيئة والمستهلك، بحيث أصبحت صفحات الهيئة من المواقع المهمّة التي يحرص المستهلك على تتبّعها وأخذ أخباره منها، إضافة إلى ما تقدّمه هذه الصفحات من مواد توعويّة تسهم في صقل ثقافة المستهلك، وتعديل بعض الاتجاهات الاستهلاكيّة السلبيّة.
تفعيل كافة القنوات
الكعبي واصل حديثه قائلا:"لقد حرصت الهيئة على تفعيل كافة القنوات الإعلاميّة والمجتمعيّة التي يمكن من خلالها التواصل مع الشرائح المجتمعية المختلفة، منها إعداد مطبوعات توعوية تسهم في إثراء ثقافة المستهلك وإعداد وتنفيذ عدد من مقاطع اليوتيوب الخاصة بتوعية المستهلك في المجالات المختلفة، وعرضها من خلال صفحة الهيئة في اليوتيوب وإصدار كتيّبات توعويّة تناقش مجموعة من القضايا التي تركّز على حقوق المستهلك المختلفة، واستغلال المهرجانات السياحيّة والوطنيّة الكبيرة والمناسبات الخاصّة بحماية المستهلك لتنفيذ معارض أو أركان يتم من خلالها عرض كافّة الجهود المبذولة في مجال حماية المستهلك، وتقوم الهيئة من خلال الصحف المحلية اليومية بإصدار صفحة أسبوعية خاصة، كما يتم إصدار مجلّة دورية ربع سنوية تحمل مسمى (المستهلك) إضافة إلى وسائل التواصل الإلكتروني كبوّابة الهيئة، وصفحات الهيئة في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ونافذة الهيئة في موقع (سبلة عمان) اللاتي يعتبرن من أبرز قنوات التواصل بين الهيئة والمستهلكين، وتنظيم المحاضرات التي تستهدف شرائح مجتمعيّة متنوّعة ابتداء برياض الأطفال وانتهاء بالمجالس العامّة والتي تسلّط الضوء على كثير من الممارسات الاستهلاكيّة السلبيّة، وتفعيل دور الفرق التطوّعيّة، وإعداد مجموعة من التقارير الإخباريّة المصوّرة والمسموعة، والفقرات التلفزيونيّة والإذاعيّة المباشرة، بالإضافة إلى معرض السلع المقلدة، والمعرض المتنقّل، وتوزيع عدد من اللوحات التي تحوي رسائل توعية مجتمعيّة على الأماكن العامّة.
مليون ونصف المليون ريال
وكانت الهيئة العامة لحماية المستهلك قد تمكنت من استرجاع أكثر من مليون ونصف المليون ريال عماني، و1141 سلعة لصالح المستهلكين بمختلف محافظات السلطنة وذلك خلال العام 2016، حسبما ذكر تقرير المؤشرات الإحصائية الصادر من المديرية العامة للدراسات والتطوير، حيث تأتي هذه الاسترجاعات في إطار الجهود التي تبذلها الهيئة في حل الشكاوى التي تَرد إليها من المستهلكين عبر مختلف الطرق والوسائل.