الشفاء العبرية.. إبداع على الرمال

مزاج الاثنين ٠٨/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:١٠ م

مسقط – لورا نصره
هو فن لا يحتاج إلى أقلام تلوين ولا فرشاة ولا معارض فنية، إنه فن يقدم نفسه بطريقة عفوية أشبه ما تكون بعرض مسرحي من نوع خاص، فمع حفنة من الرمل وصندوق أبيض مضاء بالمصابيح وكم كبير من الخيال والقدرة على الإبداع تتحول الرمال بيد "الشفاء بنت علي بن سيف العبرية" إلى لوحات جميلة تعكس أفكارها وموهبتها التي تعمل على صقلها أثناء دراستها في الكلية التقنية بنزوى.
بدأت موهبة الرسم على الرمل لدى "الشفاء العبرية" قبل سنوات منذ أن كانت طالبة في الصف التاسع متأثرة بفنانة أوكرانية شهيرة. تقول : "كانت بدايتي في الصف التاسع عندما شاهدت بالصدفة بعض الفيديوهات التي تنتمي لهذا الفن وأول فيديو قمت بمشاهدته كان للفنانة الأوكرانية كسينيا سيمونوفا التي فازت في أوكرانيا ببرنامج غوت تالنت ولمع نجمها كثيرا ومنذ ذلك الوقت وهي تلهم آلاف الشباب من عشاق هذا الفن حول العالم، وأصبحت قدوتي أيضا بحكم ابداعها وأساليبها المتجددة في الرسم فهي تقوم بطرح كل جديد لها عبر اليوتيوب ومن هناك تعرفت أكثر بفضلها على هذا الفن الجميل وتعلمته.
وتضيف: "حاولت التطبيق بأبسط الأدوات المتوفرة، والبداية كانت بحفنة من الرمل أخذتها معي من الصحراء واكتشفت من خلالها شغفي بهذا الفن الجديد، و بدأت من ذلك اليوم التدرب على التطبيق بمهارات بدائية جدا ومع مرور الوقت و الممارسة تطورت مهاراتي وقمت بصنع طاولة خاصة أو ما يسموه البعض بالصندوق المضيء الخاص بالرسم بالرمل، وفي مدرسة فاطمة بنت الخطاب للتعليم الاساسي بولاية الحمراء وجدت كل الاهتمام و الرعاية من المعلمات و الطالبات وكان لهذه المدرسة الدور الأساسي لوصولي لهذا المستوى وتطويري لموهبتي.
وعن تعريفها لهذا الفن تقول: "يسمى هذا النوع من الفن أيضا باسم فن الرسومات المتحركة بالرمال Sand Animation، لأن الفنان يقوم من خلاله بتقديم فيلم رسوم متحرك يعبر من خلاله عن فكرة معينة، ويحتاج إلى طاولة العمل أو الصندوق المضئ الذي يكون مجوفا ويحتوي على ستة مصابيح داخلية وقطعة ورق بيضاء شفافة وزجاج شفاف إلى جانب الرمل، ومن شروط هذا الفن السرعة والتحكم بقبضة اليد وبالرمال فيها فهو كما قلت أشبه بعرض مسرحي ويجب أن يكون ملفتا وسريعا ومعبرا".
أما عن نوع الرمل المستخدم فتقول: "الرمل الذي استخدمه عبارة عن رمل الصحراء الناعم وأنا احصل عليه من رمال بوشر و أقوم بتنقيته ليعطي النمط أو التأثير المطلوب، وقد قمت بعدة أعمال مستلهمة من البيئة المحيطة بي ومن التراث العماني الغني إلا أن أبرز عمل فني قدمته كان رسمة لباني البلاد ومعلم الشباب صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد.

**media[327883]**

الجمال الطبيعي ملهم
اكتشفت الشفاء موهبتها بالصدفة البحتة وهي من مواليد العام 1996، ولدت في ولاية الحمراء أحد ربوع محافظة الداخلية التي ترى أنها كانت السبب الأساسي وراء شغفها وموهبتها.
تقول: "عشقت ولايتي إلى أقصى حد، فجمالها الذي يحيط بي كان يدفعني لأن أكون فنانة أعكس هذا الجمال الاصيل من خلال أعمالي. الحمراء هي الحضن الذي أمدني الحب والأمان وهي مرتع طفولتي وملهمتي في شبابي. أهلها الطيبون و مزارعها الغناء وجبالها الشامخة مصدر إلهام لي ولغيري من المبدعين .
وتحدثت الشفاء عن أبرز التحديات في هذا الفن فقالت: "في البداية وجدت صعوبة في تقبل الناس لهذا الفن بحكم أنه غير منتشر ومعروف بينهم بصورة كبيرة وشعرت بإحباط كما وجدت احباطا من بعض الأشخاص ولكن بتوفيق الله عز وجل مع العزيمة والإصرار استمر مشواري مع الرسم بالرمل وقد كان لعائلتي الدور الأكبر في صقل موهبتي من خلال تشجيعي و توفير الخامات المناسبة، و لا أنسى دور الكلية التقنية بنزوى على اهتمامها الواضح بتنمية و نشر موهبتي بكل الطرق المتاحة سواء كان عن طريق المسابقات أو الورش التي تقدمها الكلية" .

الانجازات
شاركت الشفاء في العديد من الورش والعروض و من أبرزها مشاركتها في ملتقى نزوى القرائي الذي كان يتوافق مع إعلان نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية. إلى جانب قيامها بالعديد من ورشات العمل التي تستهدف تدريب الطالبات و تعريفهم بهذا الفن في المراكز الصيفية التي أشرفت عليها وزارة التربية و التعليم. كما انها قدمت بعض العروض المختلفة في مدارس ولاية الحمراء.
وتمتلك الشفاء عزيمة قوية وإصرار على المضي بهوايتها إلى مواقع جديدة متقدمة لتصبح واحدة من الفنانيين الكبار الملهمين لغيرهم متمنية أن تساهم في نشر هذا الفن في محافظة الداخلية، وأن تشارك في مختلف المسابقات الداخلية والخارجية، كما تتمنى أن يكون لها بصمة في تأسيس مدرسة خاصة في هذا المجال و أن يتم استخدام هذه الطريقة في المناهج الدراسية لتسهيل و تحبيب الطلاب به. وتتمنى أن تساهم القطاعات التنموية في السلطنة في دعم الموهوبين من أبناء البلد وتأسيس قاعدة أساسية لتطويرهم ودعمهم .
تقول: " من واقع دراستي في الكلية التقنية العليا بنزوى أجد أن الكثير من الطلاب يمتلكون مواهب جميلة ومفيدة لهم وللمجتمع ككل ولكن هذه المواهب لا تظهر بسبب عدم فتح الطلاب المجال للتعبير عنها ونشرها أوافادة الآخرين منها. لذا نصيحتي لهم بالاهتمام بمواهبهم والوثوق بها و المشاركة في المسابقات و الفعاليات التي تقام في الكلية . ومما لحظته شخصيا أن الكلية تهتم بشكل كبير بالطلبة الموهوبين و تساعدهم في تطوير و صقل مواهبهم . لذلك لا تنتظر دعوة و إنما بادر لتبرز نفسك في مجتمعك .