هل ينجح نتنياهو في استعادة تأييد ترامب للمستوطنات ونقل السفارة إلى القدس؟

الحدث الأربعاء ١٥/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:٢٥ ص

مسقط – محمد البيباني

توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليطالبه بتنفيذ وعوده الانتخابية المؤيدة لإسرائيل وتحويلها إلى واقع سياسي.

يأتي هذا في الوقت الذي شهد إرهاصات على تغيّر جزئي في موقف ترامب سواءً فيما يتعلق بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس أو فيما يتعلق بموقفه من المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية..
يسعى نتنياهو خلال هذه الزيارة المهمة والكاشفة إلى إعادة الرئيس الأمريكي إلى موقفه الداعم لتل أبيب والذي ظهر قبيل تنصيبه.

محادثات كاشفة

اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع مستشاريه أمس الثلاثاء في إطار استعداده لأول لقاء يجمعه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض وذلك للتأكد من توافق آراء الطرفين في قضايا الشرق الأوسط.
وخصص فريق العمل الخاص بنتنياهو معظم يوم أمس الثلاثاء لإجراء مناقشات مع السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة رون ديرمر ومستشارين كبار آخرين قبل لقاء ترامب ونتنياهو في المكتب البيضاوي اليوم الأربعاء.
وفي حين غادر نتنياهو إسرائيل متوجهاً إلى واشنطن، قال أحد مستشاريه: «لن تكون هناك أية ثغرات».

مراجعة

خلال حملته الانتخابية كان ترامب يؤيد إسرائيل دون مواربة في كثير من الأحيان، فتعهد بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، واختار ديفيد فريدمان الداعم للمستوطنات سفيراً في إسرائيل، وقال إنه لن يضغط من أجل إجراء محادثات مع الفلسطينيين.
لكن منذ تنصيبه قبل ثلاثة أسابيع ونصف الأسبوع تحوّلت المواقف. فتم تعليق خطط نقل السفارة إذ إنه جرى توضيح عواقب مثل هذه الخطوة بما في ذلك ما دار في لقاء مع الملك عبدالله عاهل الأردن خلال زيارته التي لم يكن مخططاً لها من قبل.
وفيما يتعلق بالمستوطنات يقول ترامب إنه رغم أنه لا يعتبرها عقبة أمام السلام فإن بناء مستوطنات جديدة أو توسيع المستوطنات القائمة أمر «ليس جيداً».
وبدلاً من الضغط من أجل إجراء محادثات سلام قال ترامب إنه يريد أن يبدأ النقاش بشأن «اتفاق نهائي». وحث إسرائيل في مقابلة مع صحيفة إسرائيل هيوم الأسبوع الفائت، على التصرف «بعقلانية» تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط.

تراجع أم تأجيل؟

في أواخـــر يناير الفائت قال ترامب، إنه لا يزال من المبكر الحديث عن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، مضيفاً أنه لا يريد الحديث عن هذا في الوقت الراهن.
وأوردت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية علــى موقعها الإلكتروني أنه رغم أن ترامــب أعرب ذات مــرة عن التزامه بنقل السفـــارة الأمريكيــة من تل أبيب إلى القــدس في أسرع وقت، إلا أن إدارة تــرامــب مؤخـــراً تقترب من الموضوع بمزيد من الحذر، واعدة فقط باستعراض هذه المسألة على نطاق واسع، وبالتشاور مع «أصحاب المصلحة» في الصراع.
وذكرت الصحيفة أن ترامب قد وعد بنقل السفــارة إلى القدس، وقال أمام لجنـــة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية «ايبــاك»- خلال حملتـــه الانتخابية في شهر مارس الفائـــت- «إننا سننقل السفارة الأمريكية إلى العاصمة الأبدية للشعب اليهودي القدس».. وأنه كرر هذا الالتزام في العديد من الفعاليات اللاحقة في حملته الانتخابية.

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قررت تأجيل خطوة نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، بناءً على نصيحة دول عربية كبيرة.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 11 فبراير، أن دولاً عربية كبيرة، كانت حذّرت إدارة ترامب من أن خطوة نقل السفارة إلى القدس، ستؤدي إلى احتجاجات واسعة في العالم الإسلامي.

وتابعت الصحيفة أن هناك تطوراً في موقف ترامب إزاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بعد أن أظهر دعماً غير محدود لإسرائيل، منذ ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة الأمريكية.
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى مفاجأة مفادها أن ترامب بدأ يفكر جدياً في الاستعانة بعدد من الدول العربية، على رأسهم مصر، للمساعدة في التوصل إلى اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، موضحة أنه يكرر ما فعله الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، الذي لجأ إلى دول عربية لإيجاد تسوية للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، قبل وبعد الغزو الأمريكي للعراق. وكان موقع «نيوز وان» الإخباري العبري، كشف أيضاً أن هناك تحركات مصرية هادئة وغير معلنة، للحيلولة دون تنفيذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول نقل سفارة بلاده في تل أبيب إلى القدس.
وأضاف الموقع في تقرير له في 29 يناير الفائت، أن موقف القاهرة فيما يتعلق بنقل السفارة الأمريكية للقدس سيكون هو المؤثر، بسبب التقارب الواضح بين ترامب ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي، بالإضافة إلى وجود اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل».
وحذّر «نيوز وان» من احتمال نجاح مصر في عرقلة خطوة ترامب، قائلاً: «إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي هو القائد العربي الأول، الذي اتصل به ترامب بعد دخوله البيت الأبيض، حيث وجه له الدعوة للقائه في واشنطن».
واستطرد الموقع «ترامب يعوّل أيضاً كثيراً على مصر في الحرب على تنظيم (داعش)، ولذا يجب على إسرائيل التعامل بجدية مع التحركات المصرية، وعدم التقليل من شأنها».
وكانت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، قالت إن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، يتصدر أولويات إدارة دونالد ترامب، وإنها لا تعتزم التراجع عن هذه الخطوة، مهما كانت التداعيات.
ونقلت الشبكة في تقرير لها في 23 يناير عن مسؤول بارز في إدارة ترامب، قوله: «إن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس يظل أولوية لنا». وتابع «إجراءات تنفيذ هذه الخطوة ستكون من أولى المهمات، التي تنتظر جارد كوشنر، صهر الرئيس ترامب وكبير مستشاريه».
وأضافت «سي إن إن» أن هناك تحذيرات عربية وأوروبية واسعة لإدارة ترامب من عواقب الإقدام على هذه الخطوة، التي ستفجر دوامة جديدة من العنف في الشرق الأوسط، وستعرّض الأمريكيين للخطر.
وكانت جهات فلسطينية عدة حذّرت من عواقب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، بينما رأت الرئاسة الفلسطينية ذلك انحيازاً لليمين الإسرائيلي.

لماذا تغيّرت لهجة ترامب إزاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد تنصيبه؟