علي بن سالم الراشدي
يتربع سوق سناو على قائمة الواجهات السياحية المرغوبة بشدة من السياح الذين يزورن السلطنة وبخاصة الأوروبيين، ويمثل السوق بأروقته المستوحاة من الإرث المعماري القديم فرصة للسائح للتجول وللعيش في أجواء الشرق الساحر، حيث تختلط روائح البهارات والعطور مع ألوان الملابس الشرقية المعروفة بغنى ألوانها لتشكل لوحة رائعة تكتمل بالبشرة السمراء للعماني والذي لا يزال يسيطر حتى الآن على أغلب أنشطة السوق رغم المنافسة الشرسة من قبل القوى العاملة الآسيوية الوافدة والتي استطاعت خلال السنوات الأخيرة احتكار بعض المهن التقليدية.
وتنقلك خطاك وأنت تسير وسط زحام الناس بين مختلف البيئات الحضرية والبدوية والسياح إلى أجواء الأسواق القديمة في حواضر العالم الإسلامي، حيث يمثل السوق الثقل الاقتصادي للبلد وتتعدد مهامه لتتخطى التجارة إلى ملتقى اجتماعي واحتفالي أحيانا خاصة في مواسم الأعياد حيث يتحول السوق إلى كرنفال صاخب يمتد لعدة أيام استعدادا للعيد.
ويتميز السوق التاريخي والذي يعود بناؤه إلى أربعين سنة مضت بتعدد البضائع المعروضة به وتنوعها وتصل أحيانا إلى درجة التضاد وهو سر تميز هذا السوق حيث يباع به كل ما يحتاجه المجتمع بدءا من الأسلحة التقليدية والخناجر العمانية مروراً بالملابس والكماليات والمنتجات الزراعية الموسمية والأغنام والأسماك وأدوات الصيد والملابس الخاصة بالنساء البدويات. ويعتبر السوق واجهة رئيسية للتسوق على مستوى محافظات شمال وجنوب الشرقية والوسطى ويزدحم بمئات المتسوقين ويزداد العدد خلال مواسم الأعياد حيث يشهد السوق إقامة هبطات العيد.
أقيم السوق الجديد على انقاض السوق القديم وتم اختيار مكان السوق بعيداً عن المناطق المأهولة بالسكان في تلك الفترة ليوفر أماكن أرحب للمتسوقين حيث بدأ إنشاؤه مطلع السبعينات وتم الانتقال إليه في العام 1976 وتم تصميم السوق على نمط الأسواق التقليدية القديمة حيث تصطف المحلات بشكل مستطيل تتوسطها الكبرة وهي المكان المخصص لبيع الأغنام بالمناداة وتوجد بالسوق أربعة أبواب رئيسية تمثل المداخل إلى السوق وكانت هذه الأبواب تغلق سابقاً خلال الليل وتفتح صباحاً ولكـــن نظــراً لزيادة الحركة بالســوق وامتدادها لفترات متأخرة من الليل تقـــرر أن يظل الســـوق مفتوحاً على مدار اليوم.
السوق يحتل أهمية سياحية باعتباره واجهة سياحية مهمة لذا يحتاج إلى اهتمام خاص من قبل وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، ووزارة السياحة، حيث يتطلب السوق العديد من الخدمات أبرزها توسيع الشوارع المؤدية إلى السوق حيث تشهد ازدحاماً خانقاً خاصة في فترة الإجازات ونهاية الأسبوع تحديداً، علاوة على افتقار السوق إلى دورات المياه العامة وإلى لمسات جمالية أخرى وإلى زيادة الاستثمار السياحي بالنيابة عبر تشجيع القطاع الخاص على إقامة مشاريع خدمة تتطلبها الحركة السياحية مثل المطاعم والمقاهي وأكشاك لبيع المنتجات المحلية التقليدية حيث يحرص السياح على شراء المنتجات اليدوية كتذكار.
نتمنى أن تبدأ وزارة السياحة بإدراج الواجهات السياحية بالسلطنة ضمن برامجها العاجلة بهدف تأهيلها لاستقبال أكبر عدد ممكن من السياح واعتبرها مورداً مهماً لتنشيط السياحة، فهذه الأماكن تظل هي المتطلب الأساسي لكل سائح يبحث عن تفاصيل المكان والإنسان والمؤكد أن تقديم هذه الأماكن بالشكل اللائق سينعكس وبلا شك في زيادة التدفق السياحي.