«وجهات جديدة» تستقطب السياح الخليجيين

مؤشر الثلاثاء ١٤/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص

مسقط-
يشهد سوق السياحة الخارجية للرحلات المنظمة من قبل الشركات ووكلاء السياحة ورحلات السفر الفاخر في منطقة الخليج تغيراً في الوجهات السياحية، بحسب خبراء السياحة الخارجية والسفر الترفيهي الذين سيحضرون المؤتمر العربي لسياحة الأعمال والمؤتمرات والسفر الفاخر «مايس أرابيا» في دورته الخامسة، والذي سيعقد في الأول والثاني من شهر مارس المقبل في فندق بلازيو فيرساتشي، بدبي.

%70 من إجمالي السياح في لبنان

وبحسب مدير شركة «نخال» للسياحة والسفر في لبنان خالد أريدي «إن السياح من دول مجلس التعاون الخليجي يشكلون نحو %70 من إجمالي السياح في لبنان»، والذي أتبع حديثه بالقول «على كافة الأحوال فإن الوضع السياسي الراهن في لبنان والصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط يشكلان تحديا كبيرا أمام تطور الوجهات السياحية». ولكن وبذات الوقت فإن توفر تأشيرات السفر المجانية والفنادق الفخمة ومستوى الخدمات الفاخرة بالإضافة للأطباق اللبنانية المتنوعة يعد محفزاً لنمو ودفع القطاع السياحي في لبنان نحو تقدم أكبر.

المسلسلات التركية

كما تتأثر السياحة الخارجية من دول مجلس التعاون الخليجي أيضا بالتنوع والغنى الثقافي والتاريخي في منطقة الشرق الأوسط. حيث عملت المسلسلات التركية التي تعرض في دول مجلس التعاون الخليجي على جذب الاهتمام لتركيا بالإضافة لسهولة الحصول على التأشيرة التركية والذي يعد عامل جذب مهم، جعل منها وجهة سياحية مطلوبة. إلى جانب أن الزوار من دول مجلس التعاون يشعرون بالراحة لكون تركيا بلدا مسلما ما يمكنهم من استكشاف البلد بسهولة من إسطنبول لأنطاليا ومن إزمير للمدن الأخرى، دون القلق من عدم توفر الأطعمة والاحتياجات الأخرى التي تتناسب وثقافتهم.

شمال أوروبا والدول الإسكندنافية

وحول هذه النقطة يقول المدير التنفيذي لشركة «إدارة الوجهات السياحية السويدية» السيد داج كاستينسون «تعد منطقة شمال أوروبا والدول الإسكندنافية وجهة مثيرة لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي، كما يعد السفر لدول مجلس التعاون الخليجي أمرا مثيرا لقاطني شمال أوروبا، حيث إنه في مقابل الصيف الحار في دول مجلس التعاون الخليجي فإننا نقدم الطقس البارد والمضائق المائية الرائعة والشمس في منتصف الليل ما يجعل من هذا التغير في المناخ عامل جذب كبير».

الطقس والطبيعة في سويسرا

وهو الأمر الذي تتفق معه رئيسة قسم التسويق والتطوير جويندليندا رامبازي ممثلة مكتب المؤتمرات والمكافآت السويسري حيث تعتبر هي أيضاً أن الطقس والطبيعة في سويسرا من أكثر ما يجذب المسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي إليها. قائلة «تعد سويسرا وجهة الأحلام بالنسبة لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي، حيث إن سويسرا هي الخيار لمن يتطلع إلى طبيعة خلابة وهواء نقي ومرافق متكاملة وتجارب مثيرة» وتضيف بالقول «على كافة الأحوال فإننا نؤمن بالتطوير المستمر ورفع الجودة في جميع المجالات، حيث إننا نعتقد أن الجودة هي العامل الفارق في قطاع شركات تنظيم رحلات السياحة والسفر في سويسرا، ونأمل أن نحيا لنشهد تحقيق شعارنا -سويسرا تحقق التميز-».

توفر الأطعمة والمشروبات الحلال

وفي السياق ذاته، يرى وكلاء السياحة أن توفر الأطعمة والمشروبات الحلال والتشابه الثقافي من أهم العوامل في جذب المسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي إلى مونتينيجرو (الجبل الأسود). كما أنه وبحسب رئيس قسم الأعمال في شركة «ثري إي ترافيل» السيد بروسيلاف جابلان «فإن مونتينيجرو تعد وجهة متوسطية تقدم بعض الأشكال من التشابه للمسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى التطور الذي يشهده قطاع خدمات الضيافة في البلد على صعيد معايير الجودة اللازمة لتجربة السفر الفاخر»، وعليه فإن أغلب الرعاة السياحيين يدركون أهمية توفر الاحتياجات من الأطعمة والمشروبات الحلال ويركزون على توفيرها للسياح. كما ويتفق الرعاة على أهمية تسهيل إجراءات إصدار التأشيرات والذي يلعب دوراً مهماً في جذب السياح من دول مجلس التعاون الخليجي.

الأمن والسلامة

وفيما يتعلق برحلات السفر الخارجية المنظمة من قبل شركات ووكلاء السياحة، فإن العوامل التي تزيد من أفضلية بعض الوجهات للسياحة الخارجية، وارتباطها الوثيق مع خطوط الطيران وتوفيرها لاحتياجات الطعام بالإضافة لمدى الأمن والسلامة المتوفرة على هذه الخطوط الجوية من أهم العوامل التي تؤخذ بعين الاعتبار من قبل المسافرين، دون أن نغفل عن أهمية التكلفة النسبية للرحلة. ناهيك عن كون توفر المرافق والتجارب الفريدة يصنف ضمن أهم الأولويات في اختيار وجهة السفر.

نمو ثابت للسفر الخارجي

يقول المدير التنفيذي للعمليات في شركة «سمايلنج» لخدمات السياحة والسفر جايسون ليم «قوة العملة في معظم دول مجلس التعاون الخليجي والتي تمكن السياح من الاستفادة خلال عمليات تحويل العملات جعل من أندونيسيا وجهة جذابة لهم»، مشيراً إلى أهمية ارتفاع نسبة المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي والتي ساهمت في الحفاظ على نمو ثابت للسفر الخارجي. كما أن عنصر الأمن يستمر في لعب دور مهم في ظل الوضع الاقتصادي الراهن. فالمخاوف الأمنية غير محصورة بدول مجلس التعاون الخليجي بل باتت تعد قضية عالمية تؤثر على قطاع السياحة الخارجية والسفر الفاخر وعلى قطاع الضيافة.

ما بين شهري يونيو وسبتمبر

وعن الفترات الأكثر نشاطاً في المواسم السياحية، تعد الفترة ما بين شهري يونيو وسبتمبر فترة السفر الرئيسية، حيث إن هذه الفترة تتصادف مع الإجازة المدرسية وفصل الصيف الحار في معظم دول الخليج. الأمر الذي يُبعد المناطق الاستوائية والشاطئية من قائمة الوجهات الأكثر إثارة حيث إن المسافرين من دول الخليج يتطلعون لتجربة أجواء مختلفة واختبار ظواهر طبيعية جديدة.

فرصة لفهم المتطلبات

مدير شركة «كيو إن آي» الدولية السيد سيد إن سي قال: «إن منصة مثل مؤتمر «مايس أرابيا» يقدم للأفراد الذين يمثلون مكاتب ومجالس سياحية للبلدان والشركات والمؤسسات السياحية في القطاع الخاص فرصة لفهم متطلبات الشركات المنظمة للسياحة الخارجية والسفر الفاخر من دول مجلس التعاون الخليجي، وإنه لمن السهل افتراض أن توفر الأطعمة الحلال يعد الأولوية الأولى ولكن الأمن والرضى والتجارب المثيرة تعد أيضاً من العوامل المهمة. كما أن التعقيدات المتعلقة بهذه المتطلبات هي ما سيحدد وجهة السفر».