مدير مركز علوم الأرض بجامعة السلطان قابوس.. مشروع الحفر في صخور الأفيولايت يعزز قطاع التعدين

بلادنا الاثنين ١٣/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص

مسقط - سعيد الهاشمي

أكد مدير مركز أبحاث علوم الأرض بجامعة السلطان قابوس د. صبحي جابر نصر بدء الحفر في مشروع الحفر الدولي في صخور الأفيولايت، وقال: تم انتهاء من حفر بئر بعمق 600 متر، بعدها تم الانتقال إلى موقع آخر. موضحاً أن عملية الحفر للمشروع تتطلب العديد من المراحل، وأولى مراحله بدأت خلال شهر يناير الفائت وتنتهي خلال شهر أبريل المقبل وسيتم خلالها الانتهاء من حفر 3 آبار، مشيراً إلى أن مراحل الحفر ستستمر إلى أن تكتمل العملية بحفر 13 بئراً، ومن المؤمل أن تنتهي مرحلة الحفر نهاية السنة المقبلة، حيث سيتم بعدها شحن العينات إلى مختبرات بحثية لتصنيفها والبدء بدراستها.

وحول أهمية المشروع أوضح د. صبحي لـ«الشبيبة» أنه بعد الانتهاء من المشروع يتوقع أن تتم الإجابة عن العديد من الأسئلة العلمية وأهمها المتعلق بتطور قشرة المحيطات والتي تغطي قرابة ثلاثة أرباع القشرة الأرضية، وكيفية تكونها عبر الزمن وكيفية الاستفادة منها وطريقة تفاعلها مع المياه الجوفية، كما ستتم معرفة التدرج الحراري في باطن الأرض ودراسة دورة الكربون في الطبيعة، والتوزيع المعدني للصخور والمعادن الاقتصادية في السلطنة.
وحول ما هو مؤمل من هذا المشروع أشار د. صبحي إلى أنه سينتج عن المشروع تطبيقات كثيرة جداً، أحدها الاستكشاف المعدني في بعض الصخور الاقتصادية وإمكانية الاستفادة من هذه الصخور في المستقبل في المشاريع الصناعية، وأنه من المؤمل أن يتم الاسترشاد بأماكن توزيع المعادن ذات الجودة الاقتصادية مثل الذهب والفضة، مؤكداً أن السلطنة ستكتسب من خلال هذا المشروع سمعة عالمية، كما سيتم من خلاله الترويج للمعادن في السلطنة وبالتالي دعم قطاع التعدين.
ونوه د. صبحي إلى أنه من خلال عينات المشروع ستتضح الإجابة على الأسئلة العلمية، فهناك مشاركة واسعة في هذا المشروع من الجامعات العالمية، كما يشارك فيه حوالي 70 عالماً كل في مجال تخصصه، وسيتم توزيع الصخور التي نجمعها من الحفر وفق نوعها وإرسالها إلى المختصين حسب تخصصاتهم، كمثال على ذلك الصخور المختصة بالجزء العلوي «الصخور البركانية» سيتم شحنها إلى اليابان كون الجامعات اليابانية متخصصة في هذا المجال، كما أن هناك أجزاء ستذهب إلى ألمانيا وأجزاء ستذهب إلى أمريكا، وأجزاء ستذهب إلى جامعة السلطان قابوس لدراستها، وأجزاء تذهب إلى بلدان أخرى.
وفي تصريح سابق أوضح مدير مركز أبحاث علوم الأرض بأن جامعة السلطان قابوس ممثلة بمركز أبحاث علوم الأرض وبالتعاون مع وزارة البلديات الإقليمية والموارد المائية ستقوم بالإشراف على عملية حفر 13 بئراً تتراوح أعماقها بين 300 إلى 600 متر في ولاية سمائل وإبراء، بميزانية تصل إلى 4 ملايين دولار، وأن ما يميز السلطنة أنها الدولة الوحيدة في العالم التي يوجد بها هذا النوع من الصخور على شكل قطاع كامل وبكميات كبيرة.
جدير بالذكر أنه سيتم توفير الدعم المادي للمشروع من قبل العديد من المؤسسات والمعاهد الدولية مثل ناسا ومنظمة الحفر الدولي، وبرنامج الاستكشاف المحيطي ودعم البحث العلمي الأمريكي، والبحث العلمي الألماني والبحث العلمي الياباني والفرنسي والبحث الأوروبي، وبرنامج مراقبة الكربون الدولي.