الربع الأخير من العام الفائت شهد أعلى درجات الكراهية ضد الإسلام في الغرب

الحدث الاثنين ١٣/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
الربع الأخير من العام الفائت شهد أعلى درجات الكراهية ضد الإسلام في الغرب

مسقط – محمد البيباني

إذا كانت هجمات 11 سبتمبر 2001 قد شكّلت نقلة نوعية في المواقف السلبية من المسلمين بتصاعد غير مسبوق لظاهرة «الإسلاموفوبيا»، فإن تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يشكّل بداية لمعاناة من نوع قد لا يقل خطورة وسيتعدى خطره مسلمي الولايات المتحدة إلى أماكن أخرى بالعالم من خلال تغذيته لأفكار اليمين المتطرّف في أوروبا ومحاولات نقل التجربة الأمريكية.

ملصق عنصري

ملصق يحمل صورة امرأة تحدق من خلف نقابها الأسود بالمارين في شوارع سويسرا، يحث المقترعين على رفض تجنيس المسلمين بشكل خاص قبل استفتاء نظّم أمس الأحد بشأن تسهيل إجراءات الحصول على الجنسية لأبناء الجيل الثالث من المهاجرين. إلا أن منتقدي الملصق الذي وزّع في أنحاء البلاد يرون فيه محاولة فجة لكسب أولئك القلقين من تزايد عدد حملة الجنسية السويسرية من المسلمين.

ويطرح الاستفتاء مسألة استفادة أحفاد المهاجرين من تسهيل إجراءات منح الجنسية، وهو اقتراح تدعمه الحكومة وغالبية النواب والأحزاب السياسية.
ويرى أنصار الاقتراح أنه يتعيّن على السلطات السماح للأطفال المولودين في سويسرا والذين ولِد أحد أجدادهم في البلاد أو يحمل إقامة، بالحصول على جواز السفر السويسري دون الحاجة لاتباع جميع الإجراءات الصعبة المطلوبة للحصول على جواز السفر الأحمر.
ووفقاً لدراسة أجرتها دائرة الهجرة، فإن نحو 25 ألف شخص حالياً يعتبرون من أبناء الجيل الثالث من المهاجرين، يشكِّل الإيطاليون نحو 60 في المئة منهم.
ولكنَّ حزب الشعب السويسري ذا الاتجاه اليميني القومي أكد في الحملة التي أطلقها ضد الخطوة أن الإيطاليين ليسوا مصدر قلقه الأول.

«ثمرة الربيع العربي»

في مقال نشر على موقعه، تساءل النائب عن الحزب جان لوك أدور «في غضون جيل أو جيلين، من سيكون أبناء الجيل الثالث من هؤلاء الأجانب؟». وأضاف محذِّراً «سيكونون ثمرة الربيع العربي، سيكونون من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والقرن الأفريقي، وسوريا، أو أفغانستان». إلا أن حزب الشعب السويسري ليس مسؤولاً رسمياً عن الملصق الذي تقف خلفه «اللجنة المناهضة لتسهيل منح الجنسية» والتي يدعمها عدد من كبار مسؤولي الحزب بينهم أدور، أحد الرؤساء المشاركين. وليست المرة الأولى التي يقف فيها حزب الشعب السويسري خلف حملات تتهم بالتمييز. ففي العام 2009، أطلق مبادرة نجحت في حظر بناء مآذن جديدة في البلاد.

الكراهية تتصاعد

مرصد «الإسلاموفوبيا» التابع لمنظمة «التعاون الإسلامي» ذكر مؤخراً أن «الربع الأخير من العام الفائت شهد أعلى درجات الكراهية ضد الإسلام في الغرب»، معتبراً تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية «مؤشراً سلبياً» على مستقبل المسلمين في الولايات المتحدة.

وفي تقرير صادر عنه، قال المرصد إن «ظاهرة «الإسلاموفوبيا» بلغت مرحلة مستعصية خلال السنوات الأخيرة بلغت ذروتها في الأشهر الثلاث الأخيرة من العام 2016 في ظل غياب أي مؤشر لإمكانية التقليل من الظاهرة»، مضيفاً أن «استهداف الإسلام والاعتداءات على أماكن العبادة والجاليات والتضييق والتحرش بالمحجبات، بات من سمات حملة الكراهية ضد الإسلام».

ولفت التقرير إلى أن المساجد والمراكز الإسلامية أضحت أهدافاً متكررة لاتباع اليمين المتطرّف في الولايات المتحدة وكندا وألمانيا والسويد وبريطانيا وهولندا، مشيراً إلى أنه سجّل ارتفاعاً ملحوظاً واكب الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي الجديد، الذي تم تنصيبه في الـ20 من الشهر الفائت.

وأوضح التقرير أن «مسألة وصول ترامب إلى سدة الرئاسة الأمريكية تعتبر مؤشراً سلبياً على مستقبل المسلمين في الولايات المتحدة، خاصة بعد أن اتخذ الأخير مواقف عدائية معلنة ضد المسلمين من خلال تصريحاته وبرامجه التي سارع إلى تطبيقها منذ اليوم الأول لحكمه».
واعتبر التقرير أن «المضي في إجراءات منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة وبخاصة من الدول التي تشهد حروباً أهلية مثل سوريا، من شأنه أن ينتهج حملة تمييز ضد فئة بعينها، خاصة مع تواصل العمل على تنفيذ برامج مكتب التحقيقات الفيدرالي في رصد المساجد وتعيين أشخاص معروفين بكراهيتهم للإسلام في مناصب رفيعة في الدولة».

معدل غير مسبوق

شرطة نيويورك قالت إن معدل جرائم الكراهية ارتفع مؤخراً بنسبة 35 في المئة، بالرغم من أنها إحدى أكثر المدن تنوعاً وانفتاحاً في البلاد، حيث يضم جهاز الشرطة لديها قرابة 900 عنصر مسلم.

كما أن نيويورك- وهي أكبر المدن الأمريكية- تحتضن أكثر من ثلاثة ملايين مهاجر من سكانها البالغ عددهم 8.55 مليون. وتقول شعبة محاربة جرائم الكراهية في شرطة نيويورك إنها سجلت 43 جريمة كراهية محتملة في المدينة منذ انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة وهو ضعف عدد هذه الجرائم التي سجلت في نفس الفترة من العام الفائت. وقال رئيس البلدية دي بلازيو من جانبه إنه يعتقد أن انتخاب ترامب يتحمّل مسؤولية جزئية على الأقل لهذه الزيادة في جرائم الكراهية نظراً «لخطاب الكراهية» الذي اعتمده في حملته الانتخابية.