فهد المعمري وحكاية لون وماء

مزاج الاثنين ١٣/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص

مسقط - لورا نصره

يبدأ الأمر من صورة يلتقطها بكاميرته بعد أن يأسره المنظر ومن ثم تتحول إلى عمل فني بالألوان المائية.. إنها حكاية عشق للألوان والرسم بدأت منذ سنوات طويلة ولم تنته بعد وأثمرت اليوم بالمعرض الشخصي الأول بالألوان المائية للفنان فهد بن سالم المعمري والذي يفتتح مساء اليوم الاثنين في مقر الجمعية العمانية للفنون التشكيلية تحت عنوان «حكاية لون وماء».

يضم المعرض 35 عملاً فنياً بمقاسات مختلفة تبدأ من 20×30 سم إلى 100×150 سم وحول مواضيعها يقول المعمري: «جاء هذا المعرض بعد تخطيط وعمل طويل وقد حرصت على أن تتنوع المواضيع فيه بتنوع العادات والتضاريس والثقافات الموجودة في السلطنة، والجدير بالذكر أن معظم المواضيع هي من تصويري بعدما أتأثر بالمكان والزمان لترتسم لي لوحة فنية بمقاييس ومعايير مائية».

حكاية حب
أعمال فهد المعمري تنقل لنا حكايات كثيرة من الطبيعة والبيئة العمانية لكن للون والماء والورق حكاية أخرى في فلسفة المعمري وحول ذلك يقول: «الألوان المائية تتمتع بعدة خصائص من أهمها أنها سريعة الجفاف وبعيدة عن الروائح المزعجة وكذلك تتميز بوجود التقنيات المختلفة بين اللون والماء والورق فكل له زاويته ومقاييسه من حيث النسبة فيما بينها فحينما تعمل على زيادة الماء عن اللون تجد هناك قصة جميلة تتناغم مع الورق وحيناً آخر تتغلب نسبة اللون عن الماء فتصبح ذي طابع شجي وهكذا وجدت نفسي غالباً ما أستمتع بين الكفتين إلا أن الورق له وقعٌ آخر وملامس مختلفة لا تنتهي طالما وجد الإبداع في العمل، وتنوعت الأعمال من حيث الاتجاه والأسلوب المائي بأيقونة ثابتة للمعرض».

ويضيف: حكاية لون وماء هي قصتي ومعاناتي طيلة السنين مع الألوان المائية وكيف تدرجت في التعامل مع الأساليب والتقنيات المختلفة، فكما هو متعارف عليه فإن التعامل مع الألوان المائية صعب جداً وتوصف أنها السهل الممتنع وجاءت الحكاية كي تظهر ما أخفته السنين مع اللون والماء. فكما ذكرت سابقا أن نسب الماء واللون تتفاوت ولا يدركها إلا من عاصر الألوان المائية طويلاً فيعرف متى يزيد اللون عن الماء والعكس الصحيح ويكتسب خبرة الميزان في ذلك، فقد وظفت التقنيات مع المواضيع إذ لابد من العلاقة المتساوية بين الموضوع والتقنية المستخدمة.

حكاية عشق قبل الرسم

علاقة الحب التي تجمع المعمري بالمكان هي التي تقوده ليترجم هذه العلاقة إلى لون وماء،
ولكن كان لا بد من سؤاله حول المكان الأقرب له والأكثر عشقاً. يقول: «هناك عدد من المواضيع التي تحكي عنها اللوحات قد عرضتها وأعتبرها المقربة لي لعدة أسباب من أهمها التركيز على الوقت أو ما يسمى الزمن فكثيراً ما أعشق المشهد قبل رسمه وأستشعر نجاحه قبل البدء فيه وغالباً ما تناسبني أوقات الصباح والغروب وتأسرني وتفجر رغبتي بالرسم».

عوائق وتحديات

أكثر من عشر سنوات هي عمر تجربة العمري التي لم تتوج بمعرض شخصي إلا الآن وكان لا بد من سؤاله حول السبب والتحديات التي واجهها في رحلته عموماً. يقول: عملت كثيراً في هذا المجال دون يأس وبدون أن ألتفت للعوائق المادية في البحث عن الخامة الجيدة في عالم الألوان المائية وكذلك عن افتقار المحيط الذي نعيشه خاصة أن الألوان المائية غير منتشرة كثيراً في الوسط الفني التشكيلي العُماني، إلا أنني لم ألتفت لهذه العوائق وواصلت التحدي وقاربت تجربتي الخمسة عشر عاماً دون أن أعرض شيئاً منها إلا للمقربين مني وبفضل الله فقد أصبحت عضواً في المنظمة العالمية للألوان المائية والتي أطمح عما قريب أن أنشئ فرعاً لها في السلطنة.

ويختم المعمري: «لكل من ساعدني وقدم لي ما يهيئ جوانب الإبداع والاستكشاف والتجارب.. لكم كل الحب والتقدير والشكر».

يضم المعرض 35 عملاً فنياً بمقاسات متعددة