مسقط - حمدي عيسى عبد الله
تصوير شابين
أكد رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات الخليج للتعدين عبدالله بن أحمد الهادي لـ"الشبيبة" على هامش الاحتفال باليوم السنوي الحادي عشر للمجموعة الذي أقيم مؤخراً بمنتجع شنجريلا بر الجصة أن قطاع التعدين والتحجير يعد من الأنشطة الصناعية التحويلية القابلة للنمو والتطور في السلطنة، نظراً لجغرافية السلطنة وتضاريسها المتنوعة، والحكومة تحث القطاع الخاص بالعمل والاستثمار في هذا القطاع الحيوي، وتقدم له العديد من التسهيلات والحوافز. وقد شهد قطاع التعدين والتحجير خلال العام 2015 نمواً استثنائياً بنسبة 13.6% مقارنة بعام 2014، والقطاع، مازال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام لكي يأخذ مكانته كإحدى الأدوات الأساسية التي تساهم في الدخل القومي للسلطنة، وهذا لا يتأتى إلا عن طريق إدخال قيمة مضافة عالية للمواد التعدينية الأولية، وذلك عن طريق معالجتها وتصنيعها في السلطنة، وبتشجيع من الحكومة للقطاع الخاص للاستثمار في قطاع التعدين والتحجير عن طريق زيادة القيمة المضافة لهذا القطاع بالعمل على نقل وتوطين تكنولوجية صناعتها في السلطنة عن طريق إقامة المصانع التحويلية للتعدين، على أرض السلطنة، متى ما ثبت جدواها الاقتصادية، فإنه بلاشك، ستشهد هذه النسب ارتفاعاً ملحوظاً في السنوات القليلة المقبلة.
تنويع استثماراتها
الهادي قال أيضا:"عملت الشركة في البداية في نشاط في إنتاج مادة اللترايت من محجر الشركة الوحيد في ولاية بركاء في 2002. وبعد أن سمحت الحكومة في 2005، لشركات القطاع الخاص، بالاستثمار في محاجر استخراج خام الكروم والمتاجرة به مباشرة، وقد منحت الشركة من قبل الجهة المعنية بوزارة التجارة والصناعة آنذاك، أول محجر لاستخراج خام الكروم بوادي محرم التابع لولاية سمائل. وكانت أول شحنة تصدرها الشركة إلى الصين في النصف الثاني من العام 2005. ونَمت الشركة بفضل حسن إدارتها وسلامة مركزها المالي، وانتهجت منذ البداية إستراتيجية تنويع استثماراتها في التعدين والتحجير، وإدخال قيم مضافة عالية على مواد التعدين الأولية لديها عن طريق معالجتها وتصنيعها. ومع نهاية العام 2013، أصبحت الشركة، مجموعة من الشركات تعرف بمجموعة الخليج للتعدين، واعتبرت ضمن كبرى شركات التعدين في السلطنة بل في المنطقة، ويعمل لديها حالياً أكثر من 1,100 موظف وموظفة من القوى العاملة الوطنية والوافدة المباشرة وغير المباشرة، ولله الحمد، وتبلغ نسبة التعمين في المجموعة حالياً أكثر من 35%، وفي الإدارة العُليا أكثر من 75%، وهي تعد أعلى نسبة تعمين في قطاع التعدين والتحجير في السلطنة حتى الآن.
توفير فرص العمل
مضيفا:"كما أن مجموعة شركات الخليج للتعدين، وفرت فرص عمل غير مباشرة لأكثر من 150 من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث تقوم إدارة المجموعة بإسناد أعمال المقاولات والإنشاءات، واستئجار شاحناتها ومعداتها لاستخراج وحمل مواد التعدين المختلفة التي تنتجها الشركات التابعة للمجموعة، إضافة إلى استفادة عدد كبير من الأسر العمانية القاطنين في المحافظات والولايات القريبة من أماكن عملياتها عن طريق توفير فرص عمل لهم وبالقرب من أماكن إقامتهم. وكذلك تبنت المجموعة عدداً من الأسر العمانية من ذوي الدخل المحدود تزيد عن 150 أسرة. وتتويجاً لتلك الجهود منح في العام 2011 رئيس مجلس إدارة مجموعة الخليج للتعدين ومؤسسها بصفته الشخصية، جائزة "رائد الأعمال الناشئة بالسلطنة" والتي نظمتها شركة إرنست ويونج لأول مرة في السلطنة. وفي الأعوام اللاحقة من 2011 وحتى 2016، حصدت مجموعة شركات الخليج للتعدين العديد من شهادات الاعتراف الدولية، ومنحت أيضاً ميداليات ودروع وكؤوس، وجوائز عالمية من مؤسسات دولية مرموقة تقديراً لإسهاماتها الدولية في مجال تخصصها، حيث منحت في العام 2015 درع أفضل مؤسسة ناشئة على مستوى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من جمعية سقراط بلندن - المملكة المتحدة ومنح رئيس مجلس الإدارة من نفس الجمعية ميدالية ذهبية ولقب المدير لعام 2015.
معلم من معالم الصناعة الوطنية
عبدالله الهادي قال أيضا:"يعد مشروع مصنع الفيروكروم الحديدي، مكملاً تسلسلياً لوحدتي المعالجة، حيث إن إنتاج الوحدتين من رمل الكروم المركز، يعد المرحلة الأولى قبل التصنيع النهائي. وبالتالي يتم حالياً استغلال جزء كبير من الإنتاج في مصنع الفيروكروم، والذي بدأ الإنتاج الفعلي في يناير 2015، حيث يتم تحويل خام الكروم إلى سبائك معدنية من حديد الكروم بقيمة سوقية مضافة عالية، ويعد ثاني مصنع يقام على مستوى السلطنة، لإنتاج حديد الكروم كمنتج نهائي، ويعد هذا المصنع بحق معلماً من معالم الصناعة الوطنية، فقد بذلت الشركة في هذا الصدد، جهوداً مضنية حتى تم الانتهاء من إنشاء هذا المصنع الحيوي المبني على نقل تكنولوجيا إنتاج حديد الكروم على أرض السلطنة، باستخدام خامات الكروم العمانية بنسبة 100%، والذي لا ريب فيه، بأنه سيحقق قدراً كبيراً من العائدات للشركة، خلال السنوات اللاحقة، بل وسيساهم أيضا في تحقيق جزء من الأهداف التي حددها جلالة السلطان المعظم والخاص بالتقليل من الاعتماد على النفط والغاز كمصدرين أساسيين للدخل، وتعمل مثل هذه المشاريع على زيادة تنويع مصادر الدخل القومي للاقتصاد الوطني.
فتح أسواق عالمية جديدة
مضيفا:"وبفضله استطعنا خلال سنة واحدة، فتح أسواق عالمية جديدة لتسويق منتجات المصنع إلى العديد من الدول الصناعية، بالاتحاد الأوروبي وشرق آسيا والولايات المتحدة الأمريكية. وقد بلغ الإنتاج السنوي الإجمالي من سبائك حديد الكروم 50,000 طن متري في السنة، يتم تصديره بالكامل إلى خارج السلطنة، حيث يدخل حديد الفيرو كروم في العديد من الصناعات الثقيلة على مستوى العالم، ويتم استخدامه بشكل أساسي في صناعة الحديد المقاوم للصدأ. ويعمل لدى المصنع حالياً أكثر من 150 موظفاً من الإداريين والمهندسين والفنيين والعمال، كما بلغت نسبة التعمين أكثر من 35% من إجمالي القوى العاملة في المصنع. وبدخول مثل هذه المصانع إلى السلطنة، أوجدت مكانة لها في الخارطة العالمية ضمن الدول المنتجة والمصدرة لمثل هذه السلعة الإستراتيجية، وكأول دولة منتجة ومصنعة لحديد الفيروكروم في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما أن الشركة أنشأت مصنعاً حديثاً متكاملاً لإنتاج الرخام العماني في صناعية البريمي، وذلك في العام 2011، بحيث يقوم المصنع بأعمال تقطيع قوالب الرخام العماني إلى ألواح ومن ثم إلى بلاطات وسلالم بمختلف الأشكال والأحجام بطاقة إنتاجية شهرية في حدود 40 ألف متر مربع. ويتم تصدير معظم الإنتاج إلى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي وشرق آسيا.
نجاحات رغم الركود العالمي
الهادي اختتم حديثه قائلا:"ونحن نحتفل باليوم السنوي الحادي عشر لمجموعة الخليج للتعدين، وقد استطاع مجلس الإدارة خلال هذه الفترة الوجيزة من عمره أن يحقق العديد من النجاحات واحدة تلو الأخرى، بالرغم من الركود العالمي الذي عصف على اقتصادات الكثير من دول العالم في عامي 2015 و2016 وخاصة الدول النامية منها، التي تعتمد إيراداتها الأساسية على المواد الأولية الطبيعية المنتجة في بلدانها. وقد تبنى مجلس إدارة مجموعة الخليج للتعدين، العديد من المشاريع في الخطة الخمسية الحالية، والتي ستعمل على إدخال قيم مضافة عالية على المواد التعدينية الأولية.
---------------------------------------------
أهم مشاريع الشركة في الخطة الخمسية الحالية:
- مشروع توسعة مصنع الفيروكرم الحالي المقام في منطقة صحار الصناعية الحرة، عن طريق إضافة فرنين إضافيين بسعة إجمالية 100 ألف طن متري سنوي من حديد الفيروكروم عالي الجودة، وبالتالي رفع الطاقة الإنتاجية للمصنع إلى 150 ألف طن متري من حديد الفيروكروم، وستوفر التوسعة الجديدة فرص عمل جديدة لأكثر من 170 وظيفة مباشرة. ويتوقع أن ينجز هذا المشروع مع نهاية العام 2018م.
- مشروع إنشاء مصنع الفيرومنجنيز في منطقة صحار الصناعية الحرة، والذي يعد أول مشروع سيقام على أرض السلطنة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، لإنتاج حديد الفيرومنجنيز عالي الجودة، وتقدر الطاقة الإنتاجية للمصنع في حدود 50 ألف طن متري سنوياً، وسيوفر هذا المشروع فرص عمل جديدة لأكثر من 160 وظيفة مباشرة من الإداريين والمهندسين والفنيين والعمال. ويتوقع أن ينجز هذا المشروع مع نهاية العام 2018.
- مشروع إنشاء مصنعين لمعالجة الخامات المنخفضة الجودة من المنجنيز واللترايت الأول لإنتاج رمل المنجنيز المركز عالي الجودة، وسيتم إنشاء هذا المصنع في ولاية إبراء، وبطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 120 ألف طن متري في السنة. وسيوفر هذا المشروع فرص عمل جديدة لأكثر من 30 وظيفة مباشرة من إداريين ومهندسين وفنيين وعمال. والثاني لإنتاج خام الحديد عالي الجودة تصل نقاوته إلى أكثر من 60%، وسيتم إقامة هذا المصنع في ولاية إبراء، وبطاقة إنتاجية للمصنع في حدود 1.2 مليون طن متري سنوياً من خام الحديد عالي الجودة. وسيوفر هذا المشروع فرص عمل جديدة لأكثر من 250 وظيفة.
- مشروع إنشاء مصنع لإنتاج ألواح الجبس في منطقة صلالة الصناعية الحرة، وتقدر الطاقة الإنتاجية للمصنع في حدود 24 مليون متر مربع سنوياً. وسيوفر هذا المشروع فرص عمل جديدة لأكثر من 250 وظيفة مباشرة من إداريين ومهندسين وفنيين وعمال. ويتوقع أن ينجز هذا المشروع خلال النصف الأول من العام 2018.
- مشروع إنشاء مصنع لإنتاج الأسمدة من مادتي بوتاس سولفيت، حيث تم مؤخر اكتشاف كميات كبيرة من مادة البوتاس في وسط عمان بمنطقة أم السميم، وحالياً المشروع مازال في الإجراءات لدى الجهات الرسمية، وستباشر الشركة في أعمال التنقيب الموسع للمادة في المنطقة فور الانتهاء من تلك الإجراءات ومن ثم الإنتاج التجريبي خلال العام 2018، حسب الخطة الموضوعة، ومن ثم الإنتاج التجاري مع بداية العام 2020. وتقدر الطاقة الإنتاجية للمشروع في المرحلة الأولى في حدود نصف مليون طن متري في السنة، وسيوفر هذا المشروع فرص عمل جديدة لأكثر من 500 وظيفة مباشرة من إداريين ومهندسين وفنيين وعمال. وغير مباشرة بين 2000 إلى 300 فرصة عمل لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
---------------------
بالأرقام:
13.6 % نمو نشاط التعدين والتحجير في السلطنة العام 2015.
1100 موظف يعملون لدى المجموعة بصورة مباشرة وغير المباشرة.
35 % نسبة التعمين في المجموعة حالياً والعمل جار لرفعها في المستقبل وفق خطة مدروسة.
150 مؤسسة صغيرة ومتوسطة وفرت لها الشركة فرص عمل غير مباشرة.
75 %، نسبة التعمين في الإدارة العُليا للمجموعة وهي الأعلى في القطاع حتى الآن.
150 أسرة عمانية من ذوي الدخل المحدود تبنتها المجموعة.