دبي - ش
تدرس روسيا إعادة عميل المخابرات الأمريكي السابق، إدوارد سنودن، إلى بلاده، كـ "هدية" من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب تقرير استخباراتي أمريكي.
وكان ترامب قد وصف الجواسيس بأنهم خونة يستحقون الإعدام.
مسؤول أمريكي رفيع المستوى مطلع على المعلومات الاستخباراتية الروسية الحساسة، قال إن تسليم سنودن هو "محاولة تودد من الرئيس الروسي بوتين إلى ترامب"، وفق ما جاء في "أن بي سي نيوز" يوم الجمعة، وبحسب ما نقلته العربية نت.
في المقابل، قال محامي سنودن، وبن ويزنر، من الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية إنه لا علم لديه بأية خطة لتسليم موكله. وأوضح: "إن فريق الدفاع عن سنودن لم يتلق أية إشارة مثل هذه.. وليس لديه سبب للقلق".
روسيا رابحة من الجهتين
وقال نائب مستشار الأمن القومي السابق، خوان زاراتي: "إن إدارة ترامب يجب أن تتوخى الحذر في قبول أي عرض بخصوص سنودن من بوتين". وأضاف: "بالنسبة لروسيا، فإن الأمر مربح من الوجهتين.. فموسكو انتزعت بالفعل ما تريده من إدوارد سنودن من حيث المعلومات، واستخدمته بالتأكيد كورقة ضغط على الولايات المتحدة في موضوعات المراقبة وأنشطة الإنترنت."
وأوضح زاراتي: "سيكون ذلك إشارة لعلاقات أكثر دفئاً ورغبة في مزيد من التعاون مع الإدارة الجديدة، ولكن سيكون أيضاً بلا شك سبباً في تذكية الخلافات والقضايا المتعلقة في الولايات المتحدة حول دور المراقبة وأجهزة الاستخبارات الأمريكية، ومستقبل الخصوصية والحريات المدنية في السياق الأمريكي". وقال: "وكل ذلك قد يكون موسيقى تطرب آذان بوتين".
ولم يعلِّق البيت الأبيض على التقرير، لكن وزارة العدل الأمريكية أخبرت "أن بي سي نيوز" أنها سترحب بعودة سنودن، الذي اتهم بموجب قانون التجسس، ويمكن أن يحاكم بعشرات السنين من السجن.
وكان سنودن يعمل كمتعهد في وكالة الأمن القومي الأمريكي في هاواي، عندما قام بتسريب كنز من الوثائق للصحفيين في العام 2013 كشف من خلالها نظام المراقبة الأمريكي الواسع على الناس العاديين.
ومن ثم هرب إلى موسكو وطلب اللجوء السياسي، ويقول مسؤولون إن إقامته في روسيا صالحة إلى 2020 ما يؤهله للتقديم بطلب للحصول على الجنسية الروسية.
وكان ترامب ومدير وكالة الاستخبارات الأمريكية، مايك بومبيو، قد أدانا سنودن بأقسى لهجة، فقد قال ترامب في يوليو الفائت: "أعتقد أنه خائن كبير وسوف أتعامل معه بقسوة"، مضيفاً: "إذا كنت الرئيس فبوتين يجب أن يوقفه."
وفي أكتوبر 2013 غرّد ترامب: "سنودن جاسوس يجب أن يعاقب بالإعدام."
وفي فبراير الفائت اتفق مايك بومبيو مع اقتراح ترامب قائلاً: "أعتقد أن النتيجة الصحيحة أنه يجب أن يحكم عليه بالإعدام".
وفي مقابلة مباشرة عبر تويتر في ديسمبر الفائت قال سنودن: "إن أية محاولة لإجباره على العودة إلى الولايات المتحدة تعتبر انتهاكاً لحقوق الإنسان".
وقال سنودن: "هناك الكثير من الناس سألوني: هل سيكون هناك نوع من الصفقة حيث إن ترامب ذكر قائلاً: أعطوني هذا الرجل كهدية". وأضاف: "هل سيتم إرسالي إلى الولايات المتحدة، حيث أواجه بمحاكمة صورية؟!.. هل سيحدث ذلك؟.. لا أعلم!".
وقال "أنا بجد لا أعرف.. وهل أنا قلق حيال ذلك؟ في الواقع لا.. لأن هذا هو قراري وأنا مرتاح له وأعلم أنني فعلت ما هو سليم."
في حين قال محامي سنودن في روسيا، أناتولي كوتشيرينا، لوكالة الأنباء الروسية نوفوستي: "إن سنودن يريد العودة إلى الولايات المتحدة من دون خوف من الاعتقال."
وأضاف: "نتمنى جداً أن يظهر الرئيس الأمريكي الجديد مدخلاً متوازناً للقضية وأن يتخذ القرار الوحيد والصحيح بإيقاف المحاكمة ضد سنودن". وأردف: "لا توجد طريقة واضحة للتنبؤ إن كان بوتين سيسلم سنودن لترامب أم لا."