مؤشر أسعار الغذاء يستهل 2016 بالهبوط إلى أدنى مستوياته منذ قرابة 7 سنوات

مؤشر الأحد ٠٧/فبراير/٢٠١٦ ١٧:٣٥ م
مؤشر أسعار الغذاء يستهل 2016 بالهبوط إلى أدنى مستوياته منذ قرابة 7 سنوات

روما -العمانية/ انخفض مؤشر "الفاو" لأسعار الغذاء في يناير المنصرم، بنسبة (9ر1) بالمائة عن مستواه في الشهر الأخير من عام 2015، مع تراجع أسعار جميع السلع الغذائية التي يرصدها ولا سيما سلعة السكر. وسجل متوسط مؤشر أسعار الغذاء (4ر150) نقطة في يناير، بانخفاض مقداره (16) بالمائة عن العام السابق ليسجل أدنى مستوى له منذ إبريل 2009. ويمثل مؤشر "الفاو" لأسعار الغذاء دليلاً يستند إلى حركة التعاملات التجارية، لقياس أسعار خمس سلع غذائية رئيسية في الأسواق الدولية، شاملاً مؤشرات فرعية لأسعار الحبوب، واللحوم، والألبان، والزيوت النباتية، والسكر. وتكمن العوامل الرئيسية وراء الانخفاض الذي طال أمده في أسعار السلع الغذائية الأساسية في وفرة المعروض من السلع الزراعية عموماً، وتباطؤ الاقتصاد العالمي، وارتفاع قيمة الدولار، وفي الشهر الجاري، رفعت منظمة "الفاو" من توقعاتها لأرصدة الحبوب العالمية عام 2016، نتيجة لخفض الاستهلاك المتوقع وارتفاع آفاق الإنتاج الكلي لعام 2015. وهبط مؤشر "الفاو" الفرعي لأسعار السكر بنسبة (1ر4) بالمائة مقارنة بمستواه في شهر ديسمبر 2015، كأول انخفاض له منذ أربعة أشهر؛ كما تحسنت أحوال المحاصيل في البرازيل، باعتبارها أكبر البلدان قاطبة لإنتاج وتصدير سلعة السكر على الصعيد العالمي. وانخفض مؤشر أسعار الألبان بنسبة (0ر3) بالمائة بفعل ضخامة كميات الإمداد المعروضة، على الأكثر لدى كل من الاتحاد الأوروبي ونيوزيلندا، إلى جانب فتور الطلب العالمي على الواردات. وسجل مؤشر "الفاو" لأسعار الحبوب تراجعاً قيمته 7ر1 بالمائة (إلى 1ر149 نقطة) وسط امدادات عالمية وافرة وزيادة التنافس على أسواق التصدير، وبخاصة في سلعتي القمح والذرة، ناهيك عن قوة الدولار. كذلك تراجع مؤشر أسعار الزيوت النباتية بنسبة (7ر1) بالمائة ، على الأكثر بسبب انخفاض أسعار زيت الصويا وفيما يعكس توقعات وافرة من إمدادات فول الصويا العالمية. وفي الوقت ذاته، تحرك مؤشر أسعار اللحوم إلى الانخفاض بنسبة (1ر1) بالمائة من قيمته المعدلة لشهر ديسمبر، حيث انكمشت أسعار جميع فئات اللحوم. وفي هذه الأثناء لم تنفك تصدر إشارات متضاربة حول أنماط الطقس المرتبطة بظاهرة "النينيو" المناخية بالنسبة للاحتمالات المبكرة لمحاصيل الحبوب في عام 2016، وبخاصة في نصف الكرة الجنوبي وفقاً لما أوردته منظمة "الفاو" في نشرتها الموجزة حول إمدادات الحبوب والطلب عليها الصادرة يوم أمس. في جنوب إفريقيا، طرأ "ضعف شديد" على توقعات المحاصيل لعام 2016، وحيث يظهر من المرجح الآن أن يسجل إنتاج القمح هبوطاً بمقدار (25) بالمائة ، وتسود أحوال مواتية عموماً للإنتاج في الاتحاد الروسي والاتحاد الأوروبي، في حين تراجعت المزروعات الشتوية في الولايات المتحدة وأوكرانيا، والمتوقع أيضاً أن الرقعة المنزرعة قمحاً في الهند سوف تتقلص، وذلك بعد نقص الأمطار الموسمية بأقل من المتوسط منذ اكتوبر. أما توقعات عام 2016 لناتج الأرز على طول وجنوب خط الاستواء فتظهر "قاتمة" بسبب عدم كفاية المياه أو نقيضها من الأمطار الغزيرة. وبالنسبة لموسم 2015، رفعت "الفاو" قليلاً من توقعاتها لإنتاج الحبوب العالمي إلى (2531) مليون طن، أي بزيادة طفيفة مقارنة بالتقديرات السابقة الصادرة في ديسمبر. ودفع إنتاج القمح في كندا وروسيا وإنتاج الذرة في الصين وكندا وباراغواي إلى التعديل باحتساب زيادة .. كما رفعت "الفاو" توقعاتها قليلاً بشأن إنتاج الأرز في العام عام 2015، على الأكثر نظراً إلى التوقعات الأعلى لدى كل من الصين وفيتنام والولايات المتحدة. في الوقت ذاته، خفضت منظمة "الفاو" توقعاتها للاستخدام العالمي للحبوب خلال موسم 2015/ 2016 إلى (2527) مليون طن، أي لا يزال أعلى من العام السابق بنسبة (8ر0) بالمائة . ويعكس ذلك زيادة في الاستخدام بنسبة (0ر2) بالمائة من القمح، على الأكثر بسبب ارتفاع استخدام علف الماشية لدى البلدان الصناعية وزيادة بنسبة (3ر0) بالمائة في استخدام الذرة، ومن المتوقع أستخدام الأرز في العالم أن ينمو بنسبة (1ر1) بالمائة ، مما يحتفظ باستهلاك مستقر للفرد. وباحتساب تعديلات الإنتاج وتوقعات الاستهلاك المخفضة، من المقدر أن تنهي مخزونات الحبوب العالمية أرصدتها للمواسم عام 2016 بما يبلغ (642) مليون طن، أي ما هو أعلى من مقدارها في بداية العالم، وينطوي هذا المستوى على معدل مستقر ومريح لاستخدام الحبوب العالمي بنحو (25) بالمائة . ومع ذلك، تتفاوت أرصدة المخزونات على نحو واسع جغرافياً وحسب كل محصول على حدة في حين من المتوقع أن تسجل زيادة ملحوظة في مخزونات القمح بالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الاوروبي والصين، يرجح أن يشاهد بعض التراجع لدى كل من كندا والهند وجمهورية إيران الإسلامية، من جانب ثان، من المنتظر أن تُسحب مخزونات الأرز العالمية للاستهلاك من أجل سد الفجوة المتوقعة بين الإنتاج والاستهلاك العالمي، والمتوقع أن تأتي معظم الكميات من جانب الهند وتايلند، باعتبارهما مُصدريّ الأرز الرائدين في العالم.