المفكر عدنان إبراهيم يلقي محاضرة عن الحضارة الإسلامية ودورها في ترسيخ القيم والتسامح

بلادنا الأربعاء ٠٨/فبراير/٢٠١٧ ٢١:٤٠ م
المفكر عدنان إبراهيم يلقي محاضرة عن الحضارة الإسلامية ودورها في ترسيخ القيم والتسامح

مسقط - ش
ضمن إطار التعاون بين جامعة السلطان قابوس ممثلة بدائرة الإرشاد والتوجيه الديني بعمادة شؤون الطلبة ونادي نزوى، استضافت الجامعة المفكر الإسلامي د.عدنان إبراهيم وذلك بالمسرح المفتوح، وقد ألقى د.عدنان محاضرة بعنوان "الحضارة الإسلامية ودورها في ترسيخ القيم والتسامح" وذلك بحضور رئيس مجلس الشورى سعادة الشيخ خالد بن هلال المعولي ومجموعة من الأكاديميين والموظفين والطلبة من داخل الجامعة بالإضافة إلى عدد كبير من المثقفين والمهتمين من خارج الجامعة.
تطرقت المحاضرة إلى عدّة جوانب أهمها التفصيل في مفهوم الحضارة والثقافة، واستعراض للقيم الكليّة العليا تبعه شرح للقيم الحضارية والقيم الخلقية الأخرى التي تنظّم سلوكيات المرء إزاء الآخرين، كما لم يغفل المحاضر أيضا نقد بعض أنماط التفكير الشائع لدى بعض المسلمين.

بدأ الدكتور بالإشارة إلى التجربة العمانية الممتدّة منذ مئات السنين كأنموذج لحالة التوافق التامّة داخل المجتمع على اختلاف أطيافه ومؤكّدًا على ضرورة أن تستلهم بقيّة الدول منها، كما توّجه كذلك بالثناء على المفتي العام للسلطنة سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي على ما يمتلكه من صفاتٍ حسنةٍ تُعدٌّ بدورها تجلّيًا في كل شخصية عمانية اتّصل بها.

انتقل بعدها لتعريف الحضارة، وذكر أنه في بعض اللّغات الأخرى يتم تجريد تعريف الحضارة للجانب المادي فقط والذي إذا ظهر واستبدّ في المشهد فإنه مؤذنٌ بأفول حالة التمدن لدى الإنسان، وأجمَلَ تعريف الحضارة في أنها الجهود الإنسانية أو البشرية التي يُوجِد بها الإنسان دافعًا بين الاستجابة الغريزية والاستجابة العقلية، وفصّل في فارق هذه الاستجابة بين الإنسان والحيوان، ليتحدّث بعد ذلك عن تسلسل التطورات التي لحقت باستجابة الإنسان إزاء الطبيعة وما حوله منذ أن كان بدائيًا وحتّى عصره الحاليّ، وقال إن الإنسان لم يقف ساذجًا بل بدأ يستخدم إمكاناته وقدراته العقلية ليصل إلى آفاق بعيدة جدًا من تأملاته الميتافيزيقية، فبدأ يدرك الوجود بما هو ليدرك لُبّه وجوهره، ومن هذا نشأ التفكير الفلسفي.

ودعا د. عدنان إبراهيم جميع الحاضرين من الدارسين في الكليات والجامعات وغيرهم بأن يستعيدوا دورهم الحضاري ليكونوا رسل هداية وتنوير للعالم، ويستدلّ باقتباس من كتاب مغامرة الإسلام "في حالة تبين أن الإسلام كدين قادر على تنوير الضمير العالمي فإنه سيكون لجميع البشر مصلحة في هذه النتيجة حتى أولئكم الذين لا يؤمنون بالأديان ويناضلون ضدها نضالا مسلحًا".
كما كشف عن الدلالة الكامنة أو الحكمة من وراء استخلاف سيدنا آدم بعد معصيته، فقال إنه ثمة قيمة بعد توحيد الله قد لا تعلوها قيمة وهي الأم لسائر القيم وبدونها ستصبح التراتبية بين القيم على اختلافها تعاني من نقطة انكسار هي الحرية الإنسانية، وتعني أنه لا يمكن أن يُفهم الهدى الإلهي والهدي الشرعي إلا في ضوء تقرير تام لحرية الإنسان التامة، والقرآن فعل هذا في أغلب الآيات وفي أخطر باب من الأبواب وهو الاعتقاد.
وذكر أن المستخلف حرٌ في أن يؤمن أو يكفر، ليشير إلى أن الحرية التي أعطانا الله إياها في أن نؤمن أو نكفر دليل على أنه موجود، فلو كان الإله باطلا من الأباطيل غير موجود لأعرب في رسالاته لأنبيائه أنه لا يسمح بهذه الحالة وحين تقع يجب أن تمحى بسرعة ويجب أن يقتل الكافر أو الزنديق من فوره لكن الله يقول: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، واستأنف حديثه إن هذا الإله الذي أعطى الإنسان ومكنه بشرعه واضح أنه إله غني مثلما هو واضحٌ أن سلطانه لا ينتقص بكفر كافر كما لا يزداد بإيمان مؤمن.