«المخاوف الأمنية» تحتل الأولوية في عمليات تبني خدمات التطبيقات

مؤشر الأربعاء ٠٨/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص

مسقط –
أكدت دراسة أصدرتها شركة F5 نتووركس أن «المخاوف الأمنية» تحتل الأولوية في عمليات تبني خدمات التطبيقات مبينة أن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بصدد بدء عام حافل وحيوي، حيث تخطط المؤسسات لنشر 18 خدمة للتطبيقات خلال الأشهر الـ12 المقبلة، مقارنةً بالمتوسط العالمي للعام 2016 الذي بلغ 11 خدمة للتطبيقات. وفي ظل استمرار نمو وتطور مستوى تعقيد وسرعة التهديدات، أضحت التوافرية ولأول مرة تحمل قدراً أقل من الأهمية في الحماية الشاملة للتطبيقات، حيث استعانت أهم الخدمات المتاحة بجدران الحماية للشبكات، وببرامج مكافحة الفيروسات، وحلول بروتوكول SSL طبقة المقابس الآمنة الخاصة بالشبكات الخاصة الافتراضية.

وهذه الدراسة العالمية هي الوحيدة من نوعها التي تصدر حالياً في عامها الثالث، وتضمن مشاركة أكثر من 2,000 خبير ومختص في مجال تقنية المعلومات، والشبكات، والتطبيقات، والحلول الأمنية من جميع أنحاء العالم، وذلك لدراسة الدور الذي تلعبه خدمات التطبيقات في تمكين المؤسسات من نشر التطبيقات بوتيرة أسرع، وبمستوى أكثر ذكاءً وأمناً.

عهد الخبرات السحابية

أظهرت نتائج الدراسة أن أكثر القطاعات التي ستستقطب الاستثمارات خلال العام 2017 في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا هو قطاع السحابة الخاصة في مكان العمل (46 في المئة). كما أشار حوالي نصف المشاركين في هذه الدراسة (48 في المئة) إلى أن السحابة الخاصة تحظى بأهمية أكثر استراتيجية بالنسبة لمؤسساتهم خلال الـ 2-5 سنوات المقبلة، وصرح ثلاثة أرباع المستطلعين (76 في المئة) أن تطبيقاتهم ستدخل السحابة بحلول العام 2017. أما الميزة الأمنية الأبرز والأكثر أهمية فقد أشارت إلى ضرورة توفير السحابة لذات المستوى من الأمن وقابلية الرقابة، على غرار باقي الخدمات المتاحة ضمن مكان العمل (61 في المئة). وهو ما يشير إلى أن المؤسسات تنتابها المخاوف إزاء فترات توقف وتعطل أعمالها أثناء مرحلة ارتقائها إلى السحابة.

فيما يصب بمصلحة استراتيجيتها

رغم ذلك، أشار المشاركون في الدراسة إلى أن عملية الارتقاء نحو بيئة أكثر مرونة ومتعددة السحابة بدأت تكتسب زخماً خاصاً. وعلى الصعيد العالمي، صرح أربعة من أصل كل خمسة مستطلعين بأنهم تبنوا نماذج للسحابة الهجينة. لكن التحدي الرئيسي الذي يكمن في هذا التوجه يتمثل في الحفاظ على السياسات الأمنية المتسقة عبر البيئات المتعددة (25 في المئة من المشاركين في الدراسة).

في هذا السياق قال ريان كيرني -الرئيس التنفيذي للتقنيات لدى شركة F5 نتووركس-: «تستثمر الشركات أموالها فيما يصب بمصلحة استراتيجيتها عندما يتعلق الأمر بالسحابة. ولا تزال هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها، إلا أن التوجه العالمي نحو تبني سيناريو السحابة الهجينة يظهر وبوضوح بأن انسيابية وسرعة الحركة بالإمكان تحقيقها دون المساومة على المستوى الأمني، شرط وجود سياسات وحلول متسقة قيد الاستخدام».
أما على الصعيد العالمي، كلما زاد عدد التطبيقات التي تقوم الشركة بنشرها، ارتفعت دوافعها لجني الفوائد التشغيلية للسحابة، حيث أبلغ المشاركون في الدراسة الذين يديرون ويشغلون العدد الأكبر من الطلبات (أكثر من 3,000 طلب) عن تحقيقهم لأعلى نسبة من التطبيقات في السحابة.

تغير ترتيب سلم الأولويات
يجب إطلاق حقبة وموجة جديدة من الحذر والحيطة الأمنية في ظل توسع نطاق مهمات الفرق الأمنية إلى ما وراء جدران الحماية التقليدية، ومحيط بيئة العمل. فالمؤسسات التي تطبق جدران حماية تطبيقات المواقع الإلكترونية WAF وخدمات الحد من أثر هجمات الحرمان من الخدمة الموزعة تمتلك ثقة أعلى بقدرتها على تحمل الهجمات على مستوى طبقة التطبيقات، وعلى نحو مثير للاهتمام، فإن المؤسسات التي تعمل وفق السحابة تمتلك قدراً أكبر من الثقة في مستواها الأمني.

وهو ما تطرق إليه ريان كيرني بقوله: «خلال العام الفائت، لم يمض أسبوع دون تصدر عمليات الاختراق أو الهجمات عبر الثغرات ونقاط الضعف العناوين الرئيسية. ومع ذلك، لا يوجد أي دليل على إبطاء هذه الخروقات الأمنية لمسيرة التحول الرقمي. حيث تظهر نتائج تقريرنا كيف تقوم المطالب التنافسية للعملاء، وحماية البيانات، في بعض الأحيان بتوجيه عمليات النشر التي تقوم بها الشركات للتطبيقات ولخدمات التطبيقات، وبإمكانها أيضاً الدخول ضمن أفضل الممارسات الأمنية عند الحاجة إليها».

أهم التحديات الأمنية
من جهةٍ أخرى، تمت الإشارة إلى بعض من أهم التحديات الأمنية، ومنها التطور المتنامي للهجمات (64 في المئة)، تلتها تقليل الموظفين من آثار عدم اتباع السياسة الأمنية (53 في المئة). لكن رغم تسميتها من قبل أكثر من نصف الموظفين باعتبارها إحدى أهم التحديات، اعترف ثلث (32 في المئة) المستفتين بوجود نقص في المهارات الأمنية الخاصة بتقنية المعلومات والتدريب داخل الشركة.

قمة سلم الأولويات
على الصعيد العالمي، يؤدي تنامي خدمات التطبيقات، واستمرار التوسع نحو السحابة، إلى دفع المؤسسات نحو أتمتة ومزامنة عملياتها القابلة للتوسع على امتداد بيئاتها. ونتيجة لذلك، يرى أكثر من نصف المستطلعين حالياً أن البنى الأساسية والقوالب الداعمة لواجهات برمجة التطبيقات تمتلك أهمية كبيرة، حيث ارتفعت بنسبة 31 و22 في المئة عما سجلته العام الفائت، على التوالي. ولا تزال قابلية التوسع، وخفض معدل النفقات التشغيلية، من أكبر دوافع استخدام منهجيات العمل المستندة على الشبكات المعرفة بالبرمجيات SDN، كما تظهر الشركات، على نحو متزايد، توجهاً نحو منهجيات التوحيد، حيث أشار 39 في المئة من المشاركين في الدراسة إلى اعتمادهم على منهجية عمل واحدة فقط خلال العام 2017، مقارنةً بـ 32 في المئة سجلها التقرير خلال العام 2016.